لم يمنع تغلغل الإرهابيين في جبال الشمال الغربي، أهالي المناطق الجبلية هذا العام من الصعود إلى المرتفعات لجمع محصول الصنوبر الحلبي لتأمين احتياجات السوق من هذه المادة استعدادا للمولد النبوي الشريف.
وتعد حبوب الصنوبر الحلبي أو ما يعرف في تونس "الزقوقو" المكوّن الرئيسي لطبق العصيدة التي تعدّها العائلات التونسية احتفالا بذكرى مولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
ولا يعرف غير المطلعين على أوضاع تونس الداخلية أن سعادة آكلي "عصيدة الزقوقو" في المدن التونسية تغطي في الحقيقة على معاناة كثير من سكان المناطق الجبلية الواقعة في شمال البلاد ووسطها الغربيين، فظروف السكان المعيشية السيئة تدفعهم في كثير من الأحيان إلى تسلق أشجار الصنوبر التي تنبت في هذه المناطق لجني المخاريط المحملة بثمار الصنوبر.
وبعد جمعها توضع في رماد ساخن حتى تتفتح وتسمح باستخراج حبوب "الزقوقو" منها. ويحتوي هذا النشاط على مخاطر كثيرة منها أساسا تلك التي تواكب عملية تسلق الأشجار وتسخين المخاريط.
ويعيش آلاف السكان على جني ثمار الصنوبر الحلبي أو على الأقل يتخذون منه مورد رزق إضافيا أساسيا يقي من العوز حيث يبلغ معدل سعر الكيلوغرام الواحد 10 دولارات.
ويصادف المولد النبوي خلال هذه الفترة موسم جني مخاريط الصنوبر، إذ إن الموسم عادة ما ينطلق خلال شهر ديسمبر/كانون الأول ليتواصل إلى غاية أبريل/نيسان من كل سنة.
ويعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من العادات المتأصلة في الموروث الثقافي والشعبي التونسي وغالبا ما توفر هذه المناسبة فرص عمل مؤقتة في القطاعات التي تنتعش بهذه المناسبة على غرار تجارة الفواكه الجافة والبخور إلى جانب بعض الصناعات التقليدية كصناعة النحاس في حين تبقى تجارة الصنوبر الحلبي الأكثر رواجا في المولد النبوي.
تتعرض شجرة الصنوبر إلى ضغوط المضاربين ممن يتعمدون إضرام النار فيها لتوسيع مزارعهم أو لإقامة مشاريع عمرانية زيادة على استغلال الوسطاء لصعوبة الظروف الاجتماعية لساكني المناطق المنتجة لـ "الزقوقو" ما يجبرهم على بيع محاصيلهم بأسعار بخسة لتباع مرة ثانية بأسعار خيالية في المدن، ما يجعل وزارة التجارة تكثف من حملات المراقبة على هذه المادة لقطع الطريق أمام المحتكرين ممن يستغلون هذه المناسبات للتحكم في بورصة الأسعار وفق مصالحهم.
وتقدر وزارة الزراعة الصنوبر الحلبي "الزقوقو" لهذا الموسم بـ 306 طن، وقد عرضت وكالة استغلال الغابات في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مساحة تقدر بـ 71 ألف هكتار من غابات الصنوبر الحلبي للاستغلال مقابل 68 ألف هكتار للسنة الماضية.
وتمثل قدرة إنتاج غابات الصنوبر الحلبي المعروضة للبيع هذا الموسم مرة ونصف من احتياجات السوق التونسية من هذه المادة والتي قدرت بـ 200 طن، حسب ما أفادت به وزارة التجارة.
وقد شملت عقود الاستغلال المبرمة منذ بداية الموسم إلى 10 ديسمبر/كانون الأول الحالي نحو 14 ألف هكتار وستوفر هذه المساحة ما يقارب 80 طنا من حبوب "الزقوقو" بحلول موعد المولد النبوي الشريف.
وتتوزع المساحات المعروضة للاستغلال على إحدى عشرة محافظة من أهمها محافظات القصرين والكاف وسليانة، ويعتبر استهلاك بذور الصنوبر الحلبي لإعداد أطباق العصيدة احتفالا بالمولد النبوي الشريف، مهما بالنسبة للعائلات التونسية.
وحسب دراسة حديثة لسلسلة القيمة لمنتج الصنوبر الحلبي، أنجزتها وزارة الزراعة بدعم من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، فإن معدل استهلاك العائلة التونسية لحبوب "الزقوقو" يصل إلى 2 كغ سنويا، كما يوجد حاليا في تونس ما يقارب 200 مؤسسة صغرى متخصصة في إنتاج مشتقات الصنوبر الحلبي وتسجل كل منها حوالى 12 ألف دينار من المبيعات سنويا أي نحو 6 آلاف دولار.
وشهدت المساحات الغابية المستغلة في محافظة القصرين، أحد أبرز المحافظات المنتجة لـ "الزقوقو"، تراجعا بنسبة 50% هذا الموسم بعد أن كانت في حدود 140 ألف هكتار، وذلك نظرا لتحول عدد من غابات الجهة إلى مناطق عسكرية مغلقة وتعرض مساحات مهمة من أشجار الصنوبر الحلبي إلى حرائق لدواع أمنية.
وتطالب منظمات المجتمع المدني في تونس سلطات ما بعد الثورة بالمسارعة إلى إطلاق مشاريع تنموية في هذه المناطق يكون لبعض مخزونها النباتي دور أساسي في تحسين ظروف السكان المعيشية وإحياء الدورة الاقتصادية والمحافظة على البيئة، فضلا عما توفره من محاصيل "الزقوقو".
اقرأ أيضا: في ذكرى الثورة: تونس تُنشئ مصرفا لتمويل مشروعات العاطلين
وتعد حبوب الصنوبر الحلبي أو ما يعرف في تونس "الزقوقو" المكوّن الرئيسي لطبق العصيدة التي تعدّها العائلات التونسية احتفالا بذكرى مولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
ولا يعرف غير المطلعين على أوضاع تونس الداخلية أن سعادة آكلي "عصيدة الزقوقو" في المدن التونسية تغطي في الحقيقة على معاناة كثير من سكان المناطق الجبلية الواقعة في شمال البلاد ووسطها الغربيين، فظروف السكان المعيشية السيئة تدفعهم في كثير من الأحيان إلى تسلق أشجار الصنوبر التي تنبت في هذه المناطق لجني المخاريط المحملة بثمار الصنوبر.
وبعد جمعها توضع في رماد ساخن حتى تتفتح وتسمح باستخراج حبوب "الزقوقو" منها. ويحتوي هذا النشاط على مخاطر كثيرة منها أساسا تلك التي تواكب عملية تسلق الأشجار وتسخين المخاريط.
ويعيش آلاف السكان على جني ثمار الصنوبر الحلبي أو على الأقل يتخذون منه مورد رزق إضافيا أساسيا يقي من العوز حيث يبلغ معدل سعر الكيلوغرام الواحد 10 دولارات.
ويصادف المولد النبوي خلال هذه الفترة موسم جني مخاريط الصنوبر، إذ إن الموسم عادة ما ينطلق خلال شهر ديسمبر/كانون الأول ليتواصل إلى غاية أبريل/نيسان من كل سنة.
ويعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من العادات المتأصلة في الموروث الثقافي والشعبي التونسي وغالبا ما توفر هذه المناسبة فرص عمل مؤقتة في القطاعات التي تنتعش بهذه المناسبة على غرار تجارة الفواكه الجافة والبخور إلى جانب بعض الصناعات التقليدية كصناعة النحاس في حين تبقى تجارة الصنوبر الحلبي الأكثر رواجا في المولد النبوي.
تتعرض شجرة الصنوبر إلى ضغوط المضاربين ممن يتعمدون إضرام النار فيها لتوسيع مزارعهم أو لإقامة مشاريع عمرانية زيادة على استغلال الوسطاء لصعوبة الظروف الاجتماعية لساكني المناطق المنتجة لـ "الزقوقو" ما يجبرهم على بيع محاصيلهم بأسعار بخسة لتباع مرة ثانية بأسعار خيالية في المدن، ما يجعل وزارة التجارة تكثف من حملات المراقبة على هذه المادة لقطع الطريق أمام المحتكرين ممن يستغلون هذه المناسبات للتحكم في بورصة الأسعار وفق مصالحهم.
وتقدر وزارة الزراعة الصنوبر الحلبي "الزقوقو" لهذا الموسم بـ 306 طن، وقد عرضت وكالة استغلال الغابات في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مساحة تقدر بـ 71 ألف هكتار من غابات الصنوبر الحلبي للاستغلال مقابل 68 ألف هكتار للسنة الماضية.
وتمثل قدرة إنتاج غابات الصنوبر الحلبي المعروضة للبيع هذا الموسم مرة ونصف من احتياجات السوق التونسية من هذه المادة والتي قدرت بـ 200 طن، حسب ما أفادت به وزارة التجارة.
وقد شملت عقود الاستغلال المبرمة منذ بداية الموسم إلى 10 ديسمبر/كانون الأول الحالي نحو 14 ألف هكتار وستوفر هذه المساحة ما يقارب 80 طنا من حبوب "الزقوقو" بحلول موعد المولد النبوي الشريف.
وتتوزع المساحات المعروضة للاستغلال على إحدى عشرة محافظة من أهمها محافظات القصرين والكاف وسليانة، ويعتبر استهلاك بذور الصنوبر الحلبي لإعداد أطباق العصيدة احتفالا بالمولد النبوي الشريف، مهما بالنسبة للعائلات التونسية.
وحسب دراسة حديثة لسلسلة القيمة لمنتج الصنوبر الحلبي، أنجزتها وزارة الزراعة بدعم من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، فإن معدل استهلاك العائلة التونسية لحبوب "الزقوقو" يصل إلى 2 كغ سنويا، كما يوجد حاليا في تونس ما يقارب 200 مؤسسة صغرى متخصصة في إنتاج مشتقات الصنوبر الحلبي وتسجل كل منها حوالى 12 ألف دينار من المبيعات سنويا أي نحو 6 آلاف دولار.
وشهدت المساحات الغابية المستغلة في محافظة القصرين، أحد أبرز المحافظات المنتجة لـ "الزقوقو"، تراجعا بنسبة 50% هذا الموسم بعد أن كانت في حدود 140 ألف هكتار، وذلك نظرا لتحول عدد من غابات الجهة إلى مناطق عسكرية مغلقة وتعرض مساحات مهمة من أشجار الصنوبر الحلبي إلى حرائق لدواع أمنية.
وتطالب منظمات المجتمع المدني في تونس سلطات ما بعد الثورة بالمسارعة إلى إطلاق مشاريع تنموية في هذه المناطق يكون لبعض مخزونها النباتي دور أساسي في تحسين ظروف السكان المعيشية وإحياء الدورة الاقتصادية والمحافظة على البيئة، فضلا عما توفره من محاصيل "الزقوقو".
اقرأ أيضا: في ذكرى الثورة: تونس تُنشئ مصرفا لتمويل مشروعات العاطلين