"تترات" المسلسلات... ساحة تنافس جديدة
يقول مؤرّخو الموسيقى، إن فكرة الغناء لـ"تترات" المسلسلات لم تكن موجودة قبل نهايات خمسينيات القرن الماضي، إلى أن بدأ الملحّن والفنان، عبد العظيم عبد الحق، بصياغة مقدمات موسيقيَّة للأعمال الدرامية التي يعرضها التلفزيون.
بدأ الأمر بـ"الرحيل" و"هارب من الأيام"، واستمر بعد ذلك. لاحقاً، صارت "تترات" أعمال كثيرة أكثر شهرة من أبطالها وأحداثها، وبات مغنوها يقدمونها في حفلاتهم بناء على طلب الجمهور، أو خلال استضافتهم في برامج تلفزيونية أو إذاعية.
بدأ الأمر بـ"الرحيل" و"هارب من الأيام"، واستمر بعد ذلك. لاحقاً، صارت "تترات" أعمال كثيرة أكثر شهرة من أبطالها وأحداثها، وبات مغنوها يقدمونها في حفلاتهم بناء على طلب الجمهور، أو خلال استضافتهم في برامج تلفزيونية أو إذاعية.
اكتشف المهتمون بصفحة "فن الحوار والسينما" على مواقع التواصل الاجتماعي، المستوى المتواضع والضعيف لمسلسل "مسألة مبدأ" حين نشرت مقاطع لأبطالها خالد النبوي وإلهام شاهين وغادة عبدالرازق. وتعجَّبوا من أن ما تبقى في ذاكرتهم الأغنيات التي قدمها علي الحجار من ألحان عمر خيرت، وكلمات عبدالرحمن الأبنودي.
خلال استضافته في إذاعة "الأغاني" قبل شهور، قال الحجار إن قراراً كان قد صدر بمنعه من الغناء في الحفلات أدى إلى ابتعاد منتجي الكاسيت عنه. فكانت أغنيات التترات هي التي ضمنت له هذا التواجد في كل منزل، رغم أن العديد من زملائه كانوا يسخرون منه حينها.
لكنه الآن يعيد النظر إلى مسيرته فيجد نجاح هذه الأغنيات وبقاءها أمرًا جميلاً، إضافة إلى إتاحتها فرص تعاون مع أشهر الشعراء والملحنين، كالأبنودي وفؤاد نجم وسيد حجاب وبليغ حمدي وعمار الشريعي وجمال سلامة وياسر عبدالرحمن.
تزايد إدراك صناع الدراما لأهمية هذه الأغنيات مع استمرار نجاحها، ربما أكثر من الأعمال، كما حدث مع أغنية "بحبك يا صاحبي" لأحمد سعد، والتي انتشرت بشكل كثيف، وصار يقدمها في حفلات الزفاف، وربما لا يتذكر أحد أنها تتر مسلسل اسمه "يونس" لعمرو سعد عرض قبل أعوام.
وربما كانت شركة "العدل غروب" تفكر في ذلك، حين حاولت إعادة المطرب اللبناني، فضل شاكر، للغناء بتتر مسلسل "لدينا أقوال أخرى" ليسرا، قبل أن تنتهي الموجة بسحب الأغنية، والتفكير في إشراك الممثل والمغني، محمد الشرنوبي، بدلاً منه.
خلال العام الماضي، حققت الشركة انتشاراً مُضاعفاً لمسلسلها "لأعلى سعر" من بطولة نيللي كريم، وذلك من خلال أغنية "الناس العزاز" لنوال الزغبي.
أدرك محمد رمضان، و"العدل" أيضاً، قيمة هذه الأغنيات كوسيلة للدعاية، ما جعلهما يصدران أغنيتين وليس واحدة فقط لمسلسل "نسر الصعيد"، واختارا أبرز مطربين شعبيين حالياً. فقدم أحمد شيبة "يعلم ربنا"، ومحمود الليثي "يا عمنا" لتحقّقا ملايين المشاهدات قبل شهر كامل من عرض المسلسل.
حتى وقتٍ قريبٍ، كانت المشاركة في تقديم تترات المسلسلات متروكة لقطّاع مُحدد من المغنين كعلي الحجار ومحمد الحلو ومدحت صالح وغادة رجب.
إلا أنّ عوامل كثيرة ساهمت في هذا التغير. أبرزُها تحوّل وسائل التواصل الاجتماعي كـ"يوتيوب" و"ساوند كلاود" إلى وسيلة العرض المضمونة للأغنيات، مع اختلاف معادلة الجماهيرية عبر الحفلات والألبومات. والكساد الكبير الذي أصاب الصناعة، وهدد مصير العاملين بها من عازفين وفنيين. دفع كل هذا في اتّجاه جعلنا نرى الآن التنافس بين إليسا ونانسي عجرم وأنغام قد انتقل إلى ساحة جديدة.
دلالات
المساهمون
المزيد في منوعات