اللاجئون السوريون وسط انقسام الإعلام التركي

إسطنبول

جابر عمر

جابر عمر
14 اغسطس 2021
شغب واعتداءات في أنقرة
+ الخط -

انقسمت وسائل الإعلام التركية، خلال الأيام الأخيرة، بحسب سياستها التحريرية ومواقفها الحزبية، في التعاطي مع الموضوع السوري، وإن كان هناك اتفاق على ضرورة ضبط النفس والهدوء، إلا أن تحميل المسؤولية غالباً ما كان على الأحزاب السياسية.

شهد حيّ بطال ليلة ساخنة، الأربعاء، على وقع هجوم مواطنين أتراك على السوريين المقيمين في الحي، بعد مقتل شاب تركي وجرح آخر، إثر شجار حصل بين مجموعتين من الشبان السوريين والأتراك، الثلاثاء الماضي، حين توفي الشاب التركي أميرهان يالجن (18 عاماً) متأثراً بجراحه، فيما اعتقلت قوات الأمن شابين سوريين للاشتباه بتورطهما في الحادثة، ووجهت النيابة العامة لهما تهمة القتل العمد بعد التحقيق معهما.

وحاول الإعلام المعارض تحميل الحكومة التركية والتحالف الجمهوري الحاكم مسؤولية ما حصل، بناء على تصريحات الشخصيات المعارضة التي انتقدت عدم وضوح رؤية الحكومة خلال السنوات السابقة في التعاطي مع الحدث السوري واحتمال حصول موجة لجوء أفغانية أيضاً، وانعكاس ذلك على المجتمع.

أما الإعلام الموالي للحكومة، فتناول ما حصل من زاوية انعكاس التصريحات السياسية ضد اللاجئين على شكل تصرفات عنصرية لدى البعض وتحميل اللاجئين مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، فضلاً عن الحديث عن محرّضين، كما فعلت قناة "إيه تي في".

قناة "خبر تورك" التي تصنف نفسها محايدة رأت أن "ما حصل هو انعكاس للحالة الشعبية السائدة والأوضاع الاقتصادية"، مشيرة إلى أن المنطقة التي شهدت الأحداث هي منطقة موالية لـ"حزب العدالة والتنمية" الحاكم، ما يعني أن ما حصل لا علاقة له بالفئات المجتمعية المرتبطة بالمؤيدين للمعارضة أو على خلفية إيديولوجية، وفقاً لها.

الكاتب المعارض والصحافي ومقدم البرامج الشهير، فاتح ألطاي، كثف أخيراً من تناوله موضوع اللاجئين السوريين بخطاب عنصري، وصل فيه إلى درجة نشر صور العوائل السورية على السواحل، معتبراً أن "هذه ليست اللاذقية السورية، وليست إسطنبول أيضاً، بسبب الهجوم السوري الكبير". وفي مقال آخر له عقب الأحداث في أنقرة، طلب "من الغاضبين الأتراك عدم تحميل اللاجئين السوريين مسؤولية ما حصل ويحصل في تركيا، بل تحميل إدارة البلاد من سياسة فاشلة وغير قائمة على الشفافية".

أما الصحافي والمذيع المعروف في قناة "سي إن إن تورك"، أحمد هاكان، فقال إن "بعض السياسيين يقولون بشكل دائم للقادمين إلى تركيا من المهاجرين غير النظامين: فليأتوا وهناك متسع، وإن تركيا أمة ولديها تاريخ واسع. لكن هذه المقاربة غير صحيحة، والرئيس رجب طيب أردوغان أفاد بأن تركيا ليست خاناً لمن يود العبور لأي مكان، وهو المحدد الذي يجب على السياسيين اتباعه".

وكذلك، تناول الكاتب المعروف في صحيفة "حريت"، نديم شنر، قصة الطفل السوري إبراهيم الذي تعرّض لجروح خلال هروب عائلته من خارج الحي، مستنكراً ما تعرّض له.

الصحافي التركي يوسف سعيد أوغلو تحدث لـ"العربي الجديد"، عن تعاطي الإعلام التركي مع الأحداث في أنقرة، قائلاً: "كثف الإعلام التركي بمختلف توجهاته في الأيام الأخيرة تناول ملف اللاجئين الأجانب إلى تركيا، خصوصاً السوريين والأفغان، بعد التطورات الأمنية الحاصلة في أفغانستان، ورافق ذلك حملات تحريض كبيرة عبر وسائل التواصل، التي تناقلت صوراً وفيديوهات بعضها وقع خارج تركيا من أجل الحديث عن سلبيات اللاجئين وضررهم على البلاد".

وأضاف: "بالطبع يسعى الإعلام تنفيذاً للتوجهات السياسية إلى طرح الموضوع لتحقيق مكاسب، سواء للمعارضة أو الحكومة، ورغم كل ذلك فإن المجتمع سيتأثر من هذه المقولات، وستكون هناك ردود أفعال، وعلى الإعلام مسؤولية كبيرة".

ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
سوريون عائدون من لبنان، 5 أكتوبر 2024 (العربي الجديد/عدنان الامام)

مجتمع

واجه سوريون عائدون من لبنان هربا من العدوان الإسرائيلي المتصاعد على الجنوب اللبناني، قسوة الطريق، وقلة الطعام، وساعات من الانتظار على الحدود السورية
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي
الصورة
عبد الله النبهان يعرض بطاقته كلاجئ سوري شرعي (العربي الجديد)

مجتمع

تنفذ السلطات التركية حملة واسعة في ولاية غازي عنتاب (جنوب)، وتوقف نقاط تفتيش ودوريات كل من تشتبه في أنه سوري حتى لو امتلك أوراقاً نظامية تمهيداً لترحيله.
المساهمون