رمضان 2023 في لبنان... موسم من دون دراما
يغيب لبنان للسنة الثالثة عن الإنتاجات الدرامية الخاصة بموسم رمضان 2023. والسبب، كما أصبح معروفاً، هو هجرة المنتجين المحليين إلى الخارج، وعدم إمكانية بعضهم الإنتاج في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعانيها البلد.
في هذا السياق، أعلنت ماريتا الحلاني، قبل أيام، عن إنتاج مسلسل "بيرلا" لا يزال يصور حتى اليوم. سيكون العمل، بحسب الحلاني، على لائحة المسلسلات المخصصة لدورة رمضان 2023. والواضح أن هذا المسلسل سيكون وحيداً في ظل غياب أي معلومات أو تفاصيل عن مسلسلات محلية لبنانية تصور حالياً.
تعتمد قناة الجديد اللبنانية على إنتاجات شركة مروا غروب في لبنان، طبقاً للتسهيلات المالية التي تمنحها الشركة للمحطة في شراء المسلسلات اللبنانية الجديدة.
لكن ذلك لم يعف فضائية LBCI من التعاقد مع المنتج والمخرج إيلي سمير معلوف في أعمال أخرى، تعرض وتحقق نسبة مشاهدة على الرغم من الضعف الذي يميزها قياساً بالإنتاجات الأخرى، ومنها بالطبع المنافسة الأقوى في أنواع الدراما المشتركة.
تؤكد المعلومات أن عدداً من صنّاع الدراما اللبنانيين توقفوا بشكل نهائي عن الإنتاج الذي عرفه لبنان قبل عام 2019؛ إذ كانت تشهد أكثر من ثمانية مسلسلات طويلة، تصور على مدار السنة، وتعرض وتحقق نجاحاً محلياً لافتاً. يُضاف إلى ذلك هجرة الممثلين الذين حققوا شهرة خجولة في لبنان إلى تركيا، للمشاركة في أعمال مُعربة عن الدراما التركية التي نشطت في السنوات الاخيرة.
ترفض بعض القنوات اللبنانية التسليم بتوقف إنتاج المسلسلات اللبنانية، لكنها خفضت من ميزانية هذه الإنتاجات بسبب الظروف الراهنة، واستعاضت عنها بمجموعة من المسلسلات التركية التي تعرض بشكل موسمي على الشاشات اللبنانية، ومنها ما يعرف بالعرض الأول، مثل "التفاح الحرام" الذي يعرض على شاشة MTV اللبنانية ويحقق أعلى نسبة مشاهدة في الفترة المسائية ضمن الإحصاءات اليومية.
في المقابل، تخرج بعض الأصوات للدفاع عن الدراما اللبنانية، وإمكانية عودتها قريباً، ودراسة سوق الإنتاج. من هنا، تُطرح بعض الأفكار للتعاون بين شركات إنتاج في سبيل المحافظة على العمل والعرض لصالح المحطات المحلية، بينما يتجه المنتج جمال سنّان، وزميله صادق الصبّاح، إلى أحقية إعطاء الدراما المُشتركة الأولوية في الإنتاجات، وتغليب لعبة المصالح على أي انتاج لبناني خالص، تماماً كما هي حال مسلسل "براندو الشرق" الذي حقق أعلى نسبة مشاهدة قبل أسابيع على منصة شاهد، وهو أمر اعتبر المتابعون أنه يشكل قفزة نوعية في النص والقصة وطريقة الإخراج التي اعتمدها الثنائي جورج خباز وأمين درّة، لكسب ثقة الناس ومتابعة أدنى التفاصيل الخاصة بقصة تحكى من لبنان إلى العالم العربي، ولاقت صدى واسعاً.
للسنة الثالثة، تغيب أعمال درامية لبنانية عن الشاشة الصغيرة، وهذا ما يضاف إلى سلسلة التحولات الكبرى، ليس في عالم الدراما المتداعي أصلاً، بل في قدرة المنتجين على السيطرة الكاملة على السوق، من دون صوت آخر يعيد القيمة وإن قليلاً لصناع الدراما اللبنانية.