حتّى الأحلام باتت بعيدة المنال بالنسبة للفتيات والنساء في أفغانستان. الوعود التي أطلقتها حركة "طالبان" منذ سيطرتها على الحكم في البلاد في أغسطس/ آب الماضي، أبقت لديهن بعض الأمل. إلا أنها باتت مجرد كلام في الهواء ما جعلهن أمام خيارات صعبة، كالاستسلام أو الهرب أو المقاومة. والفعل الأخير ليس خياراً سهلاً، بل قد يعني على الأغلب الموت.
ومنذ سيطرة طالبان على الحكم في البلاد، طُردت عشرات آلاف التلميذات من المدارس، ولم يُسمح للعديد من النساء في وظائف الخدمة المدنية بالعودة إلى العمل، ومُنعن من السفر بمفردهن، ولم يعد بإمكانهن الذهاب الى المتنزهات والحدائق العامة في كابول إلا في أيام محدّدة. وفي بداية مايو/ أيار الماضي، أصدر القائد الأعلى لطالبان مرسوماً يقضي بضرورة تغطية النساء أنفسهن بالكامل في الأماكن العامة بما في ذلك الوجه، قائلاً إنه على النساء البقاء في المنزل.
وكثيراً ما تطالب الأمم المتحدة طالبان بالالتزام بوعودها، وخصوصاً إعادة فتح المدارس، بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية وغيرها، من دون أن يتغير أي شيء على أرض الواقع. وعلى العكس، تمعن الحركة في فرض مزيد من الضغوط. ولا مبالغة في حديث المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه عن التدهور السريع لحقوق المرأة في أفغانستان خلال الأشهر الأخيرة، قائلة: "منذ استيلاء طالبان على السلطة، واجهت النساء والفتيات أكبر وأسرع تراجع في التمتّع بحقوقهن منذ عقود". وحذرت من أن "مستقبلهن سيصبح أكثر قتامة في حال لم يتغيّر شيء بسرعة".
(العربي الجديد)