ترى إحدى صاحبات محال بيع وصناعة أثواب الزفاف بشارع "فوزي باشا" في إسطنبول، ديليك صالجيّ، أن تركيا تتميز بكل مقومات وشروط نجاح هذه الصناعة، بدءًا من المادة الأولية، القطن والصوف، وصولاً لابتكار التصاميم والأسعار الرخيصة، قياساً بالدول المنافسة الأوروبية، ما جعل أثواب الزفاف التركية الأكثر قبولاً ورواجاً بالأسواق العالمية، إلى جانب المنافسين التقليدين، إيطاليا وفرنسا.
وتضيف صالجيّ لـ"العربي الجديد":"حقق المنتج التركي حضوراً أكثر من الأوروبي، وخاصة في سوق الشرق الأوسط والدول الإسلامية، نظراً لتصاميم الأثواب التي تناسب المحجبات". وتلفت إلى أن رخص المادة الأولية في تركيا واحتدام المنافسة الداخلية من العوامل التي أدت إلى كسر الأسعار التي لا يستطيع الإنتاج الأوروبي منافستها.
أما في ما يخص أسعار فساتين الزفاف، فقد أشارت صالجي إلى أن أسعار الأثواب تراوح ما بين 1500 إلى 10000 ليرة تركية، أي ما بين 400 دولار و2700 دولار.
وكان قطاع صناعة فساتين الزفاف في تركيا، قد ازدهر بشكل لافت خلال السنوات الإحدى عشرة الماضية، سواء لجهة جودة وتصاميم الأثواب، أو لجهة الأسعار، وهو ما جعلها في مركز متقدم في الأسواق العالمية.
صناعة رائجة
وتنتشر في معظم أرجاء تركيا، خصوصاً في مدينة إزمير غربي البلاد مصانع ومشاغل خياطة فساتين الأفراح.
وتفيد إحصائيات رسمية، أن إزمير تستحوذ على نحو 70% مما تنتجه البلاد من فساتين الزفاف.
ويقول رئيس "اتحاد إيجه" لمصدري الملابس الجاهزة، أمرة قيزلغونشلر، إن الدولة التركية تحصل على مبلغ يراوح ما بين 100 و200 دولار أميركي مقابل كل كيلوغرام من صادرات فساتين الزفاف.
ويضيف خلال تصريحات صحافية: "بلغت قيمة صادرات تركيا من الملابس الجاهزة العام الماضي 17 مليار دولار، شكلت فساتين الزفاف وبدلات الأعراس قرابة مليار دولار منها"، مشيراً إلى أن صادرات تركيا من فساتين الزفاف تحقق أرقاماً أعلى بكثير، في حال حصر وإضافة صادرات التجار المنفردين، والمسموح بها مع دول مثل روسيا وإيران والعراق.
ويشير قيزلغونشلر، إلى أن ما يميز هذه الصناعة في تركيا، الجودة والتصاميم، لأن المشاغل التركية اشتهرت بالقدرة على تصميم أعمال تلائم كافة الأذواق والثقافات، لافتاً إلى أن بلاده قطعت أشواطاً كبيرة في موضوع التصاميم خلال العشر سنوات الماضية، وتمد الجامعات كل عام بجيش من المصممين النابغين.
ويوضح أن المصممين الأتراك يتابعون عن قرب أحدث صيحات الأزياء العالمية، ويقومون بتجميع تشكيلات متميزة وفقاً لهذه الأزياء كل عام، وبذلك يحافظون على مواصلة إقبال الزبائن والشركات العالمية على طلب منتجاتهم، كما أن تركيا اكتسبت شهرة عالمية في مجال التصاميم الجذابة غير التقليدية.
بدروها، تقول المصممة والموظفة بمحل بيع فساتين الأفراح في منطقة الفاتح بإسطنبول، تولاي كنج: "ازدهرت صناعة ألبسة الأفراح، نتيجة تصاميم جديدة تلبي جميع الأذواق، مع المحافظة على الأسعار التنافسية، ما زاد الإقبال عليها".
وتشير المصممة، في حديثها لـ"العربي الجديد"، إلى أن السياح يلعبون دوراً هاماً في زيادة ترويج هذه الصناعة التي تعتمد على مصممين شباب.