أطفال قطر يلوّنون ليلة "القرنقعوه" بالبهجة
الدوحة
العربي الجديد
رسم أطفال قطر خلال احتفالهم بليلة "القرنقعوه" مساء أمس الأحد، لوحة تراثية بهيجة، زينوها بملابسهم التقليدية، ورددوا وكأنهم جوقة موسيقية أنشودة المناسبة السنوية التي تصادف منتصف شهر رمضان "قرنقعوه قرقاعوه عطونا الله يعطيكم... بيت مكة يوديكم... يا مكّه يا المعمورة يا أم السلاسل والذهب يا نوره". وتُعد ليلة "القرنقعوه" تقليداً شعبياً من الموروثات القديمة التي تتناقلها الأجيال في قطر ودول الخليج وينتظرها الأطفال والكبار.
وشاركت العديد من المؤسسات والجهات الثقافية والفنية في إحياء هذه الليلة، وكعادتها كل عام استقبلت المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" مئات الزوار من مواطنين ومقيمين من مختلف الجنسيات والثقافات، لتنثر البهجة والفرحة مع توزيع أكياس القرنقعوه المليئة بالحلوى والمكسرات،
وأقيمت في "سوق واقف" التراثي احتفالية شارك فيها جمهور كبير من المواطنين والمقيمين الذين توافدوا على السوق مصطحبين أطفالهم ليستمتعوا بأجوائه التراثية.
كما شاركت إدارات عدة من وزارة الداخلية الأطفال فرحتهم في ليلة "القرنقعوه"، ووزعت إدارة المرور أكياس الحلوى والمكسرات ملونة بألوان فوسفورية تنبيها للسائقين بوجود أطفال يحتفلون بهذه المناسبة. ووزعت إدارة أمن المطار الهدايا والحلوى والمكسرات على الأطفال في ساحة جامع محمد بن عبد الوهاب وفي سوق واقف وفي مطار حمد الدولي.
وأشاعت مكتبة قطر الوطنية أجواء تراثية متميزة، إذ حضر الأطفال لمبنى المكتبة مرتدين الأزياء القطرية التقليدية الملونة، وشاركوا في سلسلة من الأنشطة الاحتفالية الحافلة بالبهجة والمرح، وأطلقوا العنان لإبداعهم في أنشطة الأشغال اليدوية والفنية.
كما احتفلت اللجنة الثقافية بنادي قطر الرياضي بالتعاون مع مركز قطر التطوعي وفريق "لمسات حانية" وبمشاركة إدارة الشرطة المجتمعية وعدة مراكز شبابية ومدارس حكومية. وأقيم احتفال كبير بمقر النادي في إطار الشراكة المجتمعية مع مؤسسات الدولة وتوطيد أواصر المحبة والإخاء مع محبي ومشجعي النادي.
ونظم نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي احتفالية في "سوق واقف" تضمنت ألعابا شعبية وتوزيع الحلويات والمكسرات على رواد السوق. واحتفل مركز فتيات الخور داخل مقره بتنظيم أمسية ثقافية لسكان الخور والذخيرة تضمنت ألعاباً شعبية ومسابقات ترفيهية إلى جانب توزيع الأكلات الشعبية والحلويات على الحضور.
ونظمت المجمعات التجارية فعاليات مماثلة احتفالاً بهذه المناسبة الشعبية، وشاركت الأطفال فرحتهم بتوزيع أكياس المكسرات والحلوى وإقامة فقرات فنية وترفيهية.
الجدير بالذكر، أن ليلة "القرنقعوه" عادة شعبية قديمة يحتفل بها الأطفال في منتصف شهر رمضان بعد صلاة المغرب، يرتدون الملابس الزاهية التي ترسم لوحة تراثية ويطرقون أبواب الجيران في الحي، حاملين في أيديهم أكياساً فارغة من القماش وسلالا ليعودوا إلى منازلهم بعد أن يجمعوا كافة أنواع المكسرات والحلوى فيها. كما تتزاور الأسر والجيران ويتبادلون التهانئ والأكلات الشعبية، ويظل سكان كل بيت في حالة ترقب بانتظار طرق الأطفال على أبوابهم.