وجبات مائدة الرحمن الرمضانية "دليفري" في مصر
القاهرة
محمد نايل
محمد نايل
في شارع هدى شعراوي وسط محافظة القاهرة، يقيم الحاج حسن علي، صاحب محل "انتيكات" مائدة إفطار بالقرب من ميدان طلعت للفقراء ولمن لم يسعفهم الوقت في الوصول إلى منازلهم قبل أذان المغرب. كما يرسل وجبات رمضانية "دليفري" لغير القادرين على حضور مائدة الرحمن طوال شهر رمضان الكريم.
وتتراصف مقاعد مائدة الرحمن بعضها بجوار بعضها الآخر، ومهما بدت متهالكة إلا أنها تنتظر استقبال ضيوفها من العمال في المنطقة، لتناول وجبة إفطار رمضانية تعدها السيدات بجوار المائدة، وتشارك عائلة الحاج حسن في توزيع الطعام على الضيوف.
ومنذ سبعينيات القرن الماضي، تحرص عائلة الحاج حسين على إقامة المائدة الرمضانية، التي ورثت تقاليدها من الآباء والأجداد. وتحرص الأسرة على إقامتها رغم ارتفاع الأسعار، وإن تطلب الأمر تقليل عدد الوجبات التي تقدم للصائمين. وتحضر الأسرة يوميا وجبات تكفي 150 شخصاً، ويشير الحاج حسن إلى لجوء بعض المحسنين لتقديم "شنط رمضانية" أو مساعدات نقدية لأنها تكون أقل تكلفة.
ويوضح الخمسيني أن تقليل موائد رمضان أدى إلى توقف قطاع عريض من المهن عن الاستفادة لا سيما قطاع التجهيزات المعني بتوفير الكراسي وإقامة خيم الموائد وإضاءة الأنوار. ويلفت إلى تغير الأحوال كثيرا، فالكراسي وأقمشة الخيم تراصت داخل المخازن وغطاها الغبار ما عدا القليل منها.
وبحسب الحاج حسن، ارتفعت أسعار اللحوم بالأسواق، وتخطى سعر كيلو لحم الجمل 100 جنيه (5.88 دولارات)، بينما سجل كيلو لحم الجاموس الكبير 120 جنيهاً (7.06)، و سعر كيلو لحم الكندوز 150 جنيهاً (8.82 دولارات)، وكيلو اللحم الضاني والجاموس الصغير 140 جنيهاً (8.23 دولارات).
وتعرب زوجة الحاج حسن علي عن فرحها عند مشاركتها في تجهيز الطعام للصائمين، وذلك للحصول على أجر وثواب، مشيرة إلى أن الصائمين مقسمون لديهم بين إفطار على المائدة في الشارع وإرسال بعض الوجبات إلى المنازل لغير القادرين على الحضور إلى المائدة.
وتضيف: "المائدة تشهد قدوم أجانب من مختلف دول العالم، منهم صينيون وبريطانيون، بالإضافة إلى مختلف شرائح المجتمع المصري"، لافتة إلى أن الإفطار للشخص الواحد يتكون من 100 غرام من اللحم، أو ربع فرخة، وطبق أرز، وخضار، وسلطة إضافة إلى كوب من العصير.