عشرات القتلى والمفقودين من جرّاء السيول في الأردن

توفي 18 شخصاً بعدما جرفت سيول حافلة كانت في رحلة مدرسية في منطقة البحر الميت غرب الأردن. وأوضح الدفاع المدني الأردني، في بيانات متتابعة، أن الحافلة التي جرفتها السيول كانت تقل 44 شخصاً، هم 37 طالباً و7 مشرفات، فيما أعلنت مديرية الأمن العام أنه سيغلق صباح الجمعة، الطرق المؤدية، إلى مكان البحث والإنقاذ عن مفقودي السيول بمنطقة البحر الميت.

ولفت الدفاع المدني الأردني إلى أن الحادث أدى إلى إصابة 34 شخصاً جرى إنقاذهم. وأشار إلى أن عمليات البحث والإنقاذ ما زالت مستمرة، وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا نتيجة وجود عدد من المفقودين. وضربت مناطق في المملكة اليوم، سيول عارمة نجمت عن سقوط أمطار غزيرة، ما أدى إلى تدفق المياه في عدة وديان بشكل مفاجئ. 

وقال مدير التنبؤات الجوية في دائرة الأرصاد الجوية الأردنية رائد رافد، لـ "العربي الجديد": "الدائرة حذرت من سيول منذ يوم الإثنين الماضي"، مشيراً إلى أن هذا الخبر تناقلته غالبية وسائل الإعلام المحلية. ويوضح أن السيول لم تكن مفاجئة، مطالباً الجميع بالتعامل مع تحذيرات الدائرة بكل جدية.

وتوجه رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز إلى منطقة البحر الميت، للوقوف على جهود إنقاذ التلاميذ والمدرسين. كما أجرى اتصالات هاتفية مع وزير الداخلية غالب الزعبي، ووزير البلديات وليد المصري، ووزير الأشغال العامة والإسكان يحيى الكسبي. وشدد على ضرورة التعامل مع الحادث بأقصى درجات الاهتمام والسرعة، وتوفير كل ما يلزم للحفاظ على سلامة التلاميذ والمدرسين في المنطقة.

استنفار في مكان الحادثة (عن فيسبوك)

كما طالب الأجهزة المدنية والعسكرية كافة بالتحرك الفوري إلى الموقع، ومتابعة ما حدث ميدانياً، علماً أن وزير الأشغال العامة والإسكان، ومدير عام الدفاع المدني اللواء مصطفى عبدربه البزايعة، توجها إلى موقع الحادث لمتابعة جهود الإنقاذ والبحث عن المفقودين. وأرسلت طائرات مروحية وآليات من وزارة الشؤون البلدية ووزارة الأشغال العامة والإسكان وشركة البوتاس العربية إلى الأماكن المتضررة.

وفي ضوء ذلك، أعلنت مديرية الأمن العام الأردني، أن صباح الجمعة ستُغلق الطرق المؤدية، إلى مكان البحث والإنقاذ عن مفقودي السيول بمنطقة البحر الميت، غرب البلاد.

وقال الأمن العام في بيان، بحسب وكالة "الأناضول": "استمراراً لعمليات البحث والإنقاذ في منطقة البحر الميت، فإنه سيتم في الساعة السابعة من صباح غد (4:00 ت.غ) إغلاق الطرق المؤدية إلى مكان عمليات البحث والإنقاذ بالاتجاهين".

واستدرك: "سيتم قطع طريق الزارة من مثلث البانوراما بعد منطقة الفنادق باتجاه الجنوب، إضافة إلى قطع السير القادم من محافظة الكرك -جسر الموجب السفلي باتجاه البحر الميت ولإشعار آخر".

وأهابت مديرية الأمن العام بالمواطنين تجنب تلك الطرق واعتماد الطرق البديلة والامتثال لتعليمات رجال الأمن العام المنتشرين على تلك الطرق لدلالتهم، حرصاً على سلامتهم وتوفيراً لوقتهم وجهدهم.

وأعلن وزير الصحة غازي الزبن، تحويل عدد من الحالات التي أنقذت إلى المستشفيات في الأغوار وعمّان والسلط.

بدورها، قالت مديرة تربية لواء الجامعة فاطمة أبو حصوة، إن الرحلات المدرسية في هذه الفترة مسموحة من وزارة التربية والتعليم، شرط عدم الاقتراب من مجاري السيول والبحار. أضافت لقناة "المملكة" الرسمية، أن المدرسة المسيّرة للرحلة تتحمل مسؤولية ما حدث، في حال ثبت أنها خالفت الشروط التي تفرضها التربية، مشيرة إلى متابعة الحادث وإبلاغ أولياء الأمور.

عمليات الانقاذ مستمرة (عن فيسبوك)

ودعت إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي في المديرية العامة للدفاع المدني، المواطنين إلى ضرورة اعتماد الوقاية خلال المنخفض الجوي المتوقع أن تشهده المملكة. وشددت على ضرورة الابتعاد عن الأودية والأماكن التي يمكن أن تشهد سيولاً، والانتقال من الأماكن المنخفضة إلى تلك المرتفعة والأكثر أماناً. كما دعت إلى التأني أثناء القيادة، وخصوصاً مع بداية هطول الأمطار خوفاً من حدوث انزلاقات ووقوع حوادث، واحتفاظ مرضى الربو بالعلاجات نظراً للغبار، وعدم المغامرة في قيادة السيارات في حال صعوبة الرؤية.  

"إخوان" الأردن يطالبون بتحقيق عاجل

إلى ذلك، طالبت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، الحكومة بفتح تحقيق "عاجل" في حادثة الحافلة المدرسية.

وقال المتحدث باسم الجماعة، معاذ الخوالدة، بحسب "الأناضول":"نتابع ببالغ الألم، كسائر أبناء شعبنا الأردني، هذه الفاجعة الكبيرة والمصاب الأليم، بفقدان ثلة من أبنائنا الطلبة في منطقة البحر الميت بعد انجراف حافلتهم المدرسية نتيجة الانهيارات والسيول".

ودعا الخوالدة الحكومة لفتح تحقيق عاجل وسريع، وعلى كافة المستويات، للوقوف على أسباب هذا الحادث المؤلم، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في هذا السياق". كما دعا إلى "إعلان الحداد العام بعد هذه الفاجعة المؤلمة".