تلخص قصة خليفة الأحمد، وهو راعي أغنامٍ ينحدر من مناطق البادية شرقي سورية، مأساة عشرات الآلاف من السوريين، الذين عاشوا على مدار السنوات القليلة الماضية متنقلين من مكانٍ لآخر، بحثاً عن أمانٍ يفتقدونه في مناطقهم الأصلية بسبب القصف والعمليات العسكرية.
ويروي الأحمد المتواجد حالياً شرقي محافظة إدلب، كيف أجبرته المعارك منذ أكثر من سنة، على التنقل من شرق البلاد لشمالها الغربي، بعد أن مّرَّ بمناطق خاضعة للنظام أو لتنظيم "داعش"، وصولاً إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة بمحافظة إدلب.
وتنقل الأحمد مع أغنامه من بادية ريف حمص الشرقي، حيث عاش التغييرات التي عاشتها تلك المنطقة جراء المعارك التي شهدتها، ووصل قبل أشهر إلى عقيربات بريف حماة الشرقي، ومنها إلى وادي العذيب قبل أن يصل إلى ريف إدلب. رحلة متعددة المراحل، امتدت عدة أشهر، شكا إثرها فقدان الكثير من أغنامه وهي مورد رزقه خلال الرحلة الطويلة والشاقة.
ورغم أنه قطع مئات الكيلومترات، من شرقي سورية إلى غربها، مروراً بمناطق تشهد معارك وقصفا مستمرا، إلا أن الأحمد ما زال كما يقول يبحث عن الأمان. المنطقة التي نصب فيها خيمته قبل أسابيع بريف إدلب الشرقي، تشهد يومياً قصفاً جوياً، كما أنها قريبة من جبهات المعارك.