وقرر محافظ بورسعيد، اللواء عادل الغضبان، تعطيل الدراسة، اليوم الخميس، بجميع مراحل التعليم، دون التفات إلى قرار وزير التعليم، معللا قراره بسوء الأحوال الجوية، والحفاظ على سلامة التلاميذ.
وكشف عدد من الإدارات التعليمية بالمحافظات في مذكرات لوكلاء الوزارات، عن رفض تحمُّل المسؤولية عن وفاة أو إصابة أي تلميذ، خاصة بعد وفاة تلميذة صعقاً بالكهرباء، أمس الأول، في محافظة الدقهلية. وأوضحت المذكرات أن أسوار بعض المدارس تأثرت بالسيول، ما قد يؤدي إلى انهيارها، فضلاً عن ظهور ثعابين وعقارب وحشرات بالمدارس المجاورة للزراعات أو بالقرب من مناطق صحراوية.
ولقي عامل نظافة مصرعه في محافظة الإسكندرية، اليوم الخميس، بعدما دهسته حافلة أثناء قيامه بإزالة مياه الأمطار في حي المنتزه، ليرتفع عدد ضحايا موجة الأمطار التي تشهدها البلاد، منذ يوم الثلاثاء الماضي، إلى 20 مواطناً في 8 محافظات، من بينهم 9 ضحايا في حوادث الطرق، و7 بسبب الصعق بالكهرباء، وضحيتين نتيجة الغرق.
وشملت حالات الوفاة ضحية واحدة في كل من محافظات القاهرة والإسكندرية والشرقية وبني سويف، و6 ضحايا في محافظة الغربية، و4 ضحايا في محافظة الجيزة، ومثلها في محافظة كفر الشيخ، وضحيتين في محافظة شمال سيناء.
تضرر المدارس
وتلقت مديريات التربية والتعليم في عدد من المحافظات المصرية بلاغات حول سقوط قطع من أسقف الفصول الدراسية نتيجة تجمع مياه الأمطار، ما يهدد بإمكانية سقوطها على رؤوس التلاميذ أثناء اليوم الدراسي.
وكشف مسؤول بوزارة التربية والتعليم أن الوزارة بصدد تشكيل لجنة من هيئة الأبنية التعليمية للمرور على المدارس، والوقوف على الأضرار التي حدثت من جراء سقوط الأمطار، ومعرفة المدارس التي لا تصلح لممارسة العملية التعليمية، وتقدير الخسائر، قبل البدء في إعادة تأهيل تلك المدارس.
وأوضح المسؤول الحكومي أن المشكلة الكبرى التي ستواجه الوزارة تتمثل في دمج طلاب المدارس المتضررة في المدارس الأخرى السليمة، أو اللجوء إلى إقرار فترتين في بعض المدارس لمواجهة الأزمة.
وطالبت مديريات التربية والتعليم بالمحافظات، اليوم، في تعليمات رسمية لجميع المدارس، بفصل التيار الكهربائي عن جميع الفصول حال سقوط المطر، وعدم إعادته إلا بعد جفاف الجدران والأرضيات، والتأكد من صيانة مفاتيح الكهرباء، وتغيير الأجزاء المكسورة أو التالفة، ومراجعة جميع وصلات الكهرباء، وتغطية الأسلاك المكشوفة.
كما تم التأكيد على الاهتمام بنظافة أسطح المدارس من أي مخلفات، وعدم ترك الطلاب بالفناء أو خارج الفصول في حال سقوط الأمطار، والتنبيه على الطلاب بعدم الاقتراب من أعمدة الإنارة في الشوارع خلال سقوط الأمطار حرصاً على حياتهم من التعرض لمخاطر الصعق.
وكشفت تصريحات المتحدث باسم مجلس الوزراء، نادر سعد، عن عدم قدرة الحكومة على مواجهة الأمطار والسيول المتكررة كل عام، والتي تتسبب في تراكم المياه، وتعطل الحركة المرورية. وقال سعد في تصريحات: "فوجئنا بهطول كمية أمطار ضعف المتوقعة، حيث سقطت الأمطار بكثافة 15 ملليمترا، ووصلت إلى 650 ألف متر مكعب خلال 90 ثانية فقط".
طقس سيئ
وتسببت الأمطار التي هطلت على البلاد خلال الساعات الماضية، في أضرار بعدد من الطرق، ومن بينها طرق جديدة، مثل الطريق الدائري الإقليمي "بنها - شبرا" الذي يربط محافظات الدلتا بالقاهرة، والذي تم افتتاحه العام الماضي، وشهد حدوث هبوط أرضي عند الكيلو 25، بطول 135 متراً وعمق 3 أمتار وعرض 30 متراً، فضلا عن الطريق الدائري الإقليمي الواصل بين طريق الإسكندرية الصحراوي ومحافظة الفيوم.
من جانبه، حذّر خبير الأرصاد الجوية، وحيد سعودي، من حالة الطقس المتوقعة بناءً على آخر خرائط صادرة من خلال صور الأقمار الصناعية، مؤكداً استمرار حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية حتى يوم السبت المقبل، مضيفًا أن من أكثر المحافظات التي سوف تتعرض لسقوط الأمطار الغزيرة والرعدية خلال الـ48 ساعة القادمة هي السواحل الغربية للبلاد وشمال الدلتا ومدن ومحافظات القناة، خاصة بورسعيد، وبالطبع مدن ومحافظات شمال وجنوب سيناء، مبيناً أن القاهرة وجنوب الدلتا وشمال الصعيد سوف تسقط عليها أمطار ما بين الخفيفة إلى المتوسطة.
وتوالت ردود الفعل على الأمطار الغزيرة التي أغرقت الشوارع، فأكد المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية، إبراهيم عطا، أن الهيئة سبق أن حذرت جميع الجهات المعنية في الدولة من الأمطار الغزيرة والسيول التي حدثت خلال الساعات الماضية، لافتاً إلى أن الهيئة طالبت الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من أثر هذه السيول.
وفي سياق متصل، تقدّم العشرات من النواب، خاصة من المحافظات المتضررة من السيول، بطلبات إحاطة إلى الحكومة ووزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوي، بشأن غرق الشوارع بالمحافظات بمياه الأمطار، إذ أكد النائب محمد المسعود أن ما شهدته محافظة القاهرة من أمطار لم تتجاوز مدتها الساعة، رغم تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية بشأن التقلبات الجوية، وتوقف الحركة المرورية وشلل بالشوارع، يمثل فشلا جديدا للحكومة.
وأكد أستاذ الإدارة المحلية حمدي عرفة، أن الإهمال هو التوصيف الأفضل لهذا النوع من الأزمات، وأن الأمطار كشفت البنية التحتية في البلاد، لافتا إلى أن الإهمال في تنظيف مجاري السيول والصرف الصحي يتسبب سنويا في غرق الشوارع بالأمطار، رغم أنها لم تستغرق وقتاً طويلاً، مطالباً بضرورة إيجاد حلول جذرية، وعدم التعامل مع مصارف مياه الأمطار على أنها من مظاهر الرفاهية، خصوصا خلال إنشاء الطرق والمحاور الرئيسية في أي منطقة حيوية، وخاصة القاهرة الكبرى.