إجابات عن أسئلتكم حول كورونا... نصائح لرمضان وطرق الحماية من الموجة الثانية
انقر هنا لإرسال سؤالك.
يجيب عن أسئلة اليوم، الجمعة، الدكتور محمد حجيج، الحائز على بكالوريوس في علم الأحياء، طب عام وجراحة عامة من الجامعة الأميركية في بيروت، وهو متخصّصٌ في جراحة و أمراض الكبد و البنكرياس من مستشفى King’s college في لندن.
هبة: ما هي الحدود المسموح بها للتقارب بين الأشخاص داخل البيت الواحد مع التزام أفراده بالحجر المنزلي؟
لا حدود معينة للتقارب بين الأشخاص داخل البيت الواحد إذا كان القاطنون فيه غير مصابين بفيروس كورونا، لكن في حال كان أحد الأفراد مصاباً بالفيروس، عليه أن يلتزم بالبقاء في غرفة غير مفتوحة على الغرف الأخرى، يبقى لوحده فيها ويتفادى الاختلاط، مع استخدام حمام خاص به والأغراض التي تعود إليه فقط والتشديد في الإجراءات. لكن بكل الأحوال إذا أصيب فرد من العائلة يُفضّل أن يلتزم أفرادها بالحجر الصحي لمدة 14 يوماً لأن احتمال انتقال العدوى عندها يكون مرتفعاً.
كريم (طفل، 10 سنوات): بعد كورونا، هل بإمكاننا الذهاب إلى الحديقة والمسبح بشكل طبيعي كما كنا قبل هذا الفيروس؟
العالم لن ينام ويصحو على انتهاء فيروس كورونا، بل سننتهي من الأزمة تدريجياً، وهذا الأمر حتماً ينعكس على عودة الحياة إلى طبيعتها شيئاً فشيئاً ومنها الذهاب إلى الحديقة أو المسبح وغيرهما، لكن الخوف دائماً يبقى من ارتفاع عدد الإصابات عند استئناف الاختلاط وفتح قطاعات الأعمال والمحلات، لنصبح عندها أمام موجة ثانية من الفيروس وهذا أمرٌ يتوقع حدوثه طالما ليس هناك لقاح أو علاج فعّال بعد يقضي نهائياً على كورونا، ولكن فتح البلد سيكون تدريجياً وعلى مراحل. وأرى أن آخر القطاعات أو الأماكن التي يجب أن تفتح هي المطاعم والملاهي الليلية والمدارس والكنائس والجوامع وكل ما هو عرضة أكثر للاكتظاظ.
خالد: هل تشجعون على القيام بفحص كورونا للأشخاص الذين يعانون من أعراض قد تكون أنفلونزا عادية للتأكد من عدم الإصابة؟
نعم، لأنّ أعراض الأنفلونزا وكورونا شبيهة جداً، سواء لناحية الحساسية المرفقة بالسعال أو ارتفاع درجات الحرارة أو التهاب الرئة وغيرها من السمات المشتركة التي لا يمكن للشخص العادي أن يميّزها. لذلك عليه أن يقوم بفحص كورونا، أو يلجأ إلى طبيبه الخاص.
علياء: ما هي الموجة الثانية من الفيروس وكيف يمكننا حماية أنفسنا منها؟
الموجة الأولى من كورونا تتضمن فترة التقاط الفيروس والعدوى وما يرافقها من نتائج، سواء بالإصابة والتعافي أو الموت، وعند انخفاض عدد الإصابات أو تصفير حالات الإصابة تنتهي الموجة الأولى ونصبح أمام الموجة الثانية وهي فصليّة، تبدأ الحياة بالعودة تدريجياً، سواء بالاختلاط أو فتح المؤسسات وغير ذلك، ما يضعنا أمام احتمال انتشار الفيروس مرة ثانية، خصوصاً أن بعض الأشخاص قد يكونون مصابين بالفيروس ولم تظهر عليهم الأعراض وقد ينقلون العدوى لغيرهم. علماً أن بعض الدول أعادت فتح بلادها تدريجياً ليس فقط لانخفاض العدد، بل لأسباب اقتصادية.
وعلى صعيد لبنان، وفي هذه الحالة يتم اختيار القطاعات التي ستفتح أبوابها، فإذا أقدمت الحكومة اللبنانية على فتح قطاع معين وارتفعت الإصابات بعدها، يجب إعادة إغلاقه. أما أساليب الحماية من الموجة الثانية فهي نفسها بالتباعد الاجتماعي، واستخدام وسائل الوقاية والنظافة وغيرها.
أمين: كيف سيكون شكل السفر بعد كورونا، طبياً ما هي الإجراءات التي يتوجب اتباعها لعدم الإصابة بالفيروس؟
أرى أنّ السفر السهل الذي كنا نعرفه قبل كورونا لن يعود كما كان، أقلّه خلال سنتين أو إلى حين إيجاد اللقاح والعلاج الفعال للفيروس، لأن الخوف سيبقى من احتمال نقل الفيروس والعدوى، والإجراءات الجديدة ستستمرّ ولكنها ستكون خاصة بكل دولة. على سبيل المثال، يمكن لدولة أن تقرر منع السفر إلى الدول التي فيها إصابات وتفتح أجواءها لدول أخرى، أو أن تحصل على إذن من الدولة المراد السفر إليها من أراضيها.
سهيلة: ما هي النصائح للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في التنفس لمواجهة كورونا، كيف يحافظون على صحتهم؟
النصيحة الأهم التي يمكن أن أقدّمها لهم هي تناول الفيتامين "د"، فهو أهم مكمّل أو علاج لأنه يحمي الجهاز التنفسي بشكل فعّال جداً. فإذا كان الشخص يعاني من نقص في الفيتامين "د" وتناول هذا الفيتامين، يصبح محصّناً بنسبة 70% لعدم التقاط مرض تنفسي، سواء أنفلونزا أو كورونا. بالإضافة طبعاً إلى ضرورة التوقف عن تدخين السجائر أو النرجيلة، والالتزام بتناول الأدوية التي عادةً ما يأخذها لعلاج مشاكل التنفس.
جميل: مع حلول رمضان، ما هي النصائح الطبية من أجل عدم تزايد الإصابات بكورونا؟
إنّ حلول شهر رمضان المبارك يرفع من نسبة الاختلاط بين الأشخاص والعائلات وهذا طبيعي، خصوصاً أنّ الناس أصلاً تعيش في الحجر منذ شهر وأكثر، وبدأت أعداد الإصابات تنخفض فتعتقد أن بإمكانها الخروج قليلاً، وبات من الصعب عليها الاستمرار بالوتيرة المشددة نفسها، وبالتالي فإنّ الأفضل أن يجتمع فقط أفراد العائلة الذين التزموا جميعهم بالحجر المنزلي، والابتعاد عن الاختلاط بالأشخاص الذين لا يعرفون أي شيء عن وضعهم الصحي وما إذا كانوا من الملتزمين بالحجر أو لا. ولكن النصيحة الأهم للصائمين أن يلتزموا بالأكل الصحي والفيتامينات، وتفادي الصيام في حال كانوا يعانون من بعض الأمراض المزمنة، مثل السكري، لأنّ المناعة بوجود المرض وفي ظلّ الوباء تنخفض جداً في حال كان الشخص صائماً. من هنا يجب عدم الضغط على صحتنا وإلحاق الضرر بها، ولا سيما لكبار السنّ، فنحن أمام وباء عالمي وعلينا الانتباه إلى صحتنا، والمرض هو بطبيعة الحال عذر موجب لعدم الصوم.
هنادي: هل تأخرت منظمة الصحة العالمية في إطلاق جرس الإنذار من هذه الجائحة وهو ما ساهم في انتشارها بهذا الشكل؟
أرى أن منظمة الصحة العالمية تتعامل بمنطقي الصحة والسياسة، وعليها أن تزن مواقفها لأن أي تصريح خاطئ من شأنه أن يؤدي إلى كوارث، باعتبار أنّ الدول تتأثر بأي إعلان يصدر عنها، من هنا تردّدت في اتخاذ بعض القرارات ومنها إطلاق جرس الإنذار وإعطاء الفيروس توصيف الوباء العالمي لأنها أرادت أن تتفادى الضرر الاقتصادي، بالإضافة إلى عدم تعاملها بشكل قوي مع الصين عندما مُنِعَت من دخول بعض المدن الموبوءة فيها مثل ووهان ولم تتمكن بالتالي من جمع المعلومات اللازمة والكافية، الأمر الذي ساهم بالتأكيد في انتشار كورونا في دول العالم.