أعلن رئيس الوزراء البلغاري، بويكو بوريسوف، أن 24 شرطيا ومهاجرين اثنين جرحوا واعتقل أكثر من 300 آخرين في مواجهات، أمس الخميس، في مخيم المهاجرين الرئيسي في بلغاريا في هارمانلي بجنوب البلاد.
واستخدمت الشرطة خراطيم المياه ورصاصا غير حقيقي لصد مئات المهاجرين، الذين كانوا يرشقون عناصرها بالحجارة ويحاولون من جديد مغادرة المخيم الذي يحتجزون فيه منذ ثلاثة أيام.
وكان حوالى 1500 أفغاني وعراقي، أي نحو نصف المهاجرين المقيمين في المخيم القريب من الحدود التركية، قد أشعلوا صباح الخميس إطارات ورشقوا رجال الأمن بالحجارة، مما دفع نحو 250 شرطيا ودركيا ورجل إطفاء إلى التدخل، كما ذكرت الشرطة.
ويحتج المهاجرون على إجراء اتخذ قبل ثلاثة أيام يفرض عليهم البقاء في المخيم، لمنع اتساع رقعة بداية وباء الجرب.
والأسبوع الماضي، تظاهر سكان من هارمانلی للمطالبة بإغلاق المخيم بعد أن زعمت وسائل إعلام محلية أن المهاجرين داخله مصابون بأمراض جلدية معدية. والمخيم هو الأكبر في بلغاريا ويؤوي ثلاثة آلاف لاجئ أغلبهم من الأفغان.
وقالت رئيسة وكالة اللاجئين البلغارية، التي تدير المخيم واتخذت قرار إغلاقه للسماح للسلطات الصحية بالتحقيق لراديو بلغاريا الوطني، إنّ هذه التقارير غير صحيحة.
وأضافت "توتر أثير بشكل مصطنع أدى إلى ذلك، في أعقاب تقارير مضللة بأن المركز بؤرة للعدوى".
وألقى مهاجرون حجارة ومقذوفات أخرى على شرطة مكافحة الشغب التي استخدمت خراطيم المياه لتفريقهم. واقتحمت الحشود لفترة وجيزة حاجزاً في المخيم، لكن القوات أعادتهم بسرعة، وألحق المتظاهرون أضراراً ببعض المباني، ومن بينها مقصف المخيم، وأضرموا النيران في إطارات للسيارات وأثاث محطم.
بدورها، ذكرت متحدثة باسم وزارة الداخلية، أنّ "الشغب بدأ عند الظهر لكن الموقف أصبح تحت السيطرة، المفاوضات بين السلطات والمحتجين جارية، ولم ترد تقارير عن إصابات أو اعتقالات".
وشيّدت بلغاريا سوراً على حدودها مع تركيا، وعزّزت إجراءات الرقابة على الحدود لمنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين. واحتجز نحو 17 ألف مهاجر في الأشهر العشرة الأولى من هذا العام، وهو عدد منخفض بأكثر من الثلث عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وعلى الرغم من تناقص الأعداد، نظم قوميون في بلغاريا بضعة احتجاجات في الأشهر القليلة الماضية تدعو للإغلاق الفوري لكل مراكز اللاجئين في البلاد وإعادة المهاجرين إلى تركيا أو بلدانهم الأصلية.