رغم أن الأم لم تكن موافقة، غير أنها تراجعت تحت الإصرار وأرسلت ابنتها الوحيدة إلى أوروبا
ثمّة الكثير من القصص التي لا تعكس الحلم الأوروبي، ولا سيما في ما يخص الأطفال القُصّر الذين لجأوا دون عائلاتهم، أملاً باستغلال قانون لمّ الشمل للقاصرين. فقد خيّب هذا الجانب آمال كثيرين ممن خاضوا تجربة إرسال أبنائهم كي يلحقوا بهم في ما بعد.
ولعل من أبرز هذه الحكايات، قصّة الطفلة صفاء محمد علي صغير، من مدينة حلب، التي توجّهت مع عائلتها مطلع عام 2013 إلى لبنان، ثم لجأت دون عائلتها إلى أوروبا، وفشلت في لمّ شمل العائلة.
تقول والدتها لـ"العربي الجديد": "توجهنا إلى بيروت أنا وزوجي وأولادي الثلاثة مع عائلة من أقرباء زوجي وسكنّا كلنا في منزل واحد". لكن المنزل الذي سكنوا فيه احترق بالكامل نتيجة تسرّب الشموع المشتعلة. تضيف: "كنا نعيش ظروفاً صعبة. فحتى المعونات التي كنا نحصل عليها من الجمعيات لم تكن تكفي حاجاتنا". كما كسر والد صفاء يده، وبقي في المنزل دون عمل، ما جعل الأمور أكثر صعوبةً فبدأت العائلة تفكّر بالهجرة نحو أوروبا. غير أن التكاليف الباهظة التي تستلزمها الرحلة وعدم قدرة العائلة على تأمينها دفعتها إلى إرسال طفلتها الصغيرة وحدها، على أمل اللحاق بها عن طريق نظام لمّ الشمل.
تشرح الوالدة أن هذا القرار جاء بناءً على نصيحة قدّمها أحد الأصدقاء، الذي أكّد أن الصغار القاصرين، وخاصة الإناث، يحصلون على لمّ شمل لأسرتهم بشكلٍ سريعٍ وسلس.
ورغم أن الأم لم تكن موافقة على هذه الخطوة بدايةً، غير أنّها تراجعت تحت الإصرار وأرسلت ابنتها الوحيدة إلى أوروبا، بشكل غير شرعي، مع بعض الأقرباء. وقد نصب أحد المهرّبين على العائلة التي كانت تصطحب الطفلة، ما جعلها تعيش لأيام على القليل من الطعام والشراب، وفي ظروفٍ غاية في السوء.
غير أن الصدمة الحقيقية كانت بعد وصول الطفلة بيومين. فقط صدر قرار عن السلطات الألمانية، أجّلت فيه لمّ الشمل لمدة عامين، فأصبحت صفاء وحيدةً في ألمانيا، بعدما فشلت عائلتها باللحاق بها. وقد حاولت العائلة إعادة صفاء لكنّها فشلت في ذلك لأن إقامتها كانت قد انتهت في لبنان وتحتاج إلى جواز سفرٍ مختوم من الأمن العام اللبناني، إضافةً إلى أن سحب طلب اللجوء هو معاملة غاية في التعقيد بالنسبة إلى الدولة المستضيفة وتستلزم الكثير من الوقت والجهد.
تقول والدة صفاء التي يعتصر قلبها حزناً على طفلتها: "لا أريد شيئاً من الدنيا غير عودتها للعيش بيننا. ابنتي في حالة يرثى لها".
اقــرأ أيضاً
ثمّة الكثير من القصص التي لا تعكس الحلم الأوروبي، ولا سيما في ما يخص الأطفال القُصّر الذين لجأوا دون عائلاتهم، أملاً باستغلال قانون لمّ الشمل للقاصرين. فقد خيّب هذا الجانب آمال كثيرين ممن خاضوا تجربة إرسال أبنائهم كي يلحقوا بهم في ما بعد.
ولعل من أبرز هذه الحكايات، قصّة الطفلة صفاء محمد علي صغير، من مدينة حلب، التي توجّهت مع عائلتها مطلع عام 2013 إلى لبنان، ثم لجأت دون عائلتها إلى أوروبا، وفشلت في لمّ شمل العائلة.
تقول والدتها لـ"العربي الجديد": "توجهنا إلى بيروت أنا وزوجي وأولادي الثلاثة مع عائلة من أقرباء زوجي وسكنّا كلنا في منزل واحد". لكن المنزل الذي سكنوا فيه احترق بالكامل نتيجة تسرّب الشموع المشتعلة. تضيف: "كنا نعيش ظروفاً صعبة. فحتى المعونات التي كنا نحصل عليها من الجمعيات لم تكن تكفي حاجاتنا". كما كسر والد صفاء يده، وبقي في المنزل دون عمل، ما جعل الأمور أكثر صعوبةً فبدأت العائلة تفكّر بالهجرة نحو أوروبا. غير أن التكاليف الباهظة التي تستلزمها الرحلة وعدم قدرة العائلة على تأمينها دفعتها إلى إرسال طفلتها الصغيرة وحدها، على أمل اللحاق بها عن طريق نظام لمّ الشمل.
تشرح الوالدة أن هذا القرار جاء بناءً على نصيحة قدّمها أحد الأصدقاء، الذي أكّد أن الصغار القاصرين، وخاصة الإناث، يحصلون على لمّ شمل لأسرتهم بشكلٍ سريعٍ وسلس.
ورغم أن الأم لم تكن موافقة على هذه الخطوة بدايةً، غير أنّها تراجعت تحت الإصرار وأرسلت ابنتها الوحيدة إلى أوروبا، بشكل غير شرعي، مع بعض الأقرباء. وقد نصب أحد المهرّبين على العائلة التي كانت تصطحب الطفلة، ما جعلها تعيش لأيام على القليل من الطعام والشراب، وفي ظروفٍ غاية في السوء.
غير أن الصدمة الحقيقية كانت بعد وصول الطفلة بيومين. فقط صدر قرار عن السلطات الألمانية، أجّلت فيه لمّ الشمل لمدة عامين، فأصبحت صفاء وحيدةً في ألمانيا، بعدما فشلت عائلتها باللحاق بها. وقد حاولت العائلة إعادة صفاء لكنّها فشلت في ذلك لأن إقامتها كانت قد انتهت في لبنان وتحتاج إلى جواز سفرٍ مختوم من الأمن العام اللبناني، إضافةً إلى أن سحب طلب اللجوء هو معاملة غاية في التعقيد بالنسبة إلى الدولة المستضيفة وتستلزم الكثير من الوقت والجهد.
تقول والدة صفاء التي يعتصر قلبها حزناً على طفلتها: "لا أريد شيئاً من الدنيا غير عودتها للعيش بيننا. ابنتي في حالة يرثى لها".