"إحنا مثل كل الناس، قلب وروح وإحساس، يا ريت الكل يسمعنا، نمشي مرفوعين الراس"، مقتطفات من أغنية فلسطينية غنّتها المبدعة نرمين الكوني ابنة مدينة نابلس متحدية فقدانها البصر بالغناء والدراسة.
رغم أنها ولدت كفيفة، فإن نرمين ابنة العشرين ربيعاً مضت في طريقها، لتطوي صفحة نجاحاتها في التعليم المدرسي، وتسطر أخرى في الجامعة حتى شارفت على تحقيق حلمها بدراسة بكالوريوس الخدمة المجتمعية في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس.
تقول نرمين لـ "العربي الجديد": "فقداني للبصر لم يجعلني أستسلم، بل ثرتُ لينفجر بداخلي بركان من الإرادة والقوة والرغبة في تحقيق أحلامي وطموحاتي، وأثبت أن لا شيء يثنيني عن مواصلة الطريق".
أنهت نرمين عدداً من الدورات والتدريبات بنجاح وتفوق خاصة دورة التخطيط الاستراتيجي وبناء المؤسسات وهذه الدورة تنسجم تماماً، كما تقول، مع تخصصها وطموحاتها المستقبلية. وفوق ذلك، تعد نرمين التقارير الصحفية، وتستعد للدخول إلى سوق الإنتاج بتفوقها العلمي.
تنظر نرمين نظرة أمل إلى مستقبل مشرق وتقول: "في المستقبل سأجد عملاً، أنا على ثقة بذلك، الخدمة الاجتماعية مجالها واسع وتسهل على ذوي الاحتياجات الخاصة خاصة المكفوفين والشرائح المهمشة في المجتمع الفلسطيني، سأساعدهم وأقف إلى جانبهم، وأدافع عنهم وأوفر لهم احتياجاتهم وسأجعلهم يواجهون الحياة بمواهبهم ودراستهم التي اعتبرها السلاح الذي نواجه به تحديات وصعوبات الحياة".
تطلق نرمين العنان لطموحها، وترسم لنفسها مستقبلاً وأحلاماً ترغب بتحقيقها، فكل ما تحلم به هو إنهاء تعليمها والحصول على وظيفة مستقرة، وقد يكون غريباً أن نرمين وقبل أن يكتمل حلمها تنظم الشعر وتغني وتعد تقارير صحفية، "حيث إنني أخذت دورة تدريبية طويلة الأمد في هذا المجال وكنت ارغب بدراسة الصحافة والإعلام إلا إنني اخترت الخدمة الاجتماعية"، تضيف نرمين.
اقــرأ أيضاً
تضيف نرمين المبتسمة دائمًا: "لدي إصرار على الاستمرار في الدراسة لأنني لا احتمل الاستسلام والجلوس في البيت، فشقيقتي نسرين "33 عامًا" فضلت الاعتكاف في المنزل وندمت، العلم مستقبلي وسلاحي الذي سأحارب به وأتحدى الإعاقة به، فلدي ثلاثة أشقاء محرومون من نعمة البصر، يتحدون الوضع الاجتماعي والاقتصادي وهذا يجعلنا نشعر بأنفسنا ونحقق ذواتنا". إذ إن نرمين هي رابع مكفوفة في هذه الأسرة المتواضعة الحال، فلديها شقيقة وشقيقان يعانيان من فقدان البصر.
والدة نرمين تعلق على كلام نرمين بقولها: "لدي ستة أبناء، أربعة منهم مكفوفون، ولكنهم محظوظون لأنهم أذكياء ولديهم إصرار على الحياة".
انخرطت نرمين في الدراسة الجامعية واكتسبت إحساساً أشعرها بأن الجامعة باتت المكان الأكثر أماناً لها، وتقول: "أرى جامعتي جميلة جداً، لا اعرف مفهوم الجمال لديكم لكني أراها كذلك، بما فيها من مبان وطلاب ومدرسين، فهم متعاونون جداً معي، يوفرون كل الأجواء اللازمة للدراسة والمبنى مهيأ للدراسة لي ككفيفة، والحمد لله أنا متفوقة في تخصصي".
"أكثر المشاكل التي أعاني منها في حياتي هي المواصلات، على عكس إخوتي العارفين بكل الأماكن بمدينة نابلس وأسماء المحلات التجارية فأنا اعتبرهم دليلي في المدينة. لم أستطع التعود على عصاة المشي الخاصة، ولكن الطلاب متعاونون معي ويعرفونني جيدًا ويساعدونني. كل ما أعاني منه المشي في الشارع، الطرقات في نابلس صعبة جدًّا على المبصرين فكيف على المكفوفين، هناك فوضى في الشوارع"، تقول نرمين.
وتضيف: "حياتي الجامعية بلا صعوبات، فهناك مركز رعاية لذوي الاحتياجات الخاصة يحلون فيه مشاكلنا ويحولون المواد للمكفوفين إضافة إلى انهم يساعدوننا في التسجيل والسحب والإضافة، الحياة سهلة جداً واستغرب من المبصرين الذين يتحدثون عن الكثير من المشاكل ولو أبصر يوماً كاملاً لحللت كل المشاكل".
اقــرأ أيضاً
رغم أنها ولدت كفيفة، فإن نرمين ابنة العشرين ربيعاً مضت في طريقها، لتطوي صفحة نجاحاتها في التعليم المدرسي، وتسطر أخرى في الجامعة حتى شارفت على تحقيق حلمها بدراسة بكالوريوس الخدمة المجتمعية في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس.
تقول نرمين لـ "العربي الجديد": "فقداني للبصر لم يجعلني أستسلم، بل ثرتُ لينفجر بداخلي بركان من الإرادة والقوة والرغبة في تحقيق أحلامي وطموحاتي، وأثبت أن لا شيء يثنيني عن مواصلة الطريق".
أنهت نرمين عدداً من الدورات والتدريبات بنجاح وتفوق خاصة دورة التخطيط الاستراتيجي وبناء المؤسسات وهذه الدورة تنسجم تماماً، كما تقول، مع تخصصها وطموحاتها المستقبلية. وفوق ذلك، تعد نرمين التقارير الصحفية، وتستعد للدخول إلى سوق الإنتاج بتفوقها العلمي.
تنظر نرمين نظرة أمل إلى مستقبل مشرق وتقول: "في المستقبل سأجد عملاً، أنا على ثقة بذلك، الخدمة الاجتماعية مجالها واسع وتسهل على ذوي الاحتياجات الخاصة خاصة المكفوفين والشرائح المهمشة في المجتمع الفلسطيني، سأساعدهم وأقف إلى جانبهم، وأدافع عنهم وأوفر لهم احتياجاتهم وسأجعلهم يواجهون الحياة بمواهبهم ودراستهم التي اعتبرها السلاح الذي نواجه به تحديات وصعوبات الحياة".
تطلق نرمين العنان لطموحها، وترسم لنفسها مستقبلاً وأحلاماً ترغب بتحقيقها، فكل ما تحلم به هو إنهاء تعليمها والحصول على وظيفة مستقرة، وقد يكون غريباً أن نرمين وقبل أن يكتمل حلمها تنظم الشعر وتغني وتعد تقارير صحفية، "حيث إنني أخذت دورة تدريبية طويلة الأمد في هذا المجال وكنت ارغب بدراسة الصحافة والإعلام إلا إنني اخترت الخدمة الاجتماعية"، تضيف نرمين.
ورغم قولها: "إن المكفوفين بحاجة إلى كل شيء، محرومون من كل شيء، لا يوجد مواءمة لهم في المؤسسات والشوارع والمرافق العامة"، إلا أن نرمين لم تفقد الأمل، بل أبحرت بقارب حياتها باتجاه النور، تتحدى الإعاقة بالصبر واليأس بالأمل.
وتخاطب نرمين الكوني المبصرين في ختام حديثها لـ "العربي الجديد" بقولها: "لا تنظروا للكفيف بعين الشفقة، بل قدموا له ما يحتاج، فقد يكون بإمكانه فعل أشياء كثيرة إذا توافرت له الإمكانيات". ولنظرائها المكفوفين تسدي نرمين نصيحة بعدم اليأس وعدم التقاعس عن تحقيق أحلامهم وطموحاتهم وآمالهم. تضيف نرمين المبتسمة دائمًا: "لدي إصرار على الاستمرار في الدراسة لأنني لا احتمل الاستسلام والجلوس في البيت، فشقيقتي نسرين "33 عامًا" فضلت الاعتكاف في المنزل وندمت، العلم مستقبلي وسلاحي الذي سأحارب به وأتحدى الإعاقة به، فلدي ثلاثة أشقاء محرومون من نعمة البصر، يتحدون الوضع الاجتماعي والاقتصادي وهذا يجعلنا نشعر بأنفسنا ونحقق ذواتنا". إذ إن نرمين هي رابع مكفوفة في هذه الأسرة المتواضعة الحال، فلديها شقيقة وشقيقان يعانيان من فقدان البصر.
والدة نرمين تعلق على كلام نرمين بقولها: "لدي ستة أبناء، أربعة منهم مكفوفون، ولكنهم محظوظون لأنهم أذكياء ولديهم إصرار على الحياة".
انخرطت نرمين في الدراسة الجامعية واكتسبت إحساساً أشعرها بأن الجامعة باتت المكان الأكثر أماناً لها، وتقول: "أرى جامعتي جميلة جداً، لا اعرف مفهوم الجمال لديكم لكني أراها كذلك، بما فيها من مبان وطلاب ومدرسين، فهم متعاونون جداً معي، يوفرون كل الأجواء اللازمة للدراسة والمبنى مهيأ للدراسة لي ككفيفة، والحمد لله أنا متفوقة في تخصصي".
"أكثر المشاكل التي أعاني منها في حياتي هي المواصلات، على عكس إخوتي العارفين بكل الأماكن بمدينة نابلس وأسماء المحلات التجارية فأنا اعتبرهم دليلي في المدينة. لم أستطع التعود على عصاة المشي الخاصة، ولكن الطلاب متعاونون معي ويعرفونني جيدًا ويساعدونني. كل ما أعاني منه المشي في الشارع، الطرقات في نابلس صعبة جدًّا على المبصرين فكيف على المكفوفين، هناك فوضى في الشوارع"، تقول نرمين.
وتضيف: "حياتي الجامعية بلا صعوبات، فهناك مركز رعاية لذوي الاحتياجات الخاصة يحلون فيه مشاكلنا ويحولون المواد للمكفوفين إضافة إلى انهم يساعدوننا في التسجيل والسحب والإضافة، الحياة سهلة جداً واستغرب من المبصرين الذين يتحدثون عن الكثير من المشاكل ولو أبصر يوماً كاملاً لحللت كل المشاكل".