أكثر من ألف قطعة أثرية طينية يحتويها متحف مصنع الخزف الفلسطيني في مدينة القدس، لتحكي قصة صناعة الخزف في فلسطين، وتروي حكاية عائلة باليان الأرمنية، التي وصلت القدس من مدينة كوتاهيا التركية مطلع القرن العشرين، بعد أن لبى نيشان باليان الأول وصديقيه من عائلتي أوهانسيان وكركشيان في العام 1919 ميلادية، دعوة الحاكم العسكري الإنجليزي لمدينة القدس حينها "رونالد ستورز" والتي هدفت إلى إشراف الثلاثة على ترميم سيراميك مسجد قبة الصخرة المشرفة.
أسست العائلات الثلاث لصناعة الخزف الفلسطيني كحرفة فلسطينية تقليدية، واليوم وبعدما يقارب القرن من الزمان، يجلس "نيشان باليان" مدير مصنع الخزف الفلسطيني في مكتبه الذي ورثه أباً عن جد، يحرس تاريخاً عظيماً يشهد على عراقة المدينة، ويشرف على عمليات التصنيع التي تتم في غرف المصنع المختلفة. في حين تجلس والدته السيدة "ماري باليان" (92 عاماً) وذات الجذور الأرمنية- الفرنسية مع عدد من العاملات في المصنع، يتساعدن في عملية الرسم على قطع الخزف من صحون، وأكواب، ومزهريات. وتحيط بالنسوة الجداريات الكبيرة التي كانت السيدة باليان قد رسمتها بعدما باشرت العمل مع زوجها في أواسط ستينيات القرن الماضي، محدثة ثورة في عالم التصميم والرسم على الخزف، وهي الدارسة في أكاديمية الفنون الجميلة في مدينة ليون الفرنسية.
وقد ذيلت "ماري" كل جدارية بتاريخ الانتهاء من صنعها، لتروي مجتمعة تاريخ عقود خلت، حملتها المصممة معها في أسفارها ومعارضها التي جابت خلالها مختلف دول العالم.
يعمل في المصنع، ستة من الذكور والإناث، هم أيضاً ورثوا الصنعة عن آبائهم، يتقاسمون فيما بينهم عملية التصنيع، بدءاً من تشكيل قطع الفخار من معجون الطين الأبيض المستورد من إيطاليا، ورسم الأشكال المختلفة وتلوينها، ومن ثم تغليفها بزجاج "الجلازورة" ووضعها بالفرن لمدة ثماني ساعات على درجة حرارة 1000 مئوية، لتخرج قطعة فنية ذات لمعان يجذب الناظرين، ولتنضم إلى رفوف معرض البيع الخاص بالمصنع، والذي يمكن للمارة من شارع نابلس أن يشاهدوها من خلال عدد من النوافذ المزركشة بالسيراميك والمفضية إلى غرف المصنع.
تقول أماني وهي فتاة مقدسية تعمل في المصنع منذ أكثر من عشرين عاماً: "أقوم بتلوين الرسومات المخطوطة على القطع الفخارية، لا أحتاج لأكثر من ربع ساعة لأنهي تلوين القطعة، أحب عملي وقد ورثته عن والدتي، الجلوس هنا في حضرة التاريخ أمر ممتع".
وعن مساهمة المصنع في الاقتصاد الفلسطيني، يشير نيشان باليان، إلى إعالة المصنع لحوالي ثلاثين عائلة مقدسية يعمل أفرادها داخل المصنع أو في التوزيع المحلي للإنتاج الذي يصل إلى قرابة 1000 قطعة شهرياً. وينوه باليان إلى اعتماد المصنع في مردوده على طلبيات المشاريع الكبيرة مثل المشافي والفنادق والفلل الخاصة، وذلك بعد أثرت الانتفاضة الثانية سلباً على عمليات العرض والطلب من الخزف. حتى الطين المستخدم في التصنيع لم يعودوا ومنذ العام 1967 قادرين عن إحضاره من جنين، فباتوا مضطرين لاستيراده من أوروبا.
ويتابع باليان: "أسسنا موقعاً إلكترونياً، بهدف التعريف بهذه الصنعة العريقة، والتسويق الإلكتروني لمنتوجاتنا، وها نحن نستقبل طلبات الشراء من الدول العربية، وخاصة الخليجية منها، بالإضافة إلى طلبات لزبائن أجانب".
داخل متحف مصنع الخزف الفلسطيني والذي أرادت عائلة باليان أن يكون شاهداً على الموروث الثقافي الفلسطيني، قطعاً إما مشغولة داخله، أو قامت العائلة بتجميعها من أماكن مختلفة، وقد عرضت على نيشان الملايين ليبيعها، خاصة تلك التي تعود إلى ما قبل العام 1948، ومن بينها قطع لقبة الصخرة المشرفة.
تعتبر قطع الخزف المشغولة في المصنع والمزينة بأجمل الأشكال والألوان نموذجاً ممتازاً لهدايا قيمة يقدمها الناس لبعضهم البعض في مناسباتهم المختلفة، وقد بات مصنع الخزف الفلسطيني مقصداً للزبائن الفلسطينيين، والأجانب الذين يرتادونه بعد السمعة التي تركتها معارض العائلة التي دشنتها في دول عربية وعالمية كثيرة، حتى كانت هذه الحرفة وهذا المصنع مادة صحفية دسمة لوسائل إعلام أجنبية مرموقة.
اقرأ أيضاً: عبد السلام نوفل... إسكافي فقراء غزة
أسست العائلات الثلاث لصناعة الخزف الفلسطيني كحرفة فلسطينية تقليدية، واليوم وبعدما يقارب القرن من الزمان، يجلس "نيشان باليان" مدير مصنع الخزف الفلسطيني في مكتبه الذي ورثه أباً عن جد، يحرس تاريخاً عظيماً يشهد على عراقة المدينة، ويشرف على عمليات التصنيع التي تتم في غرف المصنع المختلفة. في حين تجلس والدته السيدة "ماري باليان" (92 عاماً) وذات الجذور الأرمنية- الفرنسية مع عدد من العاملات في المصنع، يتساعدن في عملية الرسم على قطع الخزف من صحون، وأكواب، ومزهريات. وتحيط بالنسوة الجداريات الكبيرة التي كانت السيدة باليان قد رسمتها بعدما باشرت العمل مع زوجها في أواسط ستينيات القرن الماضي، محدثة ثورة في عالم التصميم والرسم على الخزف، وهي الدارسة في أكاديمية الفنون الجميلة في مدينة ليون الفرنسية.
وقد ذيلت "ماري" كل جدارية بتاريخ الانتهاء من صنعها، لتروي مجتمعة تاريخ عقود خلت، حملتها المصممة معها في أسفارها ومعارضها التي جابت خلالها مختلف دول العالم.
يعمل في المصنع، ستة من الذكور والإناث، هم أيضاً ورثوا الصنعة عن آبائهم، يتقاسمون فيما بينهم عملية التصنيع، بدءاً من تشكيل قطع الفخار من معجون الطين الأبيض المستورد من إيطاليا، ورسم الأشكال المختلفة وتلوينها، ومن ثم تغليفها بزجاج "الجلازورة" ووضعها بالفرن لمدة ثماني ساعات على درجة حرارة 1000 مئوية، لتخرج قطعة فنية ذات لمعان يجذب الناظرين، ولتنضم إلى رفوف معرض البيع الخاص بالمصنع، والذي يمكن للمارة من شارع نابلس أن يشاهدوها من خلال عدد من النوافذ المزركشة بالسيراميك والمفضية إلى غرف المصنع.
تقول أماني وهي فتاة مقدسية تعمل في المصنع منذ أكثر من عشرين عاماً: "أقوم بتلوين الرسومات المخطوطة على القطع الفخارية، لا أحتاج لأكثر من ربع ساعة لأنهي تلوين القطعة، أحب عملي وقد ورثته عن والدتي، الجلوس هنا في حضرة التاريخ أمر ممتع".
وعن مساهمة المصنع في الاقتصاد الفلسطيني، يشير نيشان باليان، إلى إعالة المصنع لحوالي ثلاثين عائلة مقدسية يعمل أفرادها داخل المصنع أو في التوزيع المحلي للإنتاج الذي يصل إلى قرابة 1000 قطعة شهرياً. وينوه باليان إلى اعتماد المصنع في مردوده على طلبيات المشاريع الكبيرة مثل المشافي والفنادق والفلل الخاصة، وذلك بعد أثرت الانتفاضة الثانية سلباً على عمليات العرض والطلب من الخزف. حتى الطين المستخدم في التصنيع لم يعودوا ومنذ العام 1967 قادرين عن إحضاره من جنين، فباتوا مضطرين لاستيراده من أوروبا.
ويتابع باليان: "أسسنا موقعاً إلكترونياً، بهدف التعريف بهذه الصنعة العريقة، والتسويق الإلكتروني لمنتوجاتنا، وها نحن نستقبل طلبات الشراء من الدول العربية، وخاصة الخليجية منها، بالإضافة إلى طلبات لزبائن أجانب".
داخل متحف مصنع الخزف الفلسطيني والذي أرادت عائلة باليان أن يكون شاهداً على الموروث الثقافي الفلسطيني، قطعاً إما مشغولة داخله، أو قامت العائلة بتجميعها من أماكن مختلفة، وقد عرضت على نيشان الملايين ليبيعها، خاصة تلك التي تعود إلى ما قبل العام 1948، ومن بينها قطع لقبة الصخرة المشرفة.
تعتبر قطع الخزف المشغولة في المصنع والمزينة بأجمل الأشكال والألوان نموذجاً ممتازاً لهدايا قيمة يقدمها الناس لبعضهم البعض في مناسباتهم المختلفة، وقد بات مصنع الخزف الفلسطيني مقصداً للزبائن الفلسطينيين، والأجانب الذين يرتادونه بعد السمعة التي تركتها معارض العائلة التي دشنتها في دول عربية وعالمية كثيرة، حتى كانت هذه الحرفة وهذا المصنع مادة صحفية دسمة لوسائل إعلام أجنبية مرموقة.
اقرأ أيضاً: عبد السلام نوفل... إسكافي فقراء غزة