أكد الأمين العام للرئاسة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم، اليوم الثلاثاء، أن دفع عملية السلام إلى الأمام يستلزم الإيفاء بالالتزامات الإسرائيلية بـ"وقف الاستيطان، وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف، في تصريحات له نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "وفا"، خلال استقباله بمقر الرئاسة بمدينة رام الله، نائب وزير الخارجية الروسي، مبعوث الرئيس الروسي لعملية السلام ميخائيل بوغدانوف، أن "الذي أفشل عملية السلام هو رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إذ أفشل جهود الرباعية الدولية، وأنه يريد المفاوضات فقط من أجل المفاوضات ولا يريد حل الدولتين".
وأكد أن "الإجراءات التي يتخذها نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة هي إجراءات وقحة واستفزازية، حيث لم يبق الاستيطان على أرضية لحل الدولتين"، و"نفكر جديا بالذهاب لمجلس الأمن حول الاستيطان، فقد زادت نسبة الاستيطان 40% عن أي وقت مضى منذ عام 1967".
وأبلغ المسؤول الفلسطيني، بوغدانوف، تأييد السلطة الفلسطينية مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتجاوب السلطة مع الجهود الروسية بالكامل لإخراج عملية السلام من حالة الجمود التي تمر بها، ولدفع هذه الجهود إلى الأمام لتحقيق أهدافها، مشيداً بالجهود التي يبذلها بوغدانوف بهذا الخصوص.
وقال عبد الرحيم إن "تجاوبنا مع المبادرة الروسية هو تجاوب صادق"، مؤكدا على "أهمية عقد المؤتمر الدولي للسلام الذي دعت إليه فرنسا، وشاركت روسيا في الأعمال التحضيرية له".
وتابع: "نتطلع لزيارة رئيس الوزراء الروسي دمتري مدفيديف في 11 من نوفمبر/تشرين الثاني القادم إلى فلسطين".
بدوره، أشاد بوغدانوف بعلاقات الصداقة التاريخية بين روسيا وفلسطين، وأكد أن روسيا تعترف منذ ما يقارب الربع قرن بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وأنها تقف مع قرارات الشرعية الدولية في مواجهة الاستيطان، وضد أي محاولة لإفشال التسوية في المنطقة.
وشدد المسؤول الروسي على أن إقامة الدولة الفلسطينية يساهم بشكل أساسي في مواجهة ظاهرة الإرهاب الذي يعم المنطقة والعالم، مشيدا بتجاوب القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، مع المساعي الروسية لإخراج عملية السلام من جمودها.
وفي السياق ذاته، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، في مؤتمر صحافي في أعقاب اللقاء، على أن روسيا تدرك تماما أن الأمان والسلام والاستقرار في هذه المنطقة تبدأ وتنتهي في فلسطين، على أساس إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، تعيش بسلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل، وأن روسيا كانت أول دولة تفتح سفارة لفلسطين قبل 25 عاماً، وكانت أول من اعترف بفلسطين على حدود عام 1967، والقدس الشرقية عاصمة لها.
وبين عريقات أن روسيا لم تخذل فلسطين لدى طرح جميع القرارات أمام مجلس الأمن الدولي، سواء تلك التي أقرت أو رفضت بحق النقض "الفيتو"، فقد كانت روسيا تصوت دائما لصالح الحق الفلسطيني.
وقال القيادي الفلسطيني إن "روسيا دولة تعلم الجميع كيفية الالتزام بالقانون الدولي والشرعية الدولية، وتدرك تماما ما يحدث في هذه المنطقة من مخاطر ومن وجوب الانتصار على الإرهاب وقوى الظلام والتطرف في المنطقة".
ولفت إلى عدم وجود موعد محدد وسقف زمني لعقد أي لقاءات، وقال "نحن نطرق باب المجتمع الدولي والشرعية الدولية من أجل السلام، أما استمرار حكومة الاحتلال بانتهاكاتها فهو ما يؤجج العنف في المنطقة".
من جانبه، قال بوغدانوف إن "بلاده تجري اتصالات مع الأطراف الأخرى، وعلى رأسها الطرف الإسرائيلي ومع عدد من الأطراف العربية المعنية، بناء على الموقف الثابت للقيادة الروسية المبني على الشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات العلاقة المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي، والفلسطيني- الإسرائيلي".
ولفت المسؤول الروسي إلى أنه سعيد بوجوده في مقر الرئاسة الفلسطينية وأن اللقاء كان مثمرا وبناءً ومبنيا على أساس تفهم عميق لما هو مطلوب في الوقت الحالي من أجل السلام، واستمرارية الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، وتحديدا تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي ما يتعلق باللقاء المزمع عقده بين الرئيس عباس ونتنياهو؛ شكر بوغدانوف الرئيس عباس على موافقته المبدئية على المشاركة في هذا اللقاء، وقال إن "بلاده ستواصل العمل من أجل عقد هذا اللقاء في أسرع وقت ممكن، وإنها مستمرة بالعمل من أجل تحديد موعد اللقاء وطبيعته وزمانه".
أوعز وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الأحد، بمصادرة 26 مليون دولار من أموال الضرائب الفلسطينية (المقاصة)، بزعم دعمها للعمليات ضد الإسرائيليين.