أيام قليلة وتتضح الرؤيا أمام التونسيين ويعلن عن المرشحين للدور المقبل، وحتى ذلك الوقت استطلع "العربي الجديد"، آراء بعض التونسيين، ولئن بدت الرؤيا واضحة لدى البعض، إلا أن القلق والحيرة لا يزالان يسيطران على البعض الآخر، وخاصة ممن لم يجدوا بعد المواصفات التي رسموها في أي من المرشحين للرئاسية.
ويقول محمد اللواتي (فلاح)، إنّ "الرئيس لا بد أن يكون صادقاً مع نفسه ومع دولته وشعبه وأن يكون حازماً، وأن يأخذ بزمام الأمور ولو بقبضة من حديد لتسيير الدولة والقضاء على الفاسدين، ومن أضروا بمصلحة تونس"، مشدداً على أهمية أن "يفي الرئيس القادم بالوعود التي يطلقها".
وبحسب اللواتي، لا بد أن يكون الرئيس القادم عادلاً، وأن يدعم استقلالية القضاء والعدالة بعيداً عن المحسوبية ويكرس حرية الإعلام، مؤكداً أنّ "تونس في طريق الديمقراطية ولا بد من تعزيز هذا المكسب وغيره من المكاسب، كالجوانب الأمنية، لأنه لا يمكن تحقيق أي تقدم دون أمن".
من جهته، يرى الستيني عثمان (موظف متقاعد)، أن "الرئيس المقبل يجب أن يعرف قيمة الوطن والمواطنين ويشعر بهم ولا تكون غايته الكرسي"، لافتاً إلى أن "تونس ولكي تخرج من الوضع الراهن لا بد أن يكون رئيسها رجل دولة قويا".
ويأمل عثمان أن "تكون هذه الشخصية موجودة بين المرشحين، وأن تتمكن من العمل من أجل الإصلاح"، مشدداً على أنه "حان الوقت لتغيير الوجوه القديمة واختيار وجه جديد".
بدوره، يرى محمد (متقاعد من الجيش) أنّ "الرئيس المقبل يجب أن يتمتع بكاريزما وهيبة رئيس، فليس بإمكان أي كان أن يتقلد هذا المنصب"، آملاً "بأن يكون شاباً لا مسناً، ويراعي الطبقات الضعيفة والشباب الذي لا مستقبل له".
ويعتبر أن "فئة المتقاعدين هم من أسس تونس، وبالتالي من سيذهب إلى قرطاج سيجدها في طبق لأنها بنيت على تضحيات أجيال وفئات"، مشدداً على أهمية الأمن "من ضمن الأولويات التي يجب أن يهتم بها الرئيس المنتخب، وأن يحارب الجريمة، فكل تونسي عليه أن ينعم بالأمن".
وعن مواصفات الرئيس، يقول محمد إنّ من أهم صفات "الرئيس أن يشعر بشعبه، وأن يكون ابن الشعب يعي واقعهم ومشاكلهم ويكون في مستوى تطلعات كل التونسيين، وينهض بتونس"، مضيفاً أن "الرئيس يجب أن يهتم بجميع الفئات الشعبية ويزور المناطق النائية والمنسية".
ويوضح أن "الفئات الشعبية الكادحة تعبت كثيراً من غلاء المعيشة ومن الوضع الاجتماعي ومع ذلك لا أحد يشعر بها، أو يهتم لحالها".
ويستطرد أن "على الرئيس ألا يكون بعيداً عن هموم شعبه، وأن يضع نفسه مكان الشعب فهناك فئات تتقاضي 300 دينار (حوالي 100 دولار) منها فواتير الماء والكهرباء والمعيشة"، مضيفاً أن على الرئيس ألا يبقى في برجه العاجي وفي قصره بعيداً عن واقع عموم التونسيين".
وتؤكد المواطنة أحلام أن "الرئيس القادم لا يجب أن يكون متقدماً في السن وألا تتجاوز سنه الخمسين عاماً، وأن على الرئيس الجديد أن يتمكن من فهم الشباب وخاصة أصحاب الشهادات العليا، وأن يهتم بالشمال الغربي وخاصة الكاف وجندوبة ونفزة فهذه المناطق لا تزال منسية رغم احتوائها على مدخرات طبيعية، في الوقت الذي كان يمكن بعث أقطاب سياحية وخلق مواطن شغل"، مشيرة إلى أنّ "هناك عديدا من التونسيين لا يزالون دون كهرباء وماء، وللأسف الوعود التي قدمت من عديد الرؤساء كثيرة ولكنها لم تطبق".
وتشدد بدورها، على ضرورة "الاهتمام بالبنية التحتية والنهوض بالمناطق النائية وتحقيق التنمية والنهوض بالشباب العاطل، فهذه المسائل لا بد أن يضعها الرئيس القادم ضمن أولوياته"، مؤكدة أنه "لا بد من رؤيا جديدة تنهض بتونس".
ويتفق المواطن إدريس الذوادي مع كلام أحلام، لجهة أن يهتم الرئيس القادم بالشباب خاصة العاطلين عن العمل، مضيفاً أن على الرئيس المقبل أن "يهتم بملف الهجرة، وتقديم منحة مالية، للنساء العاطلات عن العمل أيضاً، ليتمكنوا من اقتناء أبسط الضروريات، كما لا بد من التشغيل وبعث المصانع".
وتفيد صبيحة (55 عاماً) بأن "على الرئيس أن يشعر بالشعب وينهض بالفئات الضعيفة، وأن يبادر بالنهوض بتونس، خاصة تشغيل جميع الفئات والشباب، وأن يكون رئيس كل التونسيين".