نواب عراقيون ينتقدون تصريحات عبد المهدي: "مفصول عن الواقع"

06 نوفمبر 2019
عبد المهدي قال إنه غير متشبث بالسلطة(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
عزز خطاب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ما اعتبرت "شائعات" أطلقت بحقه في الأيام الماضية، عن أنه غير مطلع تماماً على حقيقة ما يجري في الشارع العراقي، وأنّ المسؤولين في مكتبه والقيادات الأمنية لا ينقلون إليه الحقيقة، إذ احتوى حديثه، ليلة أمس الثلاثاء، خلال اجتماع ضم وزراء ومحافظين، حول مجريات التظاهرات وما رافقها في العراق طيلة الأيام الماضية، عبارات غير منطقية، من بينها أنّ "قوات الأمن في وضع دفاعي وليس هجومياً"، وأنّ "مجموعات من داخل المتظاهرين تهاجم قوات الأمن"، فضلاً عن تكراره الوعود والإصلاحات وضرورة توفير وقت له لتنفيذها. في المقابل، فإنّ آخرين اعتبروا حديث عبد المهدي رفضاً صريحاً للاستقالة، عبر التبرير بأنّه ليس متشبثاً بالسلطة، لكن لا بديل له، وأنّ الحكومة ستتحول لتصريف أعمال برئاسته بعد استقالته، وستبقى لأنه لا يوجد بديل متفق عليه.
تعقيبًا على ذلك، قالت المتحدثة باسم ائتلاف "النصر" بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، النائبة آيات مظفر نوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "حديث عبد المهدي عن عدم تمسكه بالسلطة غير صحيح، بل هو أثبت تمسكه بالسلطة، ورمى الكرة بملعب الكتل، فهو يعرف أنها غير قادرة على إيجاد البديل، لكن ربما تستطيع ذلك إذا قدم استقالته، لكن هو متمسك بالسلطة".

وتضيف: "خطاب عبد المهدي يبين أنه في وادٍ والشعب في وادٍ آخر، وهذا الخطاب، والخطابات السابقة أو القادمة، لن تكون ذات جدوى، فهي خطابات بعيدة عن الإصلاحات ومطالب الشعب، وهذه الخطابات هي التي تسببت بغليان الشارع العراقي، لأن فيها استخفافاً بدماء الشهداء"، معتبرة أنّ حكومة عبد المهدي فقدت شرعيتها "منذ أول قطرة دم سفكت من المتظاهرين".
ويؤكد القيادي في تحالف "سائرون" النائب علي مهدي، أنّ خطاب عبد المهدي كان "مضللاً، فهو يعرف السياقات الدستورية لإقالته؛ لا يوجد في الدستور إيجاد البديل وبعدها الإقالة أو الاستقالة، لكن ما يفعله ويقوله عبد المهدي دليل على تشبثه بالسلطة بشكل تعسفي، الحل حالياً استقالته أو إقالته، وكما أتينا بعبد المهدي نأتي بغيره".
ويضيف "الحوارات مستمرة من أجل إيجاد البديل، لكن الكرد لديهم تمسك كبير بعبد المهدي، كما أنّ هناك أطرافاً أخرى داخلية وخارجية تريد تأخير الوقت حتى تنخفض ثورة الشعب، وهذا الشيء لن يتحقق"، معتبراً أن "العامل الداخلي العراقي بدأ يقوى، خصوصاً بعد انتفاضة الشعب في أكتوبر (تشرين الأول)".


عضو التيار المدني العراقي طالب غيدان الياسري، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ "الرجل مفصول عن الواقع"، في إشارة الى رئيس الوزراء، ويضيف "إذا سلمنا أنّه لا يملك حساباً على (فيسبوك) أو (تويتر) هل يعقل أنّه لا يشاهد التلفزيون ومشاهد القتل والقمع؟ وهل سمع بما حدث في كربلاء؟ وهل يدري بعمليات خطف الناشطين والاعتقالات؟ وهل يعقل أن وزير الصحة لم يبلغه بدخول أكثر من 270 جثة شاب بمقتبل أعمارهم إلى ثلاجات الطب العدلي؟".

وتابع أنّ "التوقعات الأكثر قبولاً ومنطقية هي أن الرجل يعلم كل شيء لكنه متشبث بالسلطة ولا يريد تركها بسهولة وهو يسرد الحجج والذرائع لذلك"، وفقاً لقوله.
واعتبر الياسري أنّ حديث عبد المهدي "يؤكد ما يقال بالشارع اليوم عن أنّ مدير مكتبه هو الذي يدير دفة التعامل مع التظاهرات وليس هو، في إشارة إلى أبو جهاد الهاشمي مدير مكتب عبد المهدي، القيادي بـ"المجلس الإسلامي الأعلى"، حزب رئيس الوزراء العراقي السابق.

من جانبه، قال الناشط البارز في التظاهرات بمدينة كربلاء صفاء الملا حيدر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أفضل شيء يمكن أن يقدمه مستشارو عبد المهدي هو نصحه بعدم التحدث كونه كلما خرج للحديث وإطلاق الوعود أو التبريرات يثير الشارع أكثر".
وختم بالقول إنّه "كان من المتوقع أن يخرج عبد المهدي خافضاً رأسه معتذراً لذوي الشهداء ويتلو الفاتحة على أرواحهم، لا أن يلقي كمية ابتسامات ساذجة مع حديثه عن عدم تشبثه بالسلطة لكن لا بديل له".