وعلى الرغم من عزوف الشباب عن المشاركة في كل الاستحقاقات الماضية من الدعوة للاستفتاء على الدستور، مروراً بالانتخابات الرئاسية، وما قررته الدولة المصرية في الفترة الأخيرة، إلا أن الآمال لا تزال منعقدة على مشاركة الشباب في الانتخابات القادمة.
اقرأ أيضاً: عبدالله النجار: المشاركة في الانتخابات "واجبة كالصلاة"
ووفق استطلاع لأحد المراكز البحثية الموالية للعسكر، والتي عادة ما تأتي بنتائج مرضية للنظام، فقد توقع المركز ألا تزيد مشاركة الشباب عن 30%، وهي نسبة مبالغ فيها في تقدير الخبراء، الذين أكدوا أن مشاركة الشباب لن تزيد عن 10%، فيما قال أحد باحثي الإعلام: "إن نسبة الشباب الحاصل على مؤهلات عليا وتعليم متوسط لن تقترب من حدود الـ5 %، وأن نوعية الشباب الذي سيشارك في التصويت ستكون من الفئات الأقل تعليماً أو الأكثر فقراً لحصولهم على رشى انتخابية".
وجاء عدم وجود تمثيل حقيقي للمرشحين المؤيدين للشباب في مقدمة أسباب العزوف، وتلاه انخفاض المستوى العلمي لعدد كبير من المتقدمين للترشح، سواء الفردي أو القوائم، وفشل الأحزاب في تصدير برامج مقنعة للناخب.
ومن التيارات السياسية الشبابية التي أعلنت معارضتها وعزوفها عن المشاركة، حركة شباب 6 أبريل، والتي كتبت على الصفحة الرسمية: "وكأنها دولة وكأنها انتخابات"، داعية الشعب المصري "لعدم المشاركة في تلك المسرحية الهزلية".
وكتبت، أيضاً، أن "هناك العديد من الأقنعة التي تتساقط مثل (محمد بدر مؤسس حركة تمرد)، الذي سقط قناعه كمرشح شبابي، حينما قرر الترشح في انتخابات البرلمان متحالفاً مع النظام العسكري، والذي سيدهسه، حينما يحقق أغراضه منه، كما ذكرت الصفحة الرسمية للحركة".
وأكدت أستاذ العلوم السياسية في جامعة بني سويف، الدكتور ريهام عبد الستار، أهمية مشاركة الشباب في العملية الديمقراطية.
وذكرت أن "عزوف الشباب عن المشاركة السياسية أمر تعاني منه أغلب دول العالم، وهو أمر له أبعاد فكرية سياسية ونفسية واجتماعية، لكن الوضع في مصر مختلف، فنسبة عزوف الشباب تقترب من المائة في المائة على الرغم من الإحصاءات التي تُظهر نسبة أعلى من ذلك".
اقرأ أيضاً: الانتخابات.. معركة وهمية بسيوف خشبية
وأرجعت السبب في ذلك إلى عدم وجود ممثلين حقيقيين للشباب في البرلمان القادم، وعدم وجود رغبة في تلبية احتياجاتهم، فالتهميش واضح لهم من قبل المرشحين.
ويرى أمين اللجنة الإعلامية لحزب التيار المصري في محافظة كفر الشيخ، أيمن غازي، أن نسب المشاركة ستقل كثيراً عن الانتخابات البرلمانية عام 2012 بسبب شعور معظم الناخبين أن أصواتهم لن تؤثر مثلما حدث في غالبية التجارب السابقة.
وتوقع غازي ضعف المشاركة الشبابية بالانتخابات بشكل كبير، خصوصاً لغير المنتمين للأحزاب السياسية، وذكر أن مطالب شباب الأحزاب التي عُرضت على الرئيس، عبد الفتاح السيسي، في لقائه رؤساء الأحزاب لم تجد رداً واضحاً عليها، وتمثلت هذه المطالب في الإفراج عن الشباب المعتقلين وإعادة الحقوق لمن تم تعذيبهم في السجون إثر قانون التظاهر.
وقالت آية إسماعيل طالبة بكلية آداب إعلام جامعة حلوان، إنها لن تشارك بالانتخابات المقبلة بسبب عدم رضاها عن الوضع السياسي القائم بأكمله، فهي ترى أن الحكومة ظالمة وفاشلة، وهي غير مقتنعة بأي إجراءات أو تطورات تحدث في الجانب السياسي، وذكرت أنها قررت الانعزال التام عن الحياة السياسية وحتى إبداء رأيها الشخصي في الأحاديث الجانبية بينها وبين زميلاتها منذ حدوث الانقلاب، وقالت، إن الكلام لن يجدي نفعاً فنحن لم يصبح بيدنا سوى الدعاء.
أما طارق نور طالب بكلية آداب قسم الفلسفة جامعة حلوان فيرى أن النتيجة محسومة من البداية لصالح الفنانيين والمشاهير وذوي الصيت والسمعة بوسائل الإعلام وداخل وسط الحكم، فمن له رصيد أعلى عند الرئيس وأتباعه سيفوز ومن يسعى للصالح العام يناله التشويه والتشويش من قبل رجال السلطة والمتسلقين، وهذا ما اعتدنا عليه من الانتخابات البرلمانية.
اقرأ أيضاً: تصاعد دعوات المقاطعة قبل ساعات من بدء الانتخابات بمصر