حتّى قبل سنوات قليلةٍ مضت، كانت مدينة حسانكيف التركية وجهة دائمة للسياح من كل أنحاء العالم. الآن، تكافح هذه المدينة من أجل البقاء، إذْ اختفت العديد من المعالم السياحية. وبدلاً من الحافلات التي كانت تقلّ السياح من كل أنحاء العالم في الماضي، تزدحم شوارع المدينة بسيارات البناء، لأنّه في غضون بضعة أشهر، ستغرق المدينة كاملة.
تقع "حسن كيف" في جنوب شرق تركيا على ضفاف نهر دجلة، وتقع في منطقة ذات غالبية سكانية كردية. ويقول المؤرخون إنها مأهولة منذ عشرات آلاف السنين، ولكنها ستختفي خلال الأشهر المقبلة تحت مياه بحيرة اصطناعية بسبب بناء سد إليسو لتوليد الكهرباء على نهر دجلة. ويشكل هذا السد الورشة الرئيسية في مشروع جنوب شرق الأناضول. وهو مخطط يهدف إلى تنشيط اقتصاد المنطقة التي تهملها أنقرة منذ فترة طويلة، بالاستناد إلى الطاقة والري.
تقع "حسن كيف" في جنوب شرق تركيا على ضفاف نهر دجلة، وتقع في منطقة ذات غالبية سكانية كردية. ويقول المؤرخون إنها مأهولة منذ عشرات آلاف السنين، ولكنها ستختفي خلال الأشهر المقبلة تحت مياه بحيرة اصطناعية بسبب بناء سد إليسو لتوليد الكهرباء على نهر دجلة. ويشكل هذا السد الورشة الرئيسية في مشروع جنوب شرق الأناضول. وهو مخطط يهدف إلى تنشيط اقتصاد المنطقة التي تهملها أنقرة منذ فترة طويلة، بالاستناد إلى الطاقة والري.
ويقول الناشط التركي، وأحد سكان المدينة، ريدفان آيهان، لموقع "شبيغل أون لاين": "الكثير من التاريخ يوجد في هذه المدينة. تدمير هذه المدينة هو جريمة كبرى". يناضل آيهان مع الكثير من سكان المدينة من أجل إيقاف مشروع السد الذي سيأخذ مياهه من نهر دجلة.
وقد سكن هذه القرية، وتناوب عليها الكثير من الحضارات والشعوب القديمة، كالآشوريين والرومان والأتراك، والكثير من الثقافات الأخرى التي تركت بصمتها في المدينة. على المنحدرات بالقرب من النهر، توجد العديد من الكهوف القديمة، والتي سكن فيها الإنسان القديم منذ آلاف السنين. كل هذا من المفروض أن يختفي.
ثاني أكبر سد في البلاد
إلا أن الحكومة التركية ماضية في مشروعها، وتؤكد أنها تبذل كل الجهود الممكنة لإنقاذ معالم الموقع التي نُقل الكثير منها في إطار عمليات ضخمة، ويقوم العمال، حالياً، بتثبيت آثار مسجد أيوبي يعود إلى القرن الرابع عشر على منصة لنقلها مسافة ثلاثة كيلومترات إلى "المنتزه الثقافي" الذي سيرى النور في المستقبل.
ودشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشروع إليسو عام 2006 عندما كان رئيساً للحكومة، ووعد آنذاك بأن السد الذي سيصبح ثاني أكبر سدود البلاد، سيكون مكسباً كبيراً للسكان. ويتضمن المشروع بناء مدينة "حسانكيف جديدة" على الجانب الآخر من النهر مع شقق فسيحة ومستشفى حديث جداً، ولكن بناء المدينة الجديدة، التي هي عبارة عن صفوف من الأبنية تفصل بينها طرقات موحلة غير معبدة بغالبيتها، يعاني من تأخير كبير، والسكان الذين كان من المفترض أن ينتقلوا إلى منازلهم الجديدة في نهاية عام 2018، عليهم أن ينتظروا حتى صيف 2019.
ويأمل مؤيدو السد من السكان أن يساهم في إنعاش السياحة بفضل ترميم الحصن وبعض الكهوف التي لن تغمرها المياه. وحاليا، ينتظر المهندسون الضوء الأخضر من أردوغان لإغلاق الصمام الأخير من أصل ثلاثة في السد والانتهاء من حبس المياه، وهي عملية بدأت الصيف الماضي، وعندها سيبدأ العد العكسي لمدة ثلاثة أشهر قبل أن تغمر المياه "حسانكيف".