في واحدة من أكثر الحوادث الإعلامية طرافة، نقلت إحدى الصحف الرسمية السورية عام 2004 خبراً مفاده بأن شرطياً انتحر بإطلاق الرصاص على نفسه، بسبب غرقه في الديون وتورطه بلعب القمار.
طرافة الخبر تأتي من أن الحادثة وقعت أمام مبنى الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا"، وأن الصحيفة الرسمية أخذت الخبر بجملته وتفصيله لا عن وكالة "سانا" التي وقعت حادثة الانتحار أمام بوابتها الرئيسة، لكن عن وكالة الأنباء الفرنسية.
ولعل هذه الحادثة "التاريخية" تعكس حقيقة وكالة الأنباء السورية الرسمية، والتي تعتبر تاريخياً من أقدم وكالات الأنباء العربية. إذ تم إنشاؤها عام 1965 وقد انحصر دورها على مدى أكثر من خمسين سنة تقريباً في نقل الأخبار المحلية من وإلى الداخل فقط. فلم تكن مصدراً خبرياً، ولم تستطع تجاوز الحدود المحلية إلا موسمياً، إن صح التعبير.
وعلى الرغم من أنها تقدم نفسها على أنها "تغطي كافة الفعاليات المحلية والعربية والدولية في إطار إخباري يستند إلى تقديم الوقائع والتوازن في التغطية الإخبارية ومواكبة التطورات الحديثة في عمل وكالات الأنباء"، إلا أن المتتبع لموقعها الإلكتروني يكتشف أن معظم مادتها الإخبارية هي مادة مستقاة من وكالات عالمية أخرى، وأن الأخبار تخضع لعملية إعادة صياغة لا أكثر ولا أقل.
فقلما حصلت "سانا" على تغطية خاصة بها، حتى على مستوى النشاطات المحلية. وقد وضعها هذا الأمر في خانة الإعلام غير القادر على مجاراة ما يحدث من حوله. وقد خضعت أخيراً لعملية تطوير واضحة على مستوى موقعها الإلكتروني، فتمت إزالة الكثير من الأبواب ومنها تلك التي تؤرشف لرئيس الجمهورية أخباره بمعزل عن أخبار سورية بأكملها. ليظهر موقعها الجديد وقد تضمن عدداً من اللغات، التي لم تكن موجودة في الموقع السابق.
لكن السؤال هو ما هي جدوى هذه اللغات كلها، إن كانت الوكالة لا تلقى رواجاً باللغة العربية أصلاً؟ ويمكن تتبع عدد الأخبار التي تستقيها وسائل الإعلام العربية والعالمية من وكالة الأنباء السورية لمعرفة أن "سانا" ربما تقبع في آخر سلم الترتيب من حيث عدد الأخبار التي يتم الأخذ بها يومياً، على الرغم من أن الوكالة تؤكد أنها تقدم ما يقارب 500 خبر يومياً بالإضافة إلى 150 صورة.
طرافة الخبر تأتي من أن الحادثة وقعت أمام مبنى الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا"، وأن الصحيفة الرسمية أخذت الخبر بجملته وتفصيله لا عن وكالة "سانا" التي وقعت حادثة الانتحار أمام بوابتها الرئيسة، لكن عن وكالة الأنباء الفرنسية.
ولعل هذه الحادثة "التاريخية" تعكس حقيقة وكالة الأنباء السورية الرسمية، والتي تعتبر تاريخياً من أقدم وكالات الأنباء العربية. إذ تم إنشاؤها عام 1965 وقد انحصر دورها على مدى أكثر من خمسين سنة تقريباً في نقل الأخبار المحلية من وإلى الداخل فقط. فلم تكن مصدراً خبرياً، ولم تستطع تجاوز الحدود المحلية إلا موسمياً، إن صح التعبير.
وعلى الرغم من أنها تقدم نفسها على أنها "تغطي كافة الفعاليات المحلية والعربية والدولية في إطار إخباري يستند إلى تقديم الوقائع والتوازن في التغطية الإخبارية ومواكبة التطورات الحديثة في عمل وكالات الأنباء"، إلا أن المتتبع لموقعها الإلكتروني يكتشف أن معظم مادتها الإخبارية هي مادة مستقاة من وكالات عالمية أخرى، وأن الأخبار تخضع لعملية إعادة صياغة لا أكثر ولا أقل.
فقلما حصلت "سانا" على تغطية خاصة بها، حتى على مستوى النشاطات المحلية. وقد وضعها هذا الأمر في خانة الإعلام غير القادر على مجاراة ما يحدث من حوله. وقد خضعت أخيراً لعملية تطوير واضحة على مستوى موقعها الإلكتروني، فتمت إزالة الكثير من الأبواب ومنها تلك التي تؤرشف لرئيس الجمهورية أخباره بمعزل عن أخبار سورية بأكملها. ليظهر موقعها الجديد وقد تضمن عدداً من اللغات، التي لم تكن موجودة في الموقع السابق.
لكن السؤال هو ما هي جدوى هذه اللغات كلها، إن كانت الوكالة لا تلقى رواجاً باللغة العربية أصلاً؟ ويمكن تتبع عدد الأخبار التي تستقيها وسائل الإعلام العربية والعالمية من وكالة الأنباء السورية لمعرفة أن "سانا" ربما تقبع في آخر سلم الترتيب من حيث عدد الأخبار التي يتم الأخذ بها يومياً، على الرغم من أن الوكالة تؤكد أنها تقدم ما يقارب 500 خبر يومياً بالإضافة إلى 150 صورة.
ولعل السياسة التحريرية التي تنتهجها "سانا" هي نفسها السياسة المتبعة في كافة وسائل الإعلام السورية، فهي تميل في بعض أخبارها إلى الإنشائية دون توخي الدقة والموضوعية، ولا تراعي توثيق خبرها المحلي بشكل مهني، ولا نقصد هنا الأخبار الحكومية أو النشاطات، لكن تلك الأخبار التي تتناول الجانب الميداني، وقد أفردت له "سانا" حيزاً خاصاً سمّته "الأحداث على حقيقتها"، ويتم من خلال هذه الزاوية كشف "المؤامرة الكونية" التي تتعرض لها سورية، من خلال عمليات "قواتنا الباسلة" التي تتمكن بمعدل عشر مرات يومياً من دك أوكار الإرهابيين، وتدمير وقتل، وتحطيم، وإلى ما هنالك من صيغ إنشائية لا تقدم مادة خبرية على الإطلاق بقدر ما تقدم مادة دعائية واستعراضية. يضاف إليها طبعاً اللغة الخطابية التي تميز بعض مقدمات الأخبار التي تتناول نشاطاً محلياً، من مثل: تأكيداً لدور سورية الرائد في مكافحة الإرهاب... وإن كان دور "سانا" منذ اللحظة الأولى دوراً محلياً بحتاً، فإنّ السنوات الأخيرة ضيّقت حتى من هذا الدور لتغطي الوكالة فقط أخبار المحافظات الخاضعة لسيطرة النظام.