تحليلات

قدّم قيس سعيّد نموذجاً غريباً من تجارب الانقلابات، لا عربياً فحسب، بل ربما في تاريخ الانقلابات في العالم: نحن أمام رئيس راح يحضّر منذ اليوم الأول لانتخابه، للانقضاض على الدستور الذي أتى به إلى موقعه، وعلى المؤسسات.

في أميركا، الأولى مباحة ضمناً، والثانية من المحرمات. فالثقافة السائدة لا تسمح حتى بالمقارنة بينهما. هيمنتها منعت حتى ذكر نكبة 1948 في الخطاب العام إلاّ نادراً وبصورة عرضية، هذا التاريخ وتبعاته كان مطلوباً وما زال إخراجه من التداول.

تصريح وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أمس الخميس، لصحيفة "وول ستريت جورنال" حول انسحاب القوات الأميركية من العراق مع نهاية العام، لم يكن مفاجئاً في المضمون بقدر ما كان في الصيغة ولصدوره عشية زيارة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي إلى واشنطن.

ينتهي، اليوم الثلاثاء، نصف السنة الأولى من ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن. خلال هذه الفترة، كانت الظروف مواتية له، وجعلت طريقه عموماً سالكة في الداخل والخارج، حيث سجّل علامات فارقة نسبياً، لكن يبدو أن شهر العسل هذا شارف على نهايته.

رفعت المعارضة التركية أخيراً سقف ثقتها وتوقعاتها بالفوز في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة أو المبكرة، وتولي حكم البلاد والإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان، في ظل تساؤلات حول أسباب هذه الثقة ومدى صحة تلك التوقعات.

أميركا عرفت الانفصال الذي أدى إلى حرب أهلية، لكنها لم تعرف الانقلابات العسكرية ولا حتى الإعداد لها. كما لم يسبق أن شهدت توظيف الموجبات الطبية الوطنية الطارئة لصالح الحسابات الانتخابية. الخروج عن السائد يطرح علامات استفهام كبيرة حول المستقبل الأميركي.

بعد أن طوى صفحة الحرب في أفغانستان، يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن، قرارات صعبة في منطقة شرقيّ سورية والعراق. فالهجمات الصاروخية والجوية المسيَّرة التي تعرضت لها القوات الأميركية في البلدين، تعاملت معها إدارته، وما زالت، بصورة مرتبكة.

بعد المفاجأة التي حصلت في مجلس الأمن، يوم الجمعة الماضي، بموافقة روسيا على التمديد لآلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال سورية عبر معبر باب الهوى، تشير المعطيات والتصريحات إلى أن تفاهمات أميركية روسية حصلت في الكواليس أدت للتوصل إلى هذا القرار.