لعل ما بات يعرف بـ "فلسطنة القضية"، أخطر ما طرأ عليها، بدءًا من لحظة توقيع الاتّفاق، إذ وَقع الاتّفاق كالصاعقة على الوعي العربي العام تجاه الصراع مع الحركة الصهيونية، الذي كان منذ بدايته؛ في الخطاب والممارسة العامّة، صراع وجودٍ ضدّ استعمارٍ استيطانيٍ
الذي تحقق خلال 30 سنةً من توقيع هذه الاتّفاقية، هو استمرار استيلاء الاحتلال على المزيد من الأراضي، عبر سياسات الأمر الواقع، وانتزاع تنازلٍ من قيادة سلطة رام الله يتناقض مع حقّ العودة، ومواصلة محاولات تهويد القدس، وتهجير سكانها الشرعيين
اعتقد سموتريتش أنّه أمام فرصةٍ تاريخيةٍ للحسم النهائي، وفرض حلٍّ أحاديٍ بالقوّة، ليس انفصالاً أو فكّ ارتباطٍ من جانبٍ واحدٍ، كما فعل رئيس الوزراء السابق، أرئيل شارون، إنّما حلٌّ يكفل الحفاظ على أرض إسرائيل كاملةً، وفق الرؤية التوراتية المتطرفة
وقع المفاوض الفلسطيني، الذي قاد مسار أوسلو السري، في أخطاء كثيرةٍ، التي أسست في ما بعد إشكالاتٍ وخطايا سياسيةً عديدةً، يدفع شعبنا الآن أثمانًا باهظةً بسببها
من أهم مشاكل الاتفاق أنه خلق سلطة من دون دولة، ما ساهم في تحول النضال من أجل التحرير وإنشاء الدولة، إلى صراع على سلطة بلا دولة، ولا سيادة، إذ أخضعَ الراحل ياسر عرفات؛ ومن بعده محمود عباس، منظمة التحرير للسلطة، ما أفقدَ المنظمة تمثيلها للشعب الفلسطيني
حركات المقاومة الفلسطينية ذات التوجهات الإسلامية، مثل حركتي حماس والجهاد الإسلامي، مثلتا الإطار الذي ضم أغلبية الشباب من ذوي التوجهات الإسلامية، ومنهم الذين تأثروا بالأفكار المتطرّفة، في سياق مقاومة الاحتلال.
يستدعي ما حدث في عاصمة الشتات، والذي بات أشدّ تعقيدًا من أن تنزع الحلول الأمنية المؤقّتة فتيل انفجاره، قراءةً لبنانيةً مختلفةً لكلّ المخيّمات، وتعاطيًا إنسانيًا وقانونيًا مع اللجوء الفلسطيني، بعد سبعة عقودٍ ونيّف من وجود مخيّمات الفلسطينيين.
تجاوزت شهرة أبو جلدة حدود ما أحرزه مفتي فلسطين الأكبر، وأصبح معروفًا أكثر من مدير المهاجرة والباسبورت المستر جامسون. والقارئ العربي المتوسط الذي هو أقرب إلى الأمية لا يريد إلّا سماع تفاصيل بطولة أبي جلدة، وما تقوم به عصابته من أعمالٍ.