العلاقات مع إسرائيل قائمة مسبقا في الحالة التركية، التي لم تكن أول دولة إسلامية تقيم علاقات مع إسرائيل؛ الثانية بعد إيران الشاه، حتى زمن تركيا القديمة "الأتاتوركية" وتحكّم العسكر بسياستها الداخلية والخارجية
مر عامان على توقيع اتفاقات التطبيع؛ بين الدول العربية والكيان الصهيوني، المعروفة بـ"اتفاقيات أبراهام"، التي صاحبها الكثير من الاتفاقيات الثنائية في كافة المجالات الدبلوماسية والاقتصادية؛ تجارية وزراعية وتكنولوجية والأمنية
بتنا اليوم أمام واقع جديد يحتاج إلى فهم ورد مختلفين، وأداء فاعل في نطاق جغرافي يشمل كامل الوطن الفلسطيني صحبة الشتات الفلسطيني. يستند إلى تحولات السنوات الأخيرة فلسطينياً، متمثلة بالهبات الشعبية المجيدة، والعودة الفكرية إلى شعاري التحرير والعودة
في إطار الوضع الفلسطيني السياسي والأمني، لا تتوفر فرص نجاح أي مبادرة تسعى إلى تطوير الاقتصاد الفلسطيني، وإعادة صياغة العلاقة الاقتصادية مع إسرائيل بغرض الانفكاك عنها، وتخفيف حدة التبعية لها،
تدرك إسرائيل؛ وفق الكثير من الكتاب والمفكرين والسياسيين، منهم إسرائيليون، أنها دولة منبوذة في محيطها، كما تواجه الكثير من الانتقادات حول العالم وفي المنابر الدولية، لذلك تحاول توظيف التطبيع لدرء تلك التوصيفات عنها
لا تكمن الخطورة في ما أنجز حتى الآن من صفقات تطبيع عربي إسرائيلي فقط، بل أيضاً في أن تلك الصفقات تمهد لأخرى قادمة، تكون أكثر شمولاً، تتورط فيها دول أكبر وزناً (السعودية مثلاً)، وتنفّذ مباشرة على حساب الفلسطينيين.
أثارت ملابسات العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة جملة من التساؤلات، حول مصداقية ووحدة خطاب المقاومة وغرفة العمليات، إذ ذهب بعض أصحاب المواقف المسبقة والشامتة إلى حد اتهام حركة حماس بصدقية التزامها ببرنامج ونهج المقاومة
استراتيجياً لم يتغيّر شيء، فالشعب الفلسطيني ثابت وعنيد وماض قدماً في نضاله رغم الانقسام السياسي، وإسرائيل وفق كل الحتميات لن تربح الحرب الاستراتيجية الماراثونية والطويلة في مواجهة الفلسطينيين أبداً