الجزائر تعاني من إهدار الطعام في رمضان: 13 مليون خبزة في النفايات
يتزايد إهدار الطعام في الجزائر، خاصة في شهر رمضان، بسبب تغير السلوك الاستهلاكي للعائلات الجزائرية، على الرغم من أن ذلك يكلفها مزيداً من الإنفاق المالي الإضافي، رغم جهود كبيرة تبذلها السلطات والجمعيات الأهلية والمؤسسات الدينية لتوعية المواطنين بأهمية تلافي التبذير وعدم شراء ما يزيد عن الحاجة.
ويتصدر الخبز قائمة المواد الأكثر تعرضا للتبذير بسبب السلوكيات اللاعقلانية في الاستهلاك لدى العائلات الجزائرية، ويشكل الخبز 18 بالمائة من مجموع ما يبذره الجزائريون خلال السنة، ويمثل قرابة 10 بالمائة من مجموع الخبز الذي يتم شراؤه.
وقال السيد لطفي، أحد العاملين في قسم النظافة وجمع النفايات في مدينة البليدة: "نجد عند مباشرتنا جمع النفايات ليلا، الكثير من الأكل المطهو مرميا، وقطع لحم فاسدة، والخبز خاصة، وخضروات وفواكه فاسدة، وبعض المواد التموينية التي فات تاريخ صلاحيتها، وعلب من الزبادي وغيرها كثير، وهذا أمر غريب في الوقت الذي يتحدث فيه الناس عن وجود أزمة غلاء في الأسعار".
من جانبها، أطلقت السلطات الجزائرية منذ بداية شهر رمضان المبارك، حملة إعلانية تدعو الجزائريين إلى عدم اللهفة على المشتريات من الخبز والأكل والخضروات وعدم التبذير، مبينة التداعيات السلبية لذلك على صعيد زيادة الإنفاق الأسري وزيادة النفايات، ما يخلف متاعب إضافية لعمال النظافة.
كما جرى التنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي شجعت أئمة المساجد على حث المصلين منذ بداية الشهر الفضيل، في الدروس الدينية وخطب الجمعة، على الالتزام بأخلاق الإسلام في الشراء وعدم التبذير، والتحذير من العواقب الدينية والأخلاقية والاجتماعية لهدر الطعام.
وقال الناشط في جمعية حماية المستهلك عصام حمادوش، لـ"العربي الجديد"، إن "الجمعيات بذلت جهودا كبيرة في حث المواطنين على محاربة ظاهرة التبذير، وبخاصة إهدار الخبز، ودعت إلى ضرورة الحد من بعض التصرفات السلبية في الاستهلاك"، مشيرا إلى أنه تمت ملاحظة وجود بعض أكياس من الطحين ومواد أخرى وخضروات في النفايات بسبب انتهاء صلاحيتها وفسادها، إذ وقعت العائلات التي ألقتها ضحية لإشاعات تم تداولها قبيل شهر رمضان بخصوص وجود ندرة محتملة في المواد الغذائية الأساسية، خاصة تلك المدعمة منها، ما دفع العائلات إلى شراء ما يفوق حاجتها ثم رميها بعد تلفها".
وبحسب تقرير رسمي قدمته المديرة العامة للمعهد الوطني للتكوينات البيئية مليكة بوعلي، الأحد الماضي، في ندوة نظمتها الإذاعة الحكومية، فإن التبذير الغذائي في شهر رمضان يتسبب في ارتفاع كمية النفايات بنسبة 10 بالمائة مقارنة بباقي الأشهر، وخاصة من الخبز الذي يرمى خلال هذا الشهر الفضيل بكميات تصل إلى 13 مليون خبزة.
ودعت بوعلي إلى ضرورة تبني إجراءات ردعية من أجل الحد من ظاهرة التبذير الغذائي التي تعود بالضرر على الاقتصاد الوطني والبيئة، وفرض إجراءات للتدبير العقلاني للموارد الطبيعية والغذائية في شهر رمضان.
وخلال الأسبوع الماضي، أطلقت الكشافة الإسلامية الجزائرية بقيادة القائد العام عبد الرحمن حمزاوي في بلدية أولاد يعيش، قرب العاصمة الجزائرية، الحملة التحسيسية الولائية بمشاركة مديرية البيئة للحد من ظاهرة التبذير، وتحسيس المواطنين بأهمية ضبط الشراء واقتناء ما يسد حاجتهم من المواد فقط.