انتهت مؤسسة إحسان للإغاثة والتنمية (المنتدى السوري) من تنفيذ مشروع إنشاء خط صرف صحي في بلدة باتبو التابعة لريف حلب الغربي، والتي كانت تعاني من تجمع خطوط الصرف الصحي في مصب واحد مكشوف، يشكل خطراً على البيئة والصحة العامة والسكان والمخيمات المجاورة.
ويصف مدير مكتب منظمة إحسان للإغاثة والتنمية في سرمدا ومدير مكتب المنتدى السوري محمد قناص، لـ"العربي الجديد"، أهمية المشروع الذي يعد الأول والأضخم من نوعه شمال غربي سورية، ويبلغ امتداده 2200 متر، بقوله: "يعمل المشروع على منع وصول مياه الصرف الصحي إلى المياه الجوفية، والحد من انتشار الأوبئة الجرثومية والمعوية وحبة اللشمانيا، والحد من سقاية الأراضي والمزروعات بالمياه الملوثة، وتحسين البيئة العامة للمنطقة، وبالأخص للمخيمات المجاورة، والقضاء على الروائح الكريهة، والحد من مخاطر وحوادث غرق الأطفال في مجرى المصب القديم، والحد من شرب المواشي المياه من مجرى مصب الصرف الصحي".
ويبلغ عدد المستفيدين من خط الصرف الصحي 600 ألف نسمة، موزعين في مناطق تلعادة وترمانين والدانا وتل الكرامة والبردقلي وصلوة وسرمدا وكفردريان والبرج والحلزون وكفركرمين والمخميات المجاورة لمجرى المصب.
ويوضح قناص أن المرحلة الثانية من المشروع تستهدف تغطية الصرف الصحي غرب طريق باب الهوى - إدلب بطول 1200 متر مع محطة معالجة مياه الصرف، وذلك حتى تكون المياه صالحة لأعمال الزراعة، وقد جرى إعداد دراسة لهذا المشروع وإرسالها إلى الجهات الداعمة.
ويضيف مهندس المشروع مازن الشيخ، لـ"العربي الجديد"، أن "بلدة باتبو تعد نقطة التقاء العديد من المصارف، ويتشكل عندها نهر من الصرف الصحي محمل بالمياه الملوثة والروائح والحشرات، كما تعد أيضاً مساراً طبيعياً للصرف الصحي لا يمكن تغييره، لذا جرى العمل على مشروع خط الصرف الصحي لتخفيف معاناة الأهالي".
من جانبه، يقول المهجر من ريف حمص، وأحد سكان مخيم "المحسنون"، مجد حماد، لـ"العربي الجديد": "نعاني كل عام من انتشار الحشرات المسببة للشمانيا "حبة حلب" التي تشوه وجوه أطفالنا في المخيم، خاصة في فصل الصيف، بسبب المستنقعات ومجاري الصرف الصحي المكشوفة، عدا عن الروائح الكريهة التي تسبب العديد من أمراض الجهاز التنفسي والحساسية، وخوفنا الدائم على أطفال المخيم من أخطار هذا المجرى"، مضيفاً: "كنا نتقدم بشكاوى عديدة لإيجاد حل وإغلاق هذا المجرى، لكن دون جدوى، ولكن أخيراً جرى العمل على خط للصرف الصحي، ونأمل أن يشمل جميع المناطق المتضررة".
يذكر أن مناطق شمال غربي سورية تعاني من ضعف كبير في شبكات الصرف الصحي بسبب اهتراء الشبكات، وعدم وجود صيانة دورية لها، خاصة بعد تعرض المنطقة للزلزال الذي ضرب سورية وتركيا في فبراير/ شباط الماضي، بالإضافة للتوسع الكبير في التجمعات السكنية دون التوسع بشبكات الصرف الصحي.