ضحايا ومفقودون في فيضانات وسيول بوسط الجزائر

لقي ثمانية أشخاص على الأقل مصرعهم في فيضانات غمرت عدة ولايات في الجزائر، بعد هطول أمطار طوفانية خلال الـ24 ساعة الأخيرة، فيما يجرى البحث عن مفقودين جرفتهم السيول التي تسببت أيضاً في انهيار منازل، وجرف عدد من السيارات، وخسائر زراعية.
وأعلن الدفاع المدني الجزائري، الثلاثاء، وفاة أربعة أشخاص في منطقة بني سليمان بولاية المدية، فيما يتواصل البحث عن مفقودين جرفتهم السيول في مناطق مختلفة من الولاية، وتسببت الفيضانات في انهيار عدد من المباني القديمة، وتشققات في مبانٍ أخرى، كما جرفت السيول عشرات السيارات، وغطت الأوحال الطرق، ما تسبب في قطع عدد من الطرق الوطنية.

ووصل وزير الداخلية، كمال بلجود، ووزيرة التضامن، كوثر كريكو، إلى منطقة بني سليمان، لتقييم الخسائر، ووضع خطة للتكفل بالعائلات المتضررة، وقال الناشط المدني في الولاية، عبد الوهاب عميور، لـ"العربي الجديد"، إن "الأهالي عاشوا ليلة صعبة بعد أن فاجأتهم الأمطار الغزيرة، خاصة سكان الأحياء الشعبية، وملاك المنازل القديمة، ولو استمرت الأمطار لفترة أطول لحدثت كارثة أكبر. السكان قاموا بمساعدة أعوان الدفاع المدني، وهناك خسائر كبيرة تكبدها المزارعون الذين ضاعت محاصيلهم".

وفي ولاية المسيلة شرق العاصمة الجزائرية، تدخّلت وحدات الدفاع المدني لانتشال جثة طفلة جرفتها المياه، وسجّلت خسائر في بعض المباني التي غمرتها السيول، وذكرت بيانات الدفاع المدني أنها تدخّلت لإنقاذ عشرات الأشخاص الذين حاصرتهم الفيضانات، وانتشال جثث ثلاثة ضحايا جرفتهم المياه، كما سجل نفوق مواشٍ وأغنام.

وأعلنت المندوبية الوطنية للكوارِث الطبيعية في الجزائر، في شهر مارس/ آذار الماضي، إحصاء 860 نقطة مُهدّدة بخطر الفيضانات، خاصة في المدن التي تمرّ بها وِديان، وطالبت الحكومة بالإسراع في وضع استراتيجية وطنيّة تستهدِف الحد من مخاطر الفيضانات على مستوى الولايات، كما دعا خبراء إلى تحديث مخططات التعامل مع الكوارث الطبيعية، وخاصة الفيضانات التي أصبحت تشكل تهديداً حقيقياً في مختلف فصول السنة.

بيئة

التحديثات الحية

فيضانات تخلف خسائر فادحة بولاية جيجل شرقي الجزائر

وأكد الخبير في الهندسة العمرانية، حميد بولالوة، لـ"العربي الجديد"، ضرورة التركيز على الجانب الوقائي، والتأقلم مع التغيرات المناخية، لافتاً إلى أن "البناء العشوائي على ضفاف الوديان، ورمي النفايات في الأماكن غير المخصصة لها يتسببان في تغير مجرى الوديان وفيضانها"، واقترح مشاريع لحماية الولايات المهددة بالفيضانات، مع مراعاة خصوصية كل منطقة.