عائلة فلسطينية تتنافس في رمضان على الأناشيد والابتهالات
علاء الحلو
يتنافس الفلسطيني محمد الشريف مع شقيقاته الثلاث في الأناشيد الدينية، والابتهالات، والترانيم الروحانية، وإلقاء الشعر، في أجواء رمضانية.
تعيش عائلة الشريف في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ويتميز أفرادها بأصواتهم العذبة، وخلال شهر رمضان يقومون بجولات متواصلة من الأناشيد والخواطر والابتهالات الدينية، الجماعية والفردية، واعتادت الأسرة على تلك الأجواء في المُناسبات الدينية والعائلية.
يقول محمد الشريف (26 سنة)، إنه بدأ قراءة القرآن منذ صغره عبر الإذاعة المدرسية، ومن ثم تم تعيينه كإمام مسجد، وشارك في إمامة صلاة التراويح في عدد من المساجد، ما ساهم في صقل وانتشار موهبته، علاوة على رواج مقاطع فيديو له مع أسرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفعهم إلى مواصلة تقديمها، وتطويرها.
ويوضح الشريف لـ"العربي الجديد"، أنه حاصل على ثلاث جوائز دولية في القرآن الكريم والأناشيد الإسلامية، من بينها حصوله قبل أربع سنوات، على المركز الأول في مسابقة شارك فيها أكثر من ألف قارئ عربي، "لكن البيت يشهد حالة تنافس خلال أيام وليالي رمضان، فنقوم بسماع الأناشيد، ومحاولة تقليدها وفق المقام واللحن، ونتنافس في ذلك".
وإلى جانب الأناشيد والابتهالات، يقوم محمد برفقة أشقائه بالخروج كمسحراتية لإيقاظ الجيران لتناول وجبة السحور، في طقس رمضاني اعتادوا عليها منذ سنوات.
اختارت الشقيقة الصغرى، شيماء الشريف، الأناشيد والخواطر، وتقول إنها تستغل اجتماع أسرتها للإنشاد سويا، وترى أن الابتهالات الجماعية وسيلتها للتميز، إلى جانب كونها محاولة للتعبير عن الذات، موضحة لـ"العربي الجديد"، أنها "إلى جانب مشاركة الأسرة في الأناشيد والابتهالات، أحاول إلقاء الشعر، وحصلنا على تشجيع كبير للاستمرار".
تشعل شقيقتها الكبرى سارة، حالة التنافس بين أشقائها عند زيارة منزل العائلة، وتقول إنها تعيش لحظات مختلفة تملؤها الفرحة والسعادة والرضى حين المشاركة بالابتهالات الدينية مع أفراد أسرتها، وتوضح لـ"العربي الجديد"، أنها اكتشفت موهبتها في الغناء والإنشاد والابتهالات في مرحلة الثانوية العامة، وشاركت إلى جانب الإنشاد في كتابة الخواطر والرثاء، وإلقاء الشعر في الاحتفالات العامة.
ويسعى الأشقاء خلال الأناشيد والابتهالات إلى خلق حالة من التناغم والانسجام، للخروج بلوحات متكاملة، ومنها أناشيد "كل القلوب إلى الحبيب تميل"، و"قمر سيدنا النبي قمر"، و"بذكر محمد طابت مسامعنا".