وتستند هذه النتائج، التي نشرت، أمس الأربعاء، ضمن رسالة إلى دورية نيو أنجلاند الطبية، إلى مجموعة ضخمة من صور الأشعة المقطعية لأطفال يعتقد إصابة أمهاتهم بعدوى زيكا أثناء الحمل.
شارك في الدراسة باحثون من ولاية برنامبوكو (شمال شرق البرازيل)، منهم الدكتورة آنا فان دير ليندن، من المعهد الطبي التكاملي، والتي كانت من أوائل من عبّروا عن قلقهم من زيادة حالات صغر حجم الرأس في البرازيل المرتبطة بعدوى زيكا.
وصغر حجم الرأس حالة نادرة من تشوهات المواليد، توحي بوجود مشكلة في نمو المخ، فيما تتحرى البرازيل آلافا من هذه الحالات، وأكدت أكثر من 940 حالة مرتبطة بعدوى زيكا لدى الأمهات.
وأجرى العلماء المشاركون في هذه الدراسة عدة فحوص على الأمهات، في محاولة لاستبعاد حالات محتملة من صغر حجم الرأس، بما في ذلك حالات البلازميات السمية (توكسوبلازموزيس)، وفيروس تضخم الخلايا، وفيروس الإيدز والحصبة الألمانية وغيرها. وجاءت جميع النتائج سلبية.
كانت الأمهات تعانين من أعراض خلال الحمل، منها ارتفاع درجة الحرارة والطفح الجلدي تتسق وعدوى زيكا، فيما برهنت فحوص على السائل المحيط بالحبل الشوكي لسبعة من هؤلاء الأطفال على وجود أجسام مضادة لزيكا، ما يؤكد الإصابة بالفيروس.
وأجرى الباحثون فحوص الأشعة المقطعية عندما كان الأطفال في مرحلة الأجنة، بين ثلاثة أيام وخمسة أشهر، وأوضحت جميعها علامات على تكلس المخ، ما يؤكد حدوث التهاب في المخ، فيما عانى أطفال كثيرون من تشوهات أخرى، منها تورم المخ وعدم انتظام تعرجات الدماغ، وعدم اكتمال نمو تكوينات المخ في طبقة المايلين، وهي الطبقة الواقية للألياف العصبية.
يقول الباحثون إن هذه النتائج تتسق ودراسة نشرت الشهر الماضي لاختبار خلايا جذعية عصبية في المختبر تماثل تلك الموجودة في مخ الأجنة البشرية، وأظهرت قدرة فيروس زيكا على إصابة هذه الخلايا بسهولة، مما أثر سلبا على نموها.
وقال الباحثون إن الأدلة المستقاة من فحوص الأشعة المقطعية على المخ توحي بأن التشوهات حدثت بسبب تعطيل نمو المخ، وليس إتلاف خلايا المخ.
وتقول منظمة الصحة العالمية، إن ثمة توافقا علميا قويا على أن زيكا يتسبب في صغر حجم الرأس، على الرغم من أن الأدلة التأكيدية الحاسمة على ذلك قد تستغرق عدة أشهر أو سنوات.