قريباً، لن يبقى أي طفل سوري في عمر الدراسة خارج المدرسة في تركيا، هذا ما تسعى إليه البلاد، وقد بدأت في دمج التلاميذ السوريين مع الأتراك في المدارس التركية
استكملت وزارة التربية التركية خطة إلحاق التلاميذ السوريين في المدارس التركية أو مراكز التعليم المؤقت التي تدرّس المنهاج السوري، على أن يلتحقوا مطلع عام 2019 في المدارس التركية. واستناداً إلى بياناتها، حققت وزارة التربية التركية إنجازاً كبيراً هذا العام، بعدما تمكّنت من إلحاق التلاميذ السوريين الذين هم في المرحلة الابتدائية في المدارس، وقد بلغ عددهم 308 ألفاً و637.
وبحسب معلومات نشرتها وكالة "الأناضول"، فقد التحق 193 ألفاً و503 تلاميذ سوريين وعراقيين في المدارس التركية، وبدأوا يتلقون تعليمهم مع أقرانهم الأتراك. وتمكنت وزارة التربية التركية من إلحاق نحو 492 ألفاً و544 تلميذاً سورياً في المدارس، ما يشكّل 59 في المائة من إجمالي التلاميذ السوريين في عمر الدراسة، والبالغ عددهم 833 ألفاً.
وخلال العام الدراسي الحالي، تسعى وزارة التربية التركية لإلحاق 600 ألف تلميذ سوري في المدارس، منهم 250 ألف تلميذ في المدارس الرسمية، و350 ألفاً في مراكز التعليم المؤقت. تقول المدرّسة السورية منار عبود، والتي تعمل في مدرسة "اسكندر باشا" في إسطنبول: "تضمّ مدرستنا مركزاً للتعليم المؤقت للسوريّين يدرّس المنهاج السوري المعدّل والصادر عن الحكومة السورية المؤقتة، وذلك حتى الصف الرابع، ما يعني أنه مطلع عام 2019 ستلغى المراكز المؤقتة وينتقل جميع التلاميذ السوريين إلى المدارس التركية". وتوضح لـ "العربي الجديد" أنّ معظم ذوي التلاميذ السوريين يختارون لأولادهم مدارس "الأئمة والخطباء"، لأن فيها حصصاً باللغة العربية، إضافة إلى مادة التربية الإسلامية.
وتشيد المدرّسة السورية بما تقدمه الحكومة التركية للتلاميذ السوريين الذين يعاملون مثل التلاميذ الأتراك في المدارس التركية، إضافة إلى الخدمات والإغراءات التي تقدّم في مراكز التعليم المؤقت، بهدف عدم إبقاء أي طفل سوري بعمر الدراسة خارج المدرسة.
وخلال العام الماضي، بدأت تركيا إرسال مدرسين إلى بيوت السوريين، خصوصاً في المناطق الحدودية التي تشهد نسبة كبيرة من اللاجئين، بهدف إقناع الأهل بضرورة إرسال أولادهم إلى المدارس أو مراكز التعليم المؤقتة، التي تضم 291 ألف تلميذ سوري موزعين على 404 مراكز تعليمية مؤقتة في 20 ولاية تركية.
اقــرأ أيضاً
من جهتها، تقول المعلّمة إسراء عبد الجواد، العاملة في مدرسة "سليم صاين" في منطقة نزب التابعة لولاية غازي عنتاب الحدودية: "خلال العام الحالي، كثّفنا حملة إلحاق التلاميذ السوريين في المدارس التركية والمراكز المؤقتة. بدأنا زيارة منازل اللاجئين وإقناع الأهالي بضرورة إرسال أولادهم إلى المدرسة من خلال الترغيب، على أن يحصل التلميذ على راتب شهري هو 35 ليرة تركية تضاف إلى بطاقة الهلال الأحمر، إضافة إلى توعيتهم حول أهمية التعليم وإلزاميته، حتى أنه يمكن أن تأتي الشرطة وتجبر الأهل على إرسال أولادهم إلى المدارس. وفي حال تمنّعوا، سيخسرون بطاقة التمويل، وفيها نحو 110 ليرات تركية لكل فرد".
تتابع عبد الجواد: "بدأنا الشهر الماضي مطابقة البيانات العائلية التي أرسلها لنا القائمقام، لمعرفة العائلات التي لم ترسل أولادها إلى المدارس، ونتصل بهم ونطلب حضور أولياء الأمور إلى المدرسة ونعمل على إقناعهم". وترى أن خطوات إلحاق الأطفال السوريين في المدارس والمراكز المؤقتة ناجحة، ولن يبقى خلال العامين المقبلين أحد في عمر الدراسة خارج المدارس.
وحول مصير الأطفال السوريّين الذين تجاوزوا المرحلة الابتدائية، تقول: "الخطة التركية تشمل إلحاق من هم فوق الخامسة ودون الثامنة عشرة في المدارس. أولئك الذين هم في عمر المرحلة الابتدائية، يُلحقون في المراكز التعليمية المؤقتة أو المدارس التركية، بحسب رغبة الأهل. أما الذين تجاوزوا المرحلة الابتدائية، فيُلحقون في مدارس مهنية".
ويقدّر عدد التلاميذ السوريين في تركيا بنحو نصف مليون مسجلين، إضافة إلى كثيرين متسربين، سواء ممن يقيمون في المخيمات أو الذين لم تسمح لهم ظروفهم بدخول المدارس. في هذا السياق، يقول نائب مستشار وزارة التربية والتعليم التركية، أرجان دميرجي، إنّ عدد اللاجئين السوريين الذين يتلقون التعليم في تركيا بلغ 500 ألف طفل، مشيراً إلى أن عدد السوريين المقيمين في تركيا تجاوز 3 ملايين، بينهم 850 ألف طفل في سن التعليم أو أقل، لافتاً إلى أن 205 آلاف طفل سوري يدرسون في مدارس حكومية تابعة للوزارة مع التلاميذ الأتراك، فيما يتابع 300 ألف آخرين تعليمهم في مراكز التعليم السورية المؤقتة.
ولا يقتصر استيعاب تركيا للسوريين على المدارس الابتدائية والإعدادية، إذ يبلغ عدد الطلاب السوريين في الجامعات التركية، بحسب تصريح مدير مركز أبحاث السياسة والهجرة في جامعة حاجه تبه التركية، مراد أردوغان، 14 ألفاً و747 طالباً، من أصل 108 آلاف و76 تلميذاً أجنبياً، وقد احتلّوا المرتبة الثانية بعد التلاميذ الآذريين. يضيف أنّ 20 في المائة من الطلاب السوريين يتابعون تحصيلهم الجامعي اعتماداً على المنح الدراسية التي يأخذونها من تركيا.
استكملت وزارة التربية التركية خطة إلحاق التلاميذ السوريين في المدارس التركية أو مراكز التعليم المؤقت التي تدرّس المنهاج السوري، على أن يلتحقوا مطلع عام 2019 في المدارس التركية. واستناداً إلى بياناتها، حققت وزارة التربية التركية إنجازاً كبيراً هذا العام، بعدما تمكّنت من إلحاق التلاميذ السوريين الذين هم في المرحلة الابتدائية في المدارس، وقد بلغ عددهم 308 ألفاً و637.
وبحسب معلومات نشرتها وكالة "الأناضول"، فقد التحق 193 ألفاً و503 تلاميذ سوريين وعراقيين في المدارس التركية، وبدأوا يتلقون تعليمهم مع أقرانهم الأتراك. وتمكنت وزارة التربية التركية من إلحاق نحو 492 ألفاً و544 تلميذاً سورياً في المدارس، ما يشكّل 59 في المائة من إجمالي التلاميذ السوريين في عمر الدراسة، والبالغ عددهم 833 ألفاً.
وخلال العام الدراسي الحالي، تسعى وزارة التربية التركية لإلحاق 600 ألف تلميذ سوري في المدارس، منهم 250 ألف تلميذ في المدارس الرسمية، و350 ألفاً في مراكز التعليم المؤقت. تقول المدرّسة السورية منار عبود، والتي تعمل في مدرسة "اسكندر باشا" في إسطنبول: "تضمّ مدرستنا مركزاً للتعليم المؤقت للسوريّين يدرّس المنهاج السوري المعدّل والصادر عن الحكومة السورية المؤقتة، وذلك حتى الصف الرابع، ما يعني أنه مطلع عام 2019 ستلغى المراكز المؤقتة وينتقل جميع التلاميذ السوريين إلى المدارس التركية". وتوضح لـ "العربي الجديد" أنّ معظم ذوي التلاميذ السوريين يختارون لأولادهم مدارس "الأئمة والخطباء"، لأن فيها حصصاً باللغة العربية، إضافة إلى مادة التربية الإسلامية.
وتشيد المدرّسة السورية بما تقدمه الحكومة التركية للتلاميذ السوريين الذين يعاملون مثل التلاميذ الأتراك في المدارس التركية، إضافة إلى الخدمات والإغراءات التي تقدّم في مراكز التعليم المؤقت، بهدف عدم إبقاء أي طفل سوري بعمر الدراسة خارج المدرسة.
وخلال العام الماضي، بدأت تركيا إرسال مدرسين إلى بيوت السوريين، خصوصاً في المناطق الحدودية التي تشهد نسبة كبيرة من اللاجئين، بهدف إقناع الأهل بضرورة إرسال أولادهم إلى المدارس أو مراكز التعليم المؤقتة، التي تضم 291 ألف تلميذ سوري موزعين على 404 مراكز تعليمية مؤقتة في 20 ولاية تركية.
تتابع عبد الجواد: "بدأنا الشهر الماضي مطابقة البيانات العائلية التي أرسلها لنا القائمقام، لمعرفة العائلات التي لم ترسل أولادها إلى المدارس، ونتصل بهم ونطلب حضور أولياء الأمور إلى المدرسة ونعمل على إقناعهم". وترى أن خطوات إلحاق الأطفال السوريين في المدارس والمراكز المؤقتة ناجحة، ولن يبقى خلال العامين المقبلين أحد في عمر الدراسة خارج المدارس.
وحول مصير الأطفال السوريّين الذين تجاوزوا المرحلة الابتدائية، تقول: "الخطة التركية تشمل إلحاق من هم فوق الخامسة ودون الثامنة عشرة في المدارس. أولئك الذين هم في عمر المرحلة الابتدائية، يُلحقون في المراكز التعليمية المؤقتة أو المدارس التركية، بحسب رغبة الأهل. أما الذين تجاوزوا المرحلة الابتدائية، فيُلحقون في مدارس مهنية".
ويقدّر عدد التلاميذ السوريين في تركيا بنحو نصف مليون مسجلين، إضافة إلى كثيرين متسربين، سواء ممن يقيمون في المخيمات أو الذين لم تسمح لهم ظروفهم بدخول المدارس. في هذا السياق، يقول نائب مستشار وزارة التربية والتعليم التركية، أرجان دميرجي، إنّ عدد اللاجئين السوريين الذين يتلقون التعليم في تركيا بلغ 500 ألف طفل، مشيراً إلى أن عدد السوريين المقيمين في تركيا تجاوز 3 ملايين، بينهم 850 ألف طفل في سن التعليم أو أقل، لافتاً إلى أن 205 آلاف طفل سوري يدرسون في مدارس حكومية تابعة للوزارة مع التلاميذ الأتراك، فيما يتابع 300 ألف آخرين تعليمهم في مراكز التعليم السورية المؤقتة.
ولا يقتصر استيعاب تركيا للسوريين على المدارس الابتدائية والإعدادية، إذ يبلغ عدد الطلاب السوريين في الجامعات التركية، بحسب تصريح مدير مركز أبحاث السياسة والهجرة في جامعة حاجه تبه التركية، مراد أردوغان، 14 ألفاً و747 طالباً، من أصل 108 آلاف و76 تلميذاً أجنبياً، وقد احتلّوا المرتبة الثانية بعد التلاميذ الآذريين. يضيف أنّ 20 في المائة من الطلاب السوريين يتابعون تحصيلهم الجامعي اعتماداً على المنح الدراسية التي يأخذونها من تركيا.