أوضاع إنسانية صعبة يعيشها النازحون في بلدة الغدفة في الريف الجنوبي لإدلب وكذلك أهلها، بظل غياب تغطية المنظمات الإنسانية لاحتياجاتهم الأساسية في الطبابة والخدمات، كما يقول عدد من سكان هذه البلدة.
والغدفة التي يبلغ عدد القاطنين فيها 22 ألف نسمة حالياً مع وجود النازحين، لم يكن يتجاوز عدد سكانها 7000 آلاف نسمة قبل سنوات، بحسب رئيس المجلس المحلي فيها قصي الحسين.
وأكد لـ "العربي الجديد" أن بلدة الغدفة تقطنها 1200 عائلة نازحة من مختلف المناطق السورية، و500 من هذه العوائل تعيش في بيوت ضمن البلدة، أما البقية فيعانون من أوضاع مزرية كونهم يعيشون بمخيمات عشوائية في محيطها. وأشار إلى أن هذه المخيمات غير مؤهلة للسكن في فصل الشتاء وغير مجهزة لمواجهة الأمطار والسيول، لافتاً إلى أن طرقاً طينية تربط البلدة بالمخيمات، وهي غالبا تكون مقطوعة في الشتاء بسبب الأمطار.
وناشد الحسين باسم المجلس المحلي في البلدة المنظمات الإنسانية للاطلاع على أوضاع النازحين، وتقديم خيم جديدة ومساعدات إنسانية لهم.
وأضاف الحسين: "إن النازحين يصلهم أحيانا بعض السلل الإغاثية لكنها غير كافية، وهم حاليا بأمس الحاجة لتأهيل الخيم وتأهيل أرضيتها بالإسمنت بدل التراب، إضافة لتأمين عوازل تقيهم من مياه الأمطار".
أم غانم هي إحدى المقيمات في البلدة قالت لـ "العربي الجديد": "وصلنا إلى هنا بعد نزوحنا من بلدات شرق السكة التي سيطر عليها النظام، لم يكن لدينا خيم حينها أو أي شيء، بنينا هذه الخيم باستخدام الأغطية والدعامات الخشبية، وأقمنا فيها على أمل العودة، متوقعين أن يكون نزوحنا لفترة مؤقته، لكن قُدر لنا البقاء هنا، والآن جل خوفنا من فصل الشتاء يتمثل بالأمطار، التي قد تتسبب بهدم الخيم أو جرفها بالسيول، ولا يوجد شيء يحمي هذه الخيم من ماء المطر وهي في الأصل مصنوعة من القماش".
وتابعت أم غانم: "أفضل ما يمكن أن نحصل عليه الآن خيمة مجهزة تحمينا من المطر، وهذا أهم ما نطلبه من المنظمات الإنسانية، ولا نريد شيئا آخر سوى النجاة من الأمطار والثلوج، مع وسيلة تدفئة سواء كانت مدفأة تعمل على الحطب أو بالوقود".
أما ابن بلدة الغدفة ياسر محمود (38 عاما) فأوضح لـ"العربي الجديد" أن "وضع أهل القرية ليس أفضل من أوضاع النازحين فيها، فهم كذلك يشكون من التهميش ومن تقصير المنظمات معهم، وبلدة الغدفة منسية من الجميع ولا تصلها المساعدات الإنسانية إلا في المناسبات، وبعد مناشدات طويلة من المجلس المحلي والنازحين".
وقال الثلاثيني: "لم يعد اهتمام المنظمات كالسابق بالنازحين هنا، هم مهمشون وكذلك نحن، لكن نحن الأهالي لدينا منازل تحمينا من المطر والبرد لكن هم ليس لديهم سوى هذه الخيم، وقد تجرفها أي عاصفة مطرية تصيب المنطقة".
وبيّن علي كرمو، أحد سكان الخيم في الغدفة لـ"العربي الجديد" أن "المساعدات والخيم يجب أن تقدم بأسرع وقت للأهالي هنا، فالشتاء على الأبواب وبدأ المطر بالهطول على المنطقة، والأغطية البلاستيكية التي يحوكها الأهالي لحماية الخيم لا تنفع".