يبحث كثير من السوريين عن وسائل للهرب من حملات التجنيد العسكري الإجباري التي تشنها قوات النظام في مناطق سيطرتها، ومليشيا "قوات سورية الديمقراطية" في مناطق دير الزور والحسكة والرقة وريف حلب، وخاصة أولئك الذين فروا من مناطقهم هربا من التجنيد الإجباري.
ويخشى أبو يحيى الديري، الذي نزح قبل ست سنوات إلى دمشق، على مستقبل ابنه الأكبر، إذ ينتهي تأجيله الدراسي بعد عدة أشهر، ما يجعله مطلوباً للخدمة العسكرية الإلزامية، وهو ما دفعه إلى حسم قراره بالعودة إلى بلدته في ريف دير الزور.
وأضاف الديري لـ"العربي الجديد": "كنت أعتقد أن المعارك انتهت عقب سيطرة قسد على الباغوز وطرد داعش، لكن بعد الأخبار التي تصل من الرقة وريف حلب وغيرها، أخشى أن يعتقلوا ابني ليخدم في صفوف قواتهم. هناك شخص وعدنا بأن يوصله إلى قريتنا مقابل مبلغ مالي بعدما قيل لي إن قسد لا تعترف بالتأجيل الدراسي الممنوح من النظام".
وقال مصطفى العبد، وهو من ريف حمص، لـ"العربي الجديد": "نزحت في 2014 مع عائلتي إلى مخيم الركبان، وأصبح واضحا أن الحصار سيزيد على المخيم لإجبارنا على الانتقال إلى مناطق النظام في سيناريو شبيه بكل مناطق المعارضة التي تعرضت للحصار، وبالتالي سيكون مصيري مقاتلا ضمن صفوف قوات النظام".
وأضاف: "قبل أشهر استطعت جمع تكاليف نقلي من المخيم إلى مناطق شرقي الفرات الخاضعة لسيطرة قسد، هربا من التجنيد، وحاليا أشعر بقلق دائم من أن توقفني أي دورية لقسد، أو أن تتم مداهمة المنزل، وبدأت أفكر جديا في الخروج من المنطقة باتجاه العراق أو تركيا، إلا أن ذلك أيضا مكلف، إضافة إلى مخاطر قد تودي بحياتي".
وقال النازح فهد، من أبناء الرقة، لـ"العربي الجديد": "كل فترة تصدر تعميمات لمن أكمل الثامنة عشرة من عمره بمراجعة مراكز الحماية الذاتية، ليتم إلحاقهم بالخدمة العسكرية لمدة عام، إلا أنهم غالبا ما يقومون بتمديد الخدمة للشبان، في شكل مشابه لقرارات النظام الذي أصبح لديه مقاتلون يخدمون للعام الثامن على التوالي رغم أن الخدمة العسكرية في القانون سنة وتسعة أشهر".
وأضاف: "كثير من شبان القرية لم يلتحقوا بالخدمة العسكرية في صفوف قسد، وغالبا ننبه بعضنا البعض عندما تتوجه أي دورية إلى القرية، فيفر المطلوبون للخدمة إلى الأراضي القريبة إلى أن تغادر الدورية".
وتفرض قسد على الشبان السوريين في مناطق سيطرتها الخدمة العسكرية بحجة الحرب على تنظيم "داعش" رغم تكرار إعلانها طرده من مناطقها، في ظل توقعات بأن يكون هدف التجنيد التصدي لأي عمليات عسكرية قد تشنها تركيا التي تطالب بمنطقة آمنة على الحدود السورية.