صيام الأطفال المسلمين يثير جدلاً واسعاً في ألمانيا
أثارت تصريحات وزيرة العدل في ولاية هيسن الألمانية، إيفا كونه هيرمان، في حديث مع صحيفة "بيلد"، بشأن صيام الأطفال المسلمين في شهر رمضان، جدلاً واسعاً في البلاد، بعد أن طالبت بمعاقبة الأهل الذين يجبرون أطفالهم على الصوم.
واعتبرت الوزيرة الألمانية أن للصيام تأثيرا ضارا على صحة الأطفال. وشددت على أن حماية مصالح الأطفال الفضلى يضمنها القانون الجنائي، ويمكن أن تصل عقوبة من ينتهكه إلى السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
وأيد هيرمان نظيرها في ولاية راينلاند بفالز، هربرت ميرتن، بالإعلان أنه يمكن مقاضاة من يجبر الأطفال على الصيام لأن ذلك يشكل خطراً على الصحة، وذلك بحسب الحالة أو الإيذاء البدني أو الإكراه أو انتهاك واجب العناية والتعليم.
بدورها، اعتبرت وزيرة الأسرة الاتحادية، فرانسيسكا غيفري، الأسبوع الماضي، في حديث مع صحيفة "دي فيلت" أن صيام الأطفال يؤدي إلى تشتيت تركيزهم في المدرسة ويحول دون تطورهم الصحي، مؤكدة أن أطفالاً ينهارون سنوياً خلال هذا الشهر نتيجة الصيام وعدم حصولهم على الغذاء الكافي.
ودعت غيفري أولياء الأمور والمدرسين والمساجد والجمعيات الممثلة للجاليات المسلمة في ألمانيا للعمل سوياً على الحد من هذه الحالات، والتأكيد على أن الصوم ليس مطلوباً من الأطفال، مؤكدة أن الرفاهية والصحة والتعليم يجب أن تمضي قدما في البلاد.
ومع تأييدها هذه الدعوات، أكدت عضو جمعية "حماية الأطفال" الألمانية، أكين ديليغوز، أن الهدف منها هو حماية الأطفال الذين يرغبون في الصيام، وممارسة هذا الطقس في سن مناسبة من دون التسبب بإيذائهم ونموهم الصحي. وعبرت عن وجهة نظرها في هذا الإطار بالقول: "أنا أعتمد بدرجة أقل على العقوبات، وأعول أكثر وأساساً على الحوار".
وخلال الأيام الماضية عقدت حلقة نقاش حول هذا الموضوع في برلين نقلتها وسائل الإعلام المحلية، للحديث عن مدى خطورة صيام الأطفال وتأثير الإرهاق على أدائهم المدرسي. وعن المعاناة من سوء التغذية التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية وضعف في التركيز نتيجة الجفاف مع نقص السوائل.
واعتبر عدد من المعلمين أن الهدف من كل ذلك عدم الضغط على الأطفال، وربما السماح لهم بالصيام لاوقات معينة خلال النهار أو في عطلة نهاية الأسبوع فقط من أجل التعود على ذلك. وأبدى بعض المشاركين خشيتهم من اتهامهم بالتمييز ضد أطفال الأقليات من المسلمين، أو تصنيفهم على أنهم مؤيدون لليمين الشعبوي، وفق ما ذكرت صحيفة "تاغس شبيغل".
وتجدر الإشارة إلى أن جمعية حماية الأطفال، ورابطة أطباء الأطفال حذرتا من العواقب المحتملة للصيام على الأطفال والمراهقين دون إغفال الإشارة إلى وجوب دعم العائلات الراغبة في ممارسة شعائرها الدينية، وإنما مع الأخذ بعين الاعتبار المخاطر على صحة أطفالهم. وبناءً على ذلك وضعت الجهتان مبادئ توجيهية لهذه الغاية، وتوصيات للمعلمين وغيرهم من المهنيين.
وأمام هذا الجدل عبّر الباحث في علم النفس أحمد منصور، عن موقف لافت عبر شبكة "إن دي آر"، مؤكداً أن الأطفال دون سن 14 عاماً غير مطلوب منهم الصيام، مبدياً استغرابه من لجوء بعض الطلاب إلى التلكؤ أو التهرب من واجباتهم المدرسية بحجة الصيام. ودعا الجمعيات إلى الحوار مع الأهل بوضوح والتشديد على أولوية المدرسة والتعليم في ألمانيا، وبأن الصيام الذي يعرض صحة الأطفال للخطر لا مبرر له.
المساهمون
المزيد في مجتمع