سيطرت حالة من القلق والخوف على المواطنين في مصر، نتيجة ارتفاع درجة الحرارة الشديدة التي تشهدها البلاد، اليوم الخميس وغداً، أدت إلى خلو الشوارع من المواطنين بالمحافظات، خاصة محافظات الصعيد، وفضّل مواطنون التزام منازلهم هرباً من حرارة الجو، بالتزامن مع تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية، التي أعلنت أن درجة الحرارة تتجاوز اليوم الـ47 درجة مئوية، وجهات أخرى أكدت أنها سوف تصل إلى 50 درجة.
ونصحت الأهالي بعدم الخروج والتنقل خلال هذه الأيام إلا في حالات الضرورة، وعدم التعرض لأشعة الشمس أثناء فترة الظهيرة، خاصة المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال، واصفة تلك الموجة بأنها "الأشد في درجة الحرارة" على البلاد، وأنها تأتي بالتزامن مع شهر رمضان، وهو ما يمثل عبئاً كبيراً على الصائمين خلال النهار، وأشارت المصادر إلى أن صيف هذا العام يشير إلى ارتفاعات كبيرة في درجة الحرارة.
وتسبب ارتفاع درجة الحرارة في حالة من القلق أيضاً داخل الحكومة المصرية، من بينها وزارة الكهرباء التي ناشدت الأهالي تخفيف الضغط بإطفاء الأنوار والتقليل من استعمال بعض الأجهزة الكهربائية خلال فترة النهار، مثل "الغسالات" مع تخفيف استعمال المكيفات خلال النهار، خاصة أن الحرارة المرتفعة تؤثر سلباً على كفاءة تشغيل محطات إنتاج الكهرباء.
كما تسببت تحذيرات هيئة الأرصاد، اليوم الخميس، في ارتفاع نسبة غياب الموظفين عن أعمالهم في عدد من المصالح الحكومية، وصلت إلى نسبة 50 في المائة في بعض المصالح خوفا من حدوث أي مكروه لهم بسبب الصوم، خاصة كبار السن، في الوقت الذي نفت فيه الحكومة المصرية ممثلة في وزارة القوى العاملة منْح العاملين بالدولة إجازة اليوم، الخميس، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
ورغم ذلك قررت بعض المحافظات، مثل محافظة الوادي الجديد، نتيجة الحرارة المرتفعة بها اعتبار اليوم إجازة رسمية بكافة المصالح الحكومية، كما قررت بعض محافظات الصعيد، مثل المنيا – أسيوط – سوهاج – قنا - الأقصر – أسوان، منْح العمال بدواوين المحافظات والإدارات التابعة لها نصف يوم عمل فقط، ومنح إجازات "اعتيادية أو عارضة" لغيرهم وعدم حضور أصحاب الأمراض وكبار السن، وفسّر بعض محافظي الصعيد أن ذلك يأتي في إطار ترشيد استهلاك الكهرباء بعدد من المصالح الحكومية، خاصة الهيئات الخدمية لتخفيف الضغط على شبكة الكهرباء حتى نهاية اليوم.
وشهدت المحافظات المصرية بسبب درجة الحرارة المرتفعة اليوم، ضعف عمليات البيع والشراء بالمحلات التجارية، كما خفّت حدة الاختناقات المرورية، خاصة في العاصمة القاهرة، وأعلنت العشرات من شركات قطاع التشييد والبناء توقف العمل بها، خاصة قطاع العمال الحرفيين، وتأثر قطاع المخابز بالمحافظات لتغيُّب عدد من العاملين عن العمل، كما سيطرت مخاوف على المزارعين وأصحاب مزارع الدواجن من تلف المحاصيل الزراعية ونفوق كميات كبيرة من الدواجن، ورفض عدد من سائقي السيارات بالمواقف الإقليمية الخروج خشية انفجار محركات السيارات، وقررت هيئة أتوبيس القاهرة الكبرى تخفيض أسطولها إلى أقل من 30 في المائة نتيجة قلة الركاب والخوف من تعطل الأتوبيسات بالشوارع، وأقبل البعض على شراء ألواح الثلج، خاصة بائعي السمك خوفاً من فساد بضاعتهم.
ولأول مرة، قررت وزارة التعليم في مصر تأجيل امتحانات شهادات الدبلومات الفنية، المقررة اليوم الخميس، إلى السبت بعد القادم، كما تقرر تأجيل امتحانات الصف الأول الثانوي لنهاية العام في مادة اللغة الأجنبية الأولى إلى يوم السبت الموافق الأول من يونيو/حزيران المقبل، إضافة إلى تأجيل امتحانات نهاية العام بالجامعات الحكومية والخاصة وجامعة الأزهر، المقررة اليوم، بسبب ارتفاع درجة الحرارة.
وفي سياق متصل، أعلنت المستشفيات الحكومية في المحافظات وهيئة الإسعاف رفع حالة الطوارئ لاستقبال حالات الإجهاد الحراري، ورفع أداء الفرق الطبية من الأطباء والتمريض بأقسام الطوارئ والاستقبال في جميع المستشفيات، إلا أن بعض المستشفيات ووكلاء الوزارات بالمحافظات أبلغوا وزارة الصحة باختفاء الكثير من الأدوية داخل المستشفيات الحكومية الخاصة بضربات الشمس والأزمات الصحية الأخرى التي تسببها، كما رفعت الحماية المدنية بكافة وحداتها بالمحافظات إلى حالة تأهب قصوى لمواجهة أي حرائق، وفي القاهرة أعلنت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق خفض سرعة القطارات، فضلاً عن تجهيز فرق صيانة في كافة محطات مترو الأنفاق، والتأكد من جاهزية مراكز الإسعاف في كل المحطات، وتخفيض سرعة القطارات لأقل درجة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.