أعلن المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان، اليوم الثلاثاء، نتائج المسوحات البحرية السنوية للشاطئ اللبناني، مشيراً إلى تصنيف أربع مناطق بين "حذرة وحرجة" لاقترابها من مصادر التلوث البكتيري، وثماني مواقع ملوثة بمصبات المياه الآسنة وعصارة النفايات. كما حذر من صيد الأسماك قرب مصبات المجارير ومن استهلاكها وبيعها.
وذكر الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزة، في مؤتمر صحافي عقد صباح اليوم الثلاثاء، في مقر المجلس في بيروت، وبحضور وزراء البيئة فادي جريصاتي، والزراعة حسن اللقيس، والسياحة أواديس كيدانيان، أن المسوحات والرقابة التي يجريها المجلس على مدار السنة على طول الشاطئ اللبناني، من العبدة شمالا وحتى الناقورة جنوبا، تشمل تحديد مصادر التلوث الرئيسية، وأثر هذا التلوث على الحياة البحرية وعلى التنوع الحيوي والثروة السمكية في لبنان.
وأوضح حمزة أن الوضع لم يشهد تحسنا يذكر، نظرا لغياب المبادرات البيئية السليمة واستمرار استباحة الشاطئ لردم النفايات أو للتخلص غير المشروع من المياه الآسنة والرواسب الصناعية.
وبيّن أن 14 موقعا في شواطئ الشمال وجبل لبنان والشوف والجنوب، هي مناطق نظيفة تصلح للسباحة والنشاطات الترفيهية ولا تشكل خطرا صحيا أو غذائيا على المواطنين. في حين صنف المسح أربع مناطق من "حذرة إلى حرجة"، نظرا لقربها من مصادر تلوث بكتيري يجعلها غير مأمونة. كما سجلت النتائج وجود ثماني مواقع في الشمال ومحيط بيروت الشمالي والجنوبي ملوثة بمصبات المياه الآسنة وتتأثر بالعصارة وبالرواسب التي تتسرب من مكبات النفايات الصلبة، بالإضافة إلى موقع آخر في سلعاتا (الشمال)، سجلت فيه نسب عالية من المعادن الثقيلة نظرا لقربه من المنطقة الصناعية.
ولفت إلى أن الثروة السمكية في لبنان ما زالت بخير، وبمنأى نسبي عن مصادر التلوث، في حال تم اصطيادها من مناطق بعيدة عن الشاطئ. أما الأسماك التي يصطادها هواة الصنارة، في أغلب المدن على مصبات المجارير، فلا قيمة غذائية لها ولا يجوز استهلاكها أو تسويقها.
واعتبر حمزة أن بحر لبنان لديه القدرة على استعادة نقائه وسلامته من الشمال إلى الجنوب، إذا التزمت الإدارة اللبنانية والبلديات بتنفيذ المشاريع الموضوعة لوقف تسرب المياه الآسنة والصناعية إليه، وضمان تطبيق المواصفات الفنية العالمية في مطامر النفايات الصلبة.
شواطئ "حذرة إلى حرجة"
وأوضح مدير مركز علوم البحار ميلاد فخري، أن نتائج المسوحات البحرية للشاطئ اللبناني أظهرت "أن من بين المناطق الملوثة أو عالية التلوث هي شاطئ الرملة البيضاء، والمنارة، وبرج حمود، والضبيه، وسلعاتا، والشاطئ العام في طرابلس. وأن 14 موقعا في الشمال وجبل لبنان والشوف والجنوب هي مناطق نظيفة وتصلح للسباحة ولا تشكل خطرا على صحة المواطنين، من بينها: صور، والناقورة، والبترون، وجبيل، والفدار، وطبرجا، والعقيبه، وأنفه، والمعاملتين".
ولفت إلى أن المناطق التي صنفت "حذرة إلى حرجة" نظرا لقربها من مصادر تلوث بكتيري هي الرميلة، وصيدا، والصرفند، والهري.