المقدسيون حزانى... لا صلاة بالأقصى للجمعة الثانية في رمضان بسبب كورونا
محمد محسن
بدا حزن المقدسيين واضحاً، لعدم تمكّنهم من دخول الأقصى والصلاة فيه، للجمعة الثانية على التوالي في رمضان، بعدما أصدرت الأوقاف الإسلامية في القدس، منذ نحو شهر، قراراً بتعليق حضور المصلّين إلى المسجد.
يعرب المواطن المقدسي يعقوب فراح، من حيّ باب حطة المتاخم للأقصى، عن حزنه لعدم تمكّنه من دخول المسجد الأقصى، مشيراً إلى أنّه شارك مع نحو عشرين شخصاً من أفراد عائلته الصلاة في باب الأسباط، مصرّاً على الصلاة بالقرب من الأقصى.
وقال فراح، لـ"العربي الجديد"، إنّ "جنود الاحتلال الإسرائيلي حاولوا منعنا من الصلاة قرب ساحة الغزالي، لكنني أصررت ومن معي على الصلاة هناك".
أمّا المنشد الديني المقدسي محمد سدر (أبو عمار)، والذي حاول جنود الاحتلال منعه من دخول ساحة الغزالي، فقال لـ"العربي الجديد": "إنّني محروم من الصلاة في الأقصى، رغم أنّني كنت من أبرز مؤذّني المسجد. وبعد مشادة مع جنود الاحتلال اجتزت حاجزهم وتمكّنت من أداء الصلاة".
وعبّرت والدة الأسير عمار الرجبي، وهي من سكّان البلدة القديمة، عن حزنها وتأثّرها لعدم تمكّنها من الصلاة في الأقصى، واضطرارها للصلاة عند أبوابه، في حين حُرمت أيضاً منذ ثلاثة أشهر من زيارة نجلها المعتقل في سجن النقب.
وانتظمت مجموعات من المصلّين على مسافات متباعدة في ساحة الغزالي وبابي الأسباط والغوانمة لصلاة الجمعة، في وقت انتشرت فيه أعداد من جنود وعناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، والذين حاولوا إعاقة عمل الصحافيين، كما احتجزوا عدداً من الشبان بالقرب من باب حطة، كانوا قد أدّوا الصلاة هناك، وأخضعوهم لتفتيش دقيق.
وكان الشيخ محمد علي خطيب المسجد الأقصى، والذي أمّ موظّفيه وحرّاسه وسدنته، قد حثّ المواطنين على الالتزام بتدابير الوقاية والسلامة من كورونا، والإكثار من الطاعات خلال شهر رمضان. واعتبر "فيروس كورونا واحداً من الابتلاءات العظيمة"، وتضرّع إلى الله أن "يزيل الغمّة عن الأمة، ويمكّن الشعب الفلسطيني من أداء الصلاة في الأقصى، التي حُرموا منها هذا العام بفعل الوباء".
وبدت شوارع المدينة المقدّسة خالية تماماً من المواطنين، على عكس السنوات الماضية، في مثل هذا الوقت، إذ كانت تعجّ بعشرات الآلاف من الوافدين إليها في رمضان.
وكان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدّسات الإسلامية في القدس قد أكّد، الخميس، قراراته السابقة، التي صدرت بتاريخ 23 مارس/ آذار، و16 إبريل/ نيسان، القاضية بتعليق وصول المصلّين إلى المسجد الأقصى؛ الحرم القدسي الشريف.
وقالت الأوقاف، في بيان لها، "إنّ الاستمرار بهذا التعليق هو بسبب عدم زوال الأسباب الخطيرة والتي أدّت إلى اتخاذ تلك القرارات المؤلمة علينا جميعاً، والتي ما زالت قائمة وتهدّد حياة الناس وتؤدي إلى زيادة انتشار وباء كورونا".
وأكّد مجلس الأوقاف أن "الأذان يرفع في المسجد الأقصى المبارك، وتقام الصلوات الخمس فيه، بما فيها خطبة وصلاة الجمعة وصلاة التراويح، للموجودين من موظّفي دائرة الأوقاف الإسلامية. وأنّ مجلس الأوقاف يراقب الوضع عن كثب، وفي حال تغيّر الوضع، سيدخل المسلمون إلى مسجدهم، ويؤدّون الصلوات التي فرضها الله عليهم فيه".
وعبّر مجلس الأوقاف عن أمله "بأن يرفع الله هذا الوباء والبلاء عن الأمة الإسلامية والعالم أجمع، ليفرح المؤمنون بفتح المساجد للصلاة وعودة الأمور إلى طبيعتها، وهذا ما نتمناه وبأسرع وقت ممكن".