الحجر المنزلي دفع الكثير من اللبنانيين للتوجّه إلى قراهم وعزل أنفسهم في حقولهم. وراحوا يكتشفون "السليقا"، أي النباتات العشبية ذات الفوائد الصحية. أما كبار السن، فيعمدون إلى توعية الفئات الأصغر سناً حولها
"خير الأرض من خير السماء"، هكذا يقول أبناء قرى جنوب لبنان، لا سيما قضاءي حاصبيا ومرجعيون. وبما أنّ فصل الشتاء حمل معه الكثير من الأمطار والثلوج، فإن الأرض فاضت بخيرها على الناس وتحديداً في هذه الأيام الربيعية التي تزيّنت بالورود والنباتات العشبية والتي تسمى "السليقا"، الخالية من المواد الكيميائية والطبيعية مائة في المائة، وكانت مصدر غذاء أساسي لهم عبر أجيال مضت. قلّة يعرفون تلك الأنواع من الأعشاب ويميزونها من بعضها وفوائدها الغذائية والصحية، ومنها: قرص العنّة والهندباء والتي تعرف أيضاً باسم "العلت"، والمشّا والزويتا والخبّيزة والهليون وشارب النمر والمعاذين والشّومر والسبانخ والعكّوب والزعتر البري وغيرها، وكل نوع منها له طريقة مختلفة للأكل، فضلاً عن الورود وزهور بعض الأشجار التي تقطف ليصنع منها شراب ساخن.
اقــرأ أيضاً
وتفصّل الحاجة زينب عطوي (75 عاماً) أنواع السليقا وأهميتها، في وقت تقوم بقطاف زهر الزعرور الذي تصنع منه الزهورات إلى جانب قطافها نبتة المشّا، مستفيدة من الزهر الذي تنبته، مشيرة إلى أن "الأرض كلها خير وفيها بركة".
وفي مكان آخر، يبحث الحاج أحمد السويد (78 عاماً) عن الهليون وشارب النمر والمعاذين، مشيراً إلى أن "هذه المأكولات كلها مفيدة للجسم وخالية من أية مواد كيميائية وكل شيء من الطبيعة هو صحي ومفيد"، ولافتاً إلى أن "الأدوية بمجملها مصنوعة من الأعشاب الطبيعية".
وفي ما يتعلق بأهمية "السليقا" غذائياً وصحياً، يمكن القول إن هناك عودة الى الطبيعة وما تحويه من تنوع غذائي، وإن كان عن طريق شرائها من محال لبيع الخضار. ويقوم أصحاب هذه المحال بالاعتماد على بعض أبناء القرى لشراء "السليقا"، ويعرضونها في محالهم للبيع، فيما البعض الآخر يحاول تعريف أبنائه بالسليقا وكل نوع منها وأهميته وكيفية الطبخ.
اعتاد الشيخ نايف المرعي (68 عاماً) أخذ قيلولة تحت شجرة الزيتون في حقله. يقول: "هذه الأيام هي مواسم الخير ونحن فلاحون واعتدنا تأمين الخضار والفاكهة من حقولنا. نقطف السليقا بأيدينا من البراري". ويشير إلى أن كثيرين يبحثون عن نبتة العكّوب المغذية والصحية في المناطق الجردية في جبل الشيخ كونها لا تنبت إلا بين الصخور وفي المرتفعات "لكن هذا الجيل لا يعرف الكثير عن هذه الأعشاب والسليقا".
ويشرح بائع الخضار نسيم القيس أن بعض الناس يعتاشون من جمع وقطاف السليقا وبيعها لمحلات الخضار أو مباشرة لكثير من الناس الذين باتوا يفضلون السليقا البرية على تلك التي تدخلها المواد الكيميائية. يقول: "أثبتت كل الدراسات أن تلك الأعشاب والسليقا صحية ومغذية"، آملاً أن تبقى هذه الأراضي والحقول والبراري بيئة نظيفة وبعيدة عن الملوثات التي تؤذي الطبيعة وخيراتها.
كما أنّ الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه لبنان دفع الكثير من المقيمين في المدن للعودة إلى قراهم بالتزامن مع فصل الربيع، فبات الحجر في الحقول المجاورة للمنازل بدلاً من المنازل. وشكل هذا الأمر فرصة بالنسبة للبعض للتعرف إلى السليقا. يقول رياض خليفة (أبو بلال) وعمره 76 عاماً إنه "في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان والغلاء الفاحش في أسعار الخضار التي تدخلها مواد كيميائية، ننصح أولادنا بالبحث عن الخير في الطبيعة. اليوم، يمكن رؤية كثير من الناس منتشرين منذ الصباح في الحقول والأودية بحثاً عن السليقا بكل أنواعها كالشومر والزعتر وقرص العنّة وغيرها"، متحدثاً عن فوائدها الصحية. ويشير إلى شجرة البطم التي حين تفرّخ أوراقها يمكن أكلها وهي شهية ولذيذة وطيبة.
من جهتها، تقول أم شفيق فارس إنها تعلمت التمييز بين أنواع السليقا. وبين الحين والآخر، تذهب إلى البرية لقطاف السليقا كونها اعتادت ذلك عندما تكون في قريتها.
في هذا الإطار، تؤكد اختصاصية التغذية رفيف راشد لـ "العربي الجديد" أن الناس يتجهون يوماً بعد يوم نحو الخضار العضوية غير المصنعة والخالية من المواد الكيميائية، خصوصاً في المناطق التي يوجد فيها هذا النوع من الخضار. كما أن بعض الناس يعمدون إلى تخزينها في البرادات على مدار العام. ويمكن تناول هذه الخضار مطبوخة أو نيئة مثل السلطة. ويسمى هذا النوع من الخضار بالداكنة، ومن بينها الهندباء والشومر وقرص العنة وغيرها، وكلها موجودة في الطبيعة. وكثير من الناس يحبون قطفها بأنفسهم.
اقــرأ أيضاً
تلفت راشد إلى أن "هذه الخضار، وإن كانت برية، تحتاج إلى التنظيف والغسل بالمياه أكثر من مرة، مع إضافة الملح إلى المياه أو الخل الأبيض لضمان تعقيمها". وتشير إلى أن "لدى هذه الأعشاب فوائد صحية كثيرة، أهمها تنقية الدم من السموم وتسهيل عملية الهضم كونها غنية بالألياف، وتخفيف الوزن، عدا عن احتوائها على الفيتامينات والكالسيوم والحديد، وتنظيم معدل السكر في الدم والضغط ومختلف أمراض القلب والمرارة والكلى".
"خير الأرض من خير السماء"، هكذا يقول أبناء قرى جنوب لبنان، لا سيما قضاءي حاصبيا ومرجعيون. وبما أنّ فصل الشتاء حمل معه الكثير من الأمطار والثلوج، فإن الأرض فاضت بخيرها على الناس وتحديداً في هذه الأيام الربيعية التي تزيّنت بالورود والنباتات العشبية والتي تسمى "السليقا"، الخالية من المواد الكيميائية والطبيعية مائة في المائة، وكانت مصدر غذاء أساسي لهم عبر أجيال مضت. قلّة يعرفون تلك الأنواع من الأعشاب ويميزونها من بعضها وفوائدها الغذائية والصحية، ومنها: قرص العنّة والهندباء والتي تعرف أيضاً باسم "العلت"، والمشّا والزويتا والخبّيزة والهليون وشارب النمر والمعاذين والشّومر والسبانخ والعكّوب والزعتر البري وغيرها، وكل نوع منها له طريقة مختلفة للأكل، فضلاً عن الورود وزهور بعض الأشجار التي تقطف ليصنع منها شراب ساخن.
وتفصّل الحاجة زينب عطوي (75 عاماً) أنواع السليقا وأهميتها، في وقت تقوم بقطاف زهر الزعرور الذي تصنع منه الزهورات إلى جانب قطافها نبتة المشّا، مستفيدة من الزهر الذي تنبته، مشيرة إلى أن "الأرض كلها خير وفيها بركة".
وفي مكان آخر، يبحث الحاج أحمد السويد (78 عاماً) عن الهليون وشارب النمر والمعاذين، مشيراً إلى أن "هذه المأكولات كلها مفيدة للجسم وخالية من أية مواد كيميائية وكل شيء من الطبيعة هو صحي ومفيد"، ولافتاً إلى أن "الأدوية بمجملها مصنوعة من الأعشاب الطبيعية".
وفي ما يتعلق بأهمية "السليقا" غذائياً وصحياً، يمكن القول إن هناك عودة الى الطبيعة وما تحويه من تنوع غذائي، وإن كان عن طريق شرائها من محال لبيع الخضار. ويقوم أصحاب هذه المحال بالاعتماد على بعض أبناء القرى لشراء "السليقا"، ويعرضونها في محالهم للبيع، فيما البعض الآخر يحاول تعريف أبنائه بالسليقا وكل نوع منها وأهميته وكيفية الطبخ.
اعتاد الشيخ نايف المرعي (68 عاماً) أخذ قيلولة تحت شجرة الزيتون في حقله. يقول: "هذه الأيام هي مواسم الخير ونحن فلاحون واعتدنا تأمين الخضار والفاكهة من حقولنا. نقطف السليقا بأيدينا من البراري". ويشير إلى أن كثيرين يبحثون عن نبتة العكّوب المغذية والصحية في المناطق الجردية في جبل الشيخ كونها لا تنبت إلا بين الصخور وفي المرتفعات "لكن هذا الجيل لا يعرف الكثير عن هذه الأعشاب والسليقا".
ويشرح بائع الخضار نسيم القيس أن بعض الناس يعتاشون من جمع وقطاف السليقا وبيعها لمحلات الخضار أو مباشرة لكثير من الناس الذين باتوا يفضلون السليقا البرية على تلك التي تدخلها المواد الكيميائية. يقول: "أثبتت كل الدراسات أن تلك الأعشاب والسليقا صحية ومغذية"، آملاً أن تبقى هذه الأراضي والحقول والبراري بيئة نظيفة وبعيدة عن الملوثات التي تؤذي الطبيعة وخيراتها.
كما أنّ الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه لبنان دفع الكثير من المقيمين في المدن للعودة إلى قراهم بالتزامن مع فصل الربيع، فبات الحجر في الحقول المجاورة للمنازل بدلاً من المنازل. وشكل هذا الأمر فرصة بالنسبة للبعض للتعرف إلى السليقا. يقول رياض خليفة (أبو بلال) وعمره 76 عاماً إنه "في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان والغلاء الفاحش في أسعار الخضار التي تدخلها مواد كيميائية، ننصح أولادنا بالبحث عن الخير في الطبيعة. اليوم، يمكن رؤية كثير من الناس منتشرين منذ الصباح في الحقول والأودية بحثاً عن السليقا بكل أنواعها كالشومر والزعتر وقرص العنّة وغيرها"، متحدثاً عن فوائدها الصحية. ويشير إلى شجرة البطم التي حين تفرّخ أوراقها يمكن أكلها وهي شهية ولذيذة وطيبة.
من جهتها، تقول أم شفيق فارس إنها تعلمت التمييز بين أنواع السليقا. وبين الحين والآخر، تذهب إلى البرية لقطاف السليقا كونها اعتادت ذلك عندما تكون في قريتها.
في هذا الإطار، تؤكد اختصاصية التغذية رفيف راشد لـ "العربي الجديد" أن الناس يتجهون يوماً بعد يوم نحو الخضار العضوية غير المصنعة والخالية من المواد الكيميائية، خصوصاً في المناطق التي يوجد فيها هذا النوع من الخضار. كما أن بعض الناس يعمدون إلى تخزينها في البرادات على مدار العام. ويمكن تناول هذه الخضار مطبوخة أو نيئة مثل السلطة. ويسمى هذا النوع من الخضار بالداكنة، ومن بينها الهندباء والشومر وقرص العنة وغيرها، وكلها موجودة في الطبيعة. وكثير من الناس يحبون قطفها بأنفسهم.
تلفت راشد إلى أن "هذه الخضار، وإن كانت برية، تحتاج إلى التنظيف والغسل بالمياه أكثر من مرة، مع إضافة الملح إلى المياه أو الخل الأبيض لضمان تعقيمها". وتشير إلى أن "لدى هذه الأعشاب فوائد صحية كثيرة، أهمها تنقية الدم من السموم وتسهيل عملية الهضم كونها غنية بالألياف، وتخفيف الوزن، عدا عن احتوائها على الفيتامينات والكالسيوم والحديد، وتنظيم معدل السكر في الدم والضغط ومختلف أمراض القلب والمرارة والكلى".