يثير استمرار السلطات الصحية في المغرب، اتباع البرتوكول القائم على الكلوروكين في علاج المصابين بفيروس كورونا، أكثر من علامة استفهام عن سرّ التمسّك به حتى الساعة، رغم قرار السلطات الفرنسية، أمس الأربعاء، إيقاف وصفه للمصابين بـ"كوفيد-19"، ومن قبله توصية منظمة الصحة العالمية بتجنّبه.
مصدر مسؤول في وزارة الصحة المغربية كشف لـ"العربي الجديد"، الخميس، أنّ قرار إيقاف استعمال عقار "هيدروكسي كلوروكين"، ضمن البروتوكول العلاجي الذي يقدّم لمرضى "كوفيد-19"، من عدمه، هو قرار موكل إلى اللّجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية والحدّ من انتشار الإنفلونزا والالتهابات التنفسية الحادة والشديدة. وهذه اللّجنة، بحسب المصدر المسؤول، تتكوّن من خبراء لديهم الكفاءة والخبرة الكافية على اتخاذ القرار المناسب، في الوقت المناسب.
وبحسب المسؤول المغربي، الذي تحفّظ على ذكر اسمه، فإنّ التعميم الذي يصرّح بهذا الدواء، بناء على قرار من اللّجنة التقنية والعلمية، لا يزال ساريًا في علاج مرضى "كوفيد-19" في المغرب. ولفت إلى أنّ البروتوكول العلاجي القائم بالأساس على الكلوروكين والأزيتروميسين، إضافة إلى أدوية أخرى، أكّد نجاعته وفعاليته، وساهم بشكل كبير في تفادي تسجيل مضاعفات صحية وخيمة، كما حال دون استمرار دخول عدد كبير من المصابين إلى مصالح الإنعاش والعناية المركّزة.
وأوضح المصدر ذاته، أنه منذ بدء اعتماد البروتوكول العلاجي القائم على الكلوروكين، لم تسجّل أيّ مضاعفات صحية خطيرة أو آثار جانبية تتجاوز الحدّ المسموح به، خلال عملية علاج المصابين بالفيروس.
من جهته، اعتبر الخبير المغربي في علم الفيروسات، ومدير مختبر علم الفيروسات في جامعة الحسن الثاني، بالدار البيضاء، مولاي المصطفى الناجي، أنّ تراجع نسبة الوفيات جرّاء الإصابة بكورونا إلى معدل 2.7 في المائة، وتجاوز نسبة التعافي 57 في المائة، كذلك الانخفاض المستمر في الإصابات الجديدة، دليل واضح على أهمية هذا البروتوكول العلاجي، وأنّه من غير المنطقي تغيير أدوية حقّقت النتائج الإيجابية المرجوة منها.
وقال في تصريح للموقع، صباح الخميس: "السؤال الذي يتعيّن علينا طرحه، هو لماذا نقدم على تغيير علاج ناجع؟! وحتى لو افترضنا تغييره، هل نمتلك بديلاً له؟ أخال أنه من غير المنطقي ترك المصابين بدون علاج أو بديل، ليكونوا عرضة للموت المحقّق". وأشار إلى أنّ أمر إيقاف العلاج بالكلوروكين، موكل إلى اللّجنة التقنية والعلمية، التي في حال اتخاذها قرارا في هذا الصدد، ستقدّم الدلائل والأسباب التي دفعتها إلى اتخاذه.
ووفق الخبير في علم الفيروسات، يقع على عاتق السلطات الصحية، عبء الحفاظ على حياة المواطنين، وهي تركّز على الشق العلمي، بعيداً عن النزاعات بين شركات الأدوية العالمية والصراعات السياسية الدائرة حالياً.
وكانت السلطات الصحية المغربية قد قررت، في إبريل/نيسان الماضي، تعميم العلاج بدواء "كلوروكين"، على جميع الحالات التي تظهر عليها أعراض فيروس كورونا، حتى قبل ظهور نتائج التحاليل الطبية.
وقالت الوزارة إنّ استعمال هذه المادة وكذلك الإصدارات العلمية حولها في عدد من دول العالم، كالصين وأميركا، قد أكّدت جميعها، نتائج إيجابية لاستعمال هذا البروتوكول العلاجي في علاج المصابين بفيروس كورونا، وهي اعتمدت هذا البروتوكول بعد دراسة وقرار من اللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية والحدّ من انتشار الإنفلونزا والالتهابات التنفسية الحادة والشديدة.
ويأتي ذلك، في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة، اليوم الخميس، عن رصد 35 إصابة جديدة بفيروس كورونا، خلال الـ16 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس إلى 7636 في المغرب.
وسجّلت 131 حالة تعاف جديدة خلال المدة نفسها، وفق المعطيات الرسمية، وبذلك ارتفع مجموع حالات التعافي من المرض، إلى 5109. في المقابل، لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة بسبب الفيروس، ليستقرّ إجمالي الوفيات على 202 حالة.