"ترمضينة" المغرب... مشاحنات وأعصاب منفلتة
وقام أب أربعيني أمس الاثنين، بذبح ابنته المراهقة ردا على سلوكها الذي لا يلائم شهر رمضان، بعد أن اكتشف أنها تواعد أحد الشباب مما أثار غضبه، ولم ينفع معها وعيده ولا تهديده، لا سيما أنهم يعيشون في منطقة قروية بمحافظة ضواحي العرائش، والمجتمع القروي يعتبر شرف الفتاة خطا أحمر، وكل من يتهاون في حفظ عرضه يتم رشقه بالأوصاف السيئة.
والسبت الماضي، أقدم خمسيني على شنق نفسه في ضواحي مدينة مراكش، لأسباب تتعلق بظروف معيشته ووضعه المادي. وفي شوارع المدن وساحاتها العمومية تندلع مشاحنات يومية وسجالات لفظية تصل أحيانا إلى حد الاشتباك بالأيدي، خاصة في الساعات التي تسبق أذان المغرب، كما تترجم هذه الحالة العصبية أبواق السيارات في الطرق التي لا تكاد تهدأ قبل الإفطار.
وقال سائق التاكسي بمدينة الرباط، محمد جهيضم، لـ"العربي الجديد"، إنه يعاين في أيام رمضان كثيراً من حالات "الترمضينة"، من بينها مشاجرات عنيفة بين سائقي السيارات ومستعملي الطريق، إذ لا يمر يوم من دون مشاهدة حشود من البشر تجتمع حول معركة لأسباب تافهة على الأغلب.
وأضاف أن مهنته سائق سيارة أجرة تجعله يعاين الترمضينة عند الركاب الذين يظهر تغير مزاجهم من خلال قلة الحديث، أو تجهم الوجه، أو الغلظة في القول، وأنه يشعر كأن رمضان ثقيل على الناسّ.
وقال الباحث النفسي محمد قجدار لـ"العربي الجديد"، إن "الترمضينة وضعية نفسية تعتري الصائم نتيجة تغير نمط الأكل والنوم في رمضان، لكنها لا يمكن أن تبرر حالات الصدام بدعوى غلبة الحالة النفسية والعصبية".
وأوضح أنه "لا يمكن إنكار آثار تغير وتيرة التغذية والنوم في رمضان على المزاج، وعلى الساعة البيولوجية، غير أن ما يُشاهد في الشوارع من عصبية منفلتة، وحوادث ومشاحنات هو تعبير مبالغ فيه عن سلبيات الترمضينة، فرمضان يفترض به تصحيح السلوكيات ويقومها لا أن يفضي إلى تأزم العلاقات الإنسانية".