نفى الخبير الألماني في علم الفيروسات، هندريك ستريك، فرضية إمكانية انتقال فيروس كورونا عن طريق الأسطح المعدنية والخشبيّة، وشكّك في الدراسات التي أشارت إلى إمكانية انتشار الفيروس عن طريق المعادن أو المصافحة واللّمس.
وأشار ستريك، وهو مدير معهد علم الفيروسات وأبحاث فيروس نقص المناعة البشرية في جامعة بون، إلى أنّ الفيروس لا ينتشر بسهولة كما أشارت العديد من الدراسات السابقة، وأنّ الأبحاث التي أجراها أخيراً، أثبتت أنّ الفيروس لا ينتقل عبر الأسطح، ولا ينتقل عن طريق اللّمس.
وجاءت نتائج دراسة ستريك بعد قيام مجموعة من الخبراء الألمان بدراسة، هي الأولى من نوعها، بحسب وصفهم، حيث استخدموا المنطقة الأكثر تضرّراً في البلاد كمختبر واقعي لمعرفة كيفية انتشار الفيروس، والآليات الممكنة لاحتوائه.
وكان الفيروس قد انتشر على نطاق واسع بين سكّان هاينزبرغ، وهي منطقة تقع في شمال الراين - وستفاليا، على حدود هولندا، ويُطلق عليها اليوم اسم "ووهان الألمانية"، حيث تشير التقديرات إلى أنّ عدد المصابين تخطّى 1281 إصابة مؤكّدة، فيما تعافى أكثر من 550 شخصاً من المرض.
ووفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن فريقاً طبياً برئاسة ستريك، توجّه إلى قرية هاينزبرغ، معقل انتشار الفيروس، لدراسة أسباب انتشاره. وأظهر البحث الذي أجراه ستريك على منزل عائلة مصابة بالعدوى، أنّ البيت لم يكن يحتوي على أيّ فيروس حيّ على أيّ سطح، ولا على مقابض الأبواب أو فرو الحيوانات.
وقال ستريك في مقابلة له على التلفزيون الألماني إنّه "لم تكن هناك إصابات مؤكّدة في المدينة، أثناء التسوّق أو حتى عند زيارة مصفّفي الشعر، ما ينفي الدراسات التي تناولت انتشار الفيروس في الأماكن العامة لفترة زمنية".
وأضاف أن نتائج الدراسة ستستخدم لوضع مخطّط لكيفية تعامل ألمانيا مع الفيروس خلال السنوات القليلة المقبلة. وأشار إلى أنّ النتائج التي توصّل إليها مع فريقه، ستساعد في تقديم توصيات إلى السياسيين لكيفية اتخاذ القرارات المناسبة.
وقال ستريك في اجتماع للبرلمانيين تمّ بثه على شاشة التلفزيون الألماني، "إنّها فرصة كبيرة لكلّ ألمانيا للنجاة من الفيروس، إذ سنقوم بجمع المعلومات والنصائح العمليّة حول كيفية التعامل مع كوفيد - 19، دون أن نضطر إلى إيقاف حياتنا إلى الأبد". وأكّد أنّ الفيروس لا ينتقل إلّا في حالة واحدة فقط، وهي عن طريق رذاذ السعال أو العطس.
وكانت صحيفة الـ"تايمز" البريطانية، قد أشارت إلى أنّ الفريق البحثي المؤلّف من 40 باحثاً يعمل على إجراء فحوصات لنحو 1000 شخص في المدينة الألمانية، لمعرفة كيفية انتشار الفيروس وانتقاله إلى الناس.
ووفق الصحيفة، سيقوم الباحثون بتوزيع عملهم على رياض الأطفال، والمستشفيات والمتاجر، إضافة إلى زيارة 500 عائلة، للتعرّف إلى جوانب الحياة اليوميّة لسكّان هذه المدينة. وستساعدهم الدراسة في التعرّف إلى أسباب انتشار الفيروس، وإمكانية انتقاله من الأطفال إلى البالغين أو العكس. وسيدرس الباحثون أيضاً مدى إمكانية انتشار الفيروس أو انتقاله من الأسطح إلى الأفراد.
عندما تمّ اكتشاف تفشّي المرض لأول مرة في المنطقة، بدأ المواطنون بتجنُّب الكثير الأماكن، وعمد الناس إلى اتّباع إجراءات التباعد الاجتماعي، إلّا أنّ العدوى انتشرت بسرعة بين السكّان، وتبيّن بأنّ معظم الإصابات لم تُظهر أيّ أعراض تُذكر.
وكان علماء من "مستشفى غرايفسفالد الجامعي" وجامعة Ruhr-Universitat Bochum، وكلاهما في ألمانيا، قاموا بجمع المعلومات حول الفيروسات التاجية، في خطوة لفهم مدّة بقاء الفيروسات التاجيّة على الأسطح.
وبحسب دراستهم، التي نشرت الشهر الماضي في موقع Medical news today، وهو موقع متخصّص بالأخبار الطبيّة، فإنّ مدة حياة الفيروسات التاجية على الأسطح الجامدة، مثل الطاولات ومقابض الأبواب، تصل إلى ما يقارب يوماً في حال كانت درجة الحرارة منخفضة، بينما هي تعيش لفترة أقصر، في حال كانت درجة الحرارة تتراوح بين 30 و40 درجة مئوية.
كما استنتج الباحثون أنّه يمكن للفيروسات التاجيّة أن تبقى على الأسطح الجامدة، لمدة تصل إلى 9 أيام، كما أشاروا إلى أنّ الفيروس يمكن أن يعيش على البلاستيك لفترة ما بين 3 إلى 5 أيام.