الاقتصاد الريعي

لا يهيّئ الأردن أبناءه لغير الاغتراب، ولا يرحّب بهم إلا في العطل الصيفية فقط، وما دون ذلك عليهم أن يسافروا ويعملوا ليجلبوا المال، ما يجعلنا نصنّف الأردنيين إلى مغتربين وغير مغتربين، علما أن المغترب هنا هو "المواطن المثالي"!

يمكن لك أن تعثر في الأسواق العراقية على كلّ شيء، وهذا يوحي للناظر من الخارج بحياة مزدهرة، بالنسبة لأولئك الذين يملكون القوة الشرائية على الأقل، ولكنها في الحقيقة مجرّد مظاهر مزيّفة لواقع هشّ في العمق، فاقتصاد البلد قائم على راتب الموظف.

ليس من مهمّة الكُتّاب تقديم إجابات عن الأسئلة السياسية، وتُقبل منهم عادة إثارة النقاشات التي من شأنها تقديم التصوّرات عما يمكن أن يحدث. لكن الأسئلة لا تروي الظمأ، ونحن في زمنِ الحيرة والذهول، لا نجد أمامنا في تسارع الأحداث إلا أن نقرن العمل بالتفكير.

لم يكن غريباً أن تنفجر مدينة معان في جنوب الأردن مجدّداً، فهي على خط المواصلات والشاحنات التجارية والصناعية، أي المورد الرئيس لأبناء المدينة، ولم تتحمّل الرفع المتكرّر لأسعار المشتقّات النفطية تحت شعار الإصلاح الاقتصادي المضلّل،

على الجيل الجديد أن يدرك أولا ماضيه الحقيقي. من شأن التقييم الصادق للجرائم التي حلت بالعراق أن يعزز جهود المصالحة الوطنية، ويشيع التعايش بعيدا عن ثارات الماضي. على المجتمع الدولي دعم التغيير نحو المستقبل بخلاص البلاد من أية أجندة تصارع إحداها الأخرى.