القضية الفلسطينية

يحافظ الشعب الفلسطيني، بعد جيلي الأجداد والآباء، على جذوة الوعي بأسباب الصراع، ومُحدِّداته، وثوابته، وعلى جذوة المقاومة، على الرغم من الوضع السياسي غير المُساعِد، سواء بتقيُّدات السلطة الوطنية الفلسطينية، المحكومة، حتى الآن (!) باتفاقات أوسلو. أو بالانقسام الفلسطيني.

لنفترض أن إسرائيل قرّرت أن تحارب حربها، فمن الواضح أن أي هجوم على إيران سيؤدي إلى هجمات انتقامية من لبنان وسورية على إسرائيل، ومن إيران على دول الخليج، بعواقب مدمرة على اقتصاد هذه الدول وتماسكها الاجتماعي.

كيف سيبني الفلسطينيون في أرضهم هناك، الموحدة الوجدان، في القطاع والضفة والداخل، حركيتهم؟ ما الذي ستتجه إليه الفعاليات النضالية والكفاحية، المدنية والشعبية، في أفق المخطط له ضمن تظاهرات "مسيرة العودة وكسر الحصار"؟

على الرغم من أن انتفاضة سورية كانت صرخة حياة تبحث عن الحرية، إلا أن هناك ﺭﺑﻤا من رأى أن السوريين أخطأوا عندما حلموا بالحرية، واعتقدوا أن جيش "حماة الديار" لن يقتلهم، وﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺃﻳﺎً ﻋﺎﻣﺎً ﻋﺮﺑﻴﺎً ﻭﺩﻭﻟﻴﺎً ﻳﺪﻋﻢ ﻗﻀﻴﺔ ﺣﺮﻳﺘﻬﻢ.

قد يدعو الاهتمام الأميركي المفاجئ بالوضع الإنساني في غزة إلى التساؤل، بل والاندهاش. لكن بالنظر إلى تزامنه مع التحضير لصفقة القرن، واستمرار صعوبات تمريرها سياسياً، يكون الوضع الإنساني الباب الأسهل والحُجة الأكثر أخلاقية، لتمرير صفقة كهذه.