النرجسية

على الكاتب الليبي، إبراهيم الكوني، أن يكفّ عن تظهير نفسِه "الوحيد الذي كان يحمل روحه على كفّه في ليبيا"، وصاحب نبوءة في قيام الثورة. عليه أن يعتذر للشعب الليبي عن صُحبته مع معمر القذّافي. وألا يطلب منا أن نصدقه في كل ما يقول عن "نصائحه" للمذكور.

لا يغطّي فقه الأركان، من حيث العبادات والشرائع الفردية، تلك المساحة الكبرى في حياة الأرض وأجيال العالم. ولذلك، فقه الإنسان والعمران الإسلامي هو السبيل التشريعي، للوصول إلى تطبيقات عملية لحياة الفرد والمجتمع والدول، ولتنظيم علاقات المختلفين.

يقول المعارض الأردني البارز، ليث شبيلات، إن على من يعارضون حقا أن يرتفعوا إلى سقفه، وليس أن يهبط هو إلى سقوفهم. وهذه معادلةٌ مربكة، تبدو ذهنيةً ومتعالية، مقنعة نظريا، سليمةً في غرف المنازل أمام الحواسيب و"فيسبوك"، غير أنها ليست عمليةً، غير ممكنة.

ربما فرضت الضغوط على النظام في مصر، أخيرا، أن يبرّر أفعاله، أو يفصل بين المقدّمات التي ادّعاها والنتائج التي وصل إليها. لذلك كان رد فعل الرئيس عبد الفتاح السيسي على انتقادات وجهت إلى بلاده في منتدى شباب العالم في شرم الشيخ قبل أيام، انفعالياً.

لا يمكن إعفاء المبدعين الحقيقيين من مسؤولياتهم، فهم بنكوصهم أفسحوا المجال لعديمي الموهبة. وفي أجواء المجاملة والنفاق التي تسود الأوساط الثقافية، لا أحد يواجه هؤلاء بحقيقتهم المؤسفة، فتستمر الكذبة غير البيضاء، ويمضي بهم الوهم نحو مزيدٍ من التخريب.

يسعى المرشّح الرئاسي الفرنسي، إريك زيمور، إلى أن تكون فرنسا نقية عرقياً، ونظيفة مثل غسيل خرج لتوّه من الغسالة. رجل الضجيج والضوضاء السياسية والمغالطات والتضليل. وكأنّه يريد أن يقول "توقفوا جميعاً واتركوني أمرّ" معتقدا أنّه مركز العالم.