المطلوب، اليوم، من الصراع في عين العرب ضرب الاستقرار التركي، بتوريط تركيا في سورية بشكل منفرد، في موازاة بقاء القضية الكردية بلا حل، واستمرار الوضع السوري جهنما أخرى على رقعة السياسة الدولية.
القراءة الأهم، لمعرفة حقيقة ما ستؤول إليه الأمور ميدانياً في الأيام المقبلة في سورية، تتبدى محاولة الإجابة عن سؤالٍ عما يرمي إليه نظام الأسد، من تسليمه مدينة الحسكة لوحدات الحماية الشعبية الكردية.
يحضر أبو بكر البغدادي مقاتليه للهجوم على دير الزور في الأيام المقبلة، لما في هذه المنطقة من موارد وأهمية جغرافية. سيستفيد من هذه الحركة وتحركاتها نظام الأسد، إعلامياً وعسكرياً.
التدخل الإيراني في العراق وسورية بادٍ على الملأ، ولا يحتاج اثباتات معقدة، وتتبع تصريحات الساسة الإيرانيين وحلفائهم، يشير إلى أن بغداد تشكل أولوية أكبر من دمشق لإيران، نظراً للجغرافية والواقع النفطي، وطبيعة الصراع فيها.
يمكن القول إن انحياز أنقرة للثورة السورية، ورفضها الموقف الإيراني الداعم للأسد، ينذر باقتراب مواجهة أكبر بين الدولتين على الساحة العراقية. فالأتراك نجحوا بعدم التورط عسكريا في سورية، وسيتبعون المسار نفسه في المسألة العراقية.
يتوجّب التبحّر في فهم مدى الأهمية التي يوليها النظام السوري للحرب النفسية، التي يشنها على الشعب، لتكمل حرب المدمرات والصواريخ، من أجل أن يقنع الرأي العام بأن الثورة كلها تلاشت، ولم يبق في الساحة سوى نظام يواجه الإرهاب.