مع انتقال التوترات والاشتباكات المسلحة من العاصمة العراقية بغداد إلى البصرة، أنهت وساطات واتصالات المواجهة الجديدة، التي أدت إلى سقوط 5 قتلى. إلا أن عدم التوصل إلى حل للأزمة السياسية قد يفجر الوضع مجدداً.
في الوقت الذي نأى فيه مجلس القضاء الأعلى في العراق بنفسه عن تفاقم الأزمة بين التيار الصدري و"الإطار التنسيقي"، معلناً عدم صلاحيته في اتخاذ قرار بشأن حل البرلمان مثلما يطالب مقتدى الصدر، يتزايد التوتر على الأرض، مع استعداد الطرفين للتحشيد في بغداد.
على الرغم من صدور قرار لوزارة الداخلية العراقية، قبل ثلاثة أعوام، يقضي بتجريم كلّ من يكتب تهديدات على الجدران من قبيل "مطلوب دم"، فإنّ ذلك لم يردع عشائر عدّة ومتستّرين بها من توعّد المواطنين.
تعوم محافظة البصرة على بحر من النفط، وتتلقى استثمارات خارجية بمئات الملايين من الدولارات، بينما يعيش أهلها فقراً مدقعاً ويعانون البطالة، في ظل غياب الدولة التي تركتهم للنزاعات العشائرية المسلحة وابتزاز الشركات
حذر نواب في البرلمان العراقي، اليوم الثلاثاء، من تنامي ظاهرة تجارة السلاح غير المرخص في البلاد، الذي شمل أخيراً أسلحة متوسطة وقذائف صاروخية استخدمت في اشتباكات عشائرية ونزاعات اجتماعية في مدن جنوب البلاد ووسطها.
عاد حراك بعض مكونات مدينة تلعفر في محافظة نينوى العراقية، لتحويلها إلى محافظة مستقلة. وفيما تضغط المكونات التركمانية خصوصاً لذلك، يسود رفض من قبل ممثلين سياسيين عن أطياف أخرى، بينما تبدو حكومة مصطفى الكاظمي غير مستعجلة لبتّ الملف.
في خطوة متوقعة إثر تصاعد عمليات الاغتيال التي طاولت ناشطين عراقيين في مدينة البصرة، جنوبي العراق، وتغول واضح للمليشيات في المحافظة المطلة على مياه الخليج العربي، أقال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، قائدي الشرطة والأمن الوطني بالمحافظة.
بُعيد ساعات من إعلان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأربعاء، قرارا يقضي بعدم السماح لأي جهة حزبية أو عشائرية في البصرة بحمل أو حيازة السلاح كشف مسؤول في رئاسة الوزراء العراقية، لـ"العربي الجديد"، عن إيعاز الكاظمي بتشكيل لجنة لبدء تنفيذ القرار.
تشكل الحيّانية نموذجاً للإهمال الذي تعانيه الكثير من المدن العراقية الغنية بالنفط. إهمال لا يزال يتراكم على الرغم من تعاقب الحكومات منذ سقوط نظام البعث، ما يجعل أبناء المنطقة اليوم نواة صلبة للحراك في البصرة.
في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر سياسية عن عودة مرتقبة للرئيس العراقي برهم صالح من السليمانية إلى بغداد، لحسم ترشيح رئيس الوزراء، هدد قيس الخزعلي، زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق" (وهي أحد مكونات تحالف البناء)، الرئيس بالإقالة.