على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار، فجر أمس الجمعة، الذي أنهى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد 11 يوماً ارتكب خلالها الاحتلال أبشع الجرائم، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تزيد من صعوبة مهمة التوصل إلى اتفاق تهدئة يضمن تثبيت وقف إطلاق النار.
رفعت المقاومة الفلسطينية منسوب التأهب داخل قطاع غزة، خشية من عمل أمني قد يُقدم عليه الاحتلال الإسرائيلي ضدها. وتضمّنت إجراءات المقاومة القيام بمناورات تدريبية واسعة في القطاع.
فجّر اثنان نفسيهما بالتزامن في حاجزين لشرطة المرور في غزة، الأمر الذي يفتح مسارًا جديدًا في العلاقة بين حركة حماس والسلفية الجهادية بنسخها الأكثر تطرّفًا، في ظل المراوحة السياسية والاقتصادية الذي يعيشها قطاع غزة، وتهديدات أمنية عديدة تواجهها "حماس".
أحرجت العملية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، أول من أمس، الوسطاء الذين يتدخلون لخفض التصعيد بين الاحتلال والمقاومة، التي أظهرت جهوزيتها لصد أي عدوان، واستكملت ردها مساء بإصابة أهداف محققة في الأراضي المحتلة.
ذكرت صحيفة "هآرتس"، الأحد، أنّ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أجرت، في الفترة الأخيرة، استعدادات واسعة للعودة إلى سياسة تصفية قادة حركة "حماس" والمقاومة الفلسطينية، كبديل لعدوان عسكري واسع النطاق في قطاع غزة.
كثف الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاته الأمنية الرامية إلى تعزيز فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، وتقليل فرص الالتقاء والاحتكاك في ما بين سكانهما، ما دفع المقاومة الفلسطينية إلى التفكير وبشكل جدي في نقل الخبرات بين شطري الوطن المحتل.
يبدأون بتكفير مجتمعهم الغزي، وينتهون عملاء للاحتلال الإسرائيلي، ينفذون أوامره ويحققون أهدافه، لاستنزاف قدرات المقاومة، وصولا إلى قتل قادتها، والتضييق على حياة أهالي القطاع المحاصر