عار لا يزول

20 يوليو 2019
رفض شعبي للتطبيع مع إسرائيل (مصطفى حسونة/الأناضول)
+ الخط -
لا يمكن حصر اللقاء الذي جمع بين وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة وبين وزير خارجية حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس، في واشنطن، بكونه تطبيعاً لا غير، لأن هذا اللقاء المعلن يتجاوز ذلك، بالرغم من عدم وجود علاقات رسمية بين الطرفين، لما يعكسه من تبنٍ وقح لمقولات الاحتلال الإسرائيلي تحت أشد حكوماته تطرفاً وإنكاراً للحقوق الفلسطينية.
ويمكن القول إن نشر الصورة المشتركة للوزيرين البحريني والإسرائيلي مع مسؤول الملف الإيراني في وزارة الخارجية الأميركية براين هوك، يتجاوز التطبيع إلى حد التنسيق والتعاون والتحالف مع دولة احتلال لن تتردد إذا فرضت عليها مصالحها ذلك، أن تنقلب على المُطبعين العرب، وفي مقدمتهم مملكة البحرين مهما أغدق أقطاب دولة الاحتلال، على أصدقائهم في المنامة، المديح والثناء على "موقفهم الشجاع" في الظهور العلني مع مسؤولين إسرائيليين.
لن تكسب دولة البحرين، من تطبيعها وتحالفها الذي تبنيه مع دولة الاحتلال خطوة بعد خطوة، أكثر من معسول الكلام، وربما بعض "العطيات" الأميركية، لأنه ليس لدولة الاحتلال ما تمنحه لها، وإذا كان أقطاب البحرين يظنون أن إسرائيل ستحارب يوماً ما عنهم، فإنهم مخطئون للغاية.
دولة الاحتلال تتعامل مع "عربها" المطبعين معها بفوقية واستعلاء استعماريين، لا ترى أبعد من المصلحة الإسرائيلية المباشرة، وهي منذ شمعون بيريس وحتى يومنا هذا لا ترى في الخليج سوى ثرواته الهائلة التي ينبغي أن تدار وفق مقولة تفوّق العقل اليهودي، وسط استغلال "العمالة" الرخيصة والأيدي العاملة الرخيصة للشعوب العربية التي تفتقر أوطانها للموارد والثروات الطبيعية.
لقاء الوزير البحريني هو أيضاً انعكاس للمقولة العربية إن لم تستح فافعل ما تشاء، وهو خلع للقناع الزائف الذي تلبسه أنظمة قمعية كنظام البحرين، تشعر بخوف دائم من شعوبها، وتظن أن انخراطها في خدمة دولة الاحتلال وتكريس الشرعية لهذا الاحتلال، يضمنان أمنها وأمن نظامها لا أمن شعوبها، وتكون بذلك كمجير أم عامر، لا أكثر ولا أقل.