عودنا المشير السيسي أن يقدم لنا نظريات جديدة، سواء في علم الاقتصاد أو الطب أو الزراعة وغيرها من مناحي الحياة، فعقب ترشحه للانتخابات الرئاسية قدم لنا نظرية اللمبات الموفرة، حينما طرح رؤيته الخاصة بعلاج أزمة الطاقة المستعصية التي باتت تصيب البلاد، ليس في فصل الصيف فقط، بل وفى الشتاء أيضاً، خصوصاً مع انقطاع الكهرباء المستمر ونقص الغاز اللازم لمحطات انتاج الكهرباء.
كما طرح علينا السيسي، أيضاً، نظرية عربة الخضار وشراء ألف عربة للشباب العاطل عن العمل، عندما تحدث عن أكبر أزمة تواجه المجتمع المصري، وهي أزمة البطالة المستفحلة بين الشباب البالغ نسبتها 25%، حسب الأرقام الرسمية، كما طرح لنا رؤيته لعلاج أخطر مرض يواجه كبد المصريين وصحتهم وهو فيروس سي وأخطر مرض يواجه العصر، وهو الإيدز عن طريق تناول صباع الكفتة "بتاع" اللواء عبد العاطي.
وفى التسريب الأخير لمكتبه، صال السيسي وجال في النظريات الاقتصادية، وأضاف للغتنا المالية المتعارف عليها ألفاظاً ومفردات جديدة يجب تدريسها في كبريات معاهد العلوم المالية والمصرفية، وكليات الاقتصاد والتجارة وإدارة الأعمال، ومن بين هذه المفردات "الحباية والحباية ونص حباية من الامارات و"اعمل نفضة في البنك المركزي" و"أطير الدولار اخليه بستة جنيه" والتجميع، وهات وخد، والإدارة المركزية، والعيال رجال الأعمال، والعيل الهفأ وزير البترول، والفلوس بقت الدوبل.
وبعد أن كان المصريون لا يعرفون سوى أسماء محدودة للنقود الورقية المحلية من عينة رزمة وبريزة وباكو والأرنب، حيث كانوا يطلقون على المليون جنيه "الأرنب" والألف جنيه "باكو"، أضاف السيسي إلى مفرداتهم المالية لفظاً آخر، حينما سمى المليار دولار "الحباية" والمليار والنصف مليار دولار "الحباية والنص".
وفى التسريب الأخير نلاحظ أن السيسي يؤمن بالمركزية في العمل واتخاذ القرار، ويفضل المعونات والمساعدات النقدية " الكاش" لا العينية، فعندما يقترح عليه مدير مكتبه عباس كامل أن يختار رجل الأعمال المشروع الذى سيتبرع لصالحه ويعمل عليه، أي ينفذه بنفسه، بدلاً من أن نطلب منه نقوداً كاش يقترح عليه السيسي تلقي تبرعات رجال الأعمال في صندوق تحيا مصر نقداً ومركزياً وفى مكان واحد وهو ما أطلق عليه نظرية "التجميع" حيث يقول عباس "لازم يا فندم يتحط، منقولهومش هاتوا فلوس بس كل واحد خد دي خد دي خد دى اشتغلوا بما قيمته"، فيرد عليه السيسي "فيه ميزة للتجميع يا عباس، التجميع بيخليك تصرف وتدير مركزي".
السيسي نقلنا مرة واحدة من رقم الأرنب إلى رقم الحباية مرة واحدة، ولا أعرف بالضبط رمزية ودلاله كلمة الحباية، وما إذا كانت تعني التقليل من المليار دولار قيمة المساعدات حيث صغر الحباية أم ماذا؟