يختلف نمط السياحة في شهر رمضان المبارك، بشكل لافت، عن بقية أشهر السنة، إذ عادة ما يفضل الكثير من الناس تمضية الشهر في الصوم والصلاة والقيام.
ومع ذلك، وبحسب خبراء السياحة، فإن قدسية شهر رمضان في الدول الإسلامية، تجعل منه موسماً رائعاً للسياح، للتعرف على ثقافات وعادات مختلفة.
وتُعد الدول الإسلامية والعربية نموذجاً رائعاً لاكتشاف معاني الشهر الفضيل، والتعرف على أفضل الأماكن السياحية بأسعار مناسبة.
السياحة الرمضانية
من جهة أخرى، ومع التغييرات الحاصلة في بيئة العمل، لجهة المرونة بالعمل عن بعد، فإن السفر لاكتشاف عادات جديدة خلال شهر رمضان، يعتبر فرصة للكثير من محبي السياحة.
فإن كنتم تبحثون عن أماكن مختلفة لتمضية عطلة بأجواء إسلامية، مع الكثير من الأنشطة الترفيهية، إليكم هذه القائمة بأبرز الدول التي تستقبل الشهر الكريم بطريقة مختلفة عن باقي الدول.
أم الدنيا
لا يوجد أي عبارة يمكن أن تصف شعور المصريين بقدوم شهر رمضان، إذ تعج الأسواق بشكل لافت بالناس، فيما تتلألأ الشوارع والأماكن الشعبية والتقليدية بالإضاءة والزينة الرمضانية التي تختص بها مصر دون غيرها من الدول.
في الحقيقة، يعد السفر في شهر رمضان لزيارة القاهرة تحديداً فرصة مناسبة لأصحاب الميزانيات البسيطة، إذ تنخفض أسعار تذاكر السفر، حتى أن الفنادق تقدم الكثير من العروض، ويمكن بمبالغ لا تتعدى 300 دولار تمضية عطلة لا تنسى في أحياء وشوارع المدينة.
يقدم شهر رمضان فرصة فريدة للانغماس في الثقافة والتقاليد المصرية. بدءاً من مشاهدة زخارف الشوارع النابضة بالحياة وحتى المشاركة في وجبات الإفطار الجماعية، يمكنك التعرف على نسيج الحياة المصرية.
يجلب شهر رمضان مجموعة من الفعاليات والأنشطة الخاصة، من الأسواق الليلية الصاخبة إلى العروض الثقافية والاحتفالات الدينية.
الجو خلال شهر رمضان مشبع بالروحانية، حيث ينخرط المسلمون في الصيام والصلاة والتأمل، كما يُعرف المصريون بكرم ضيافتهم، وغالباً ما يزداد هذا الكرم خلال شهر رمضان. قد يجد السائح نفسه مدعواً إلى تجمعات الإفطار من قبل السكان المحليين.
عروس تركيا
خلال شهر رمضان في تركيا، يلتزم المسلمون بطقوس الصيام التي يفرضها الإسلام. وتشمل الطقوس الامتناع عن الطعام والشراب والتدخين من الفجر حتى غروب الشمس.
في تركيا، غالباً ما تجتمع العائلات لمشاركة وجبات الإفطار، مما يعزز الشعور بالوحدة والتضامن.
وتستضيف المساجد حلقات من الإفطارات الجماعية، في مبادرة لخلق روح العائلة والتقارب بالنسبة لمن لا عائلة لهم.
وبالتالي، فهي فرصة للسياح لاكتشاف عادات الأتراك في رمضان، وتذوق الأطعمة المختلفة التي يجري تقديمها خصيصاً في الشهر الكريم.
وتتميز الأجواء في المدن التركية خلال شهر رمضان بالحيوية، حيث تزين الشوارع بالأضواء والديكورات الملونة، وتعج الأسواق بالمتسوقين الذين يشترون الأطعمة الخاصة والحلويات.
وما يميز تركيا في شهر رمضان، بدء الاحتفالات بعد صلاة التراويح في الشوارع التركية، حتى وقت السحور، بحيث يمر المسحراتي، ويبدأ بمناداة الناس لتناول هذه الوجبة، وهي بالنسبة للكثير من الأجيال الحديثة ظاهرة جديدة، يتعرفون من خلالها على الطقوس الخاصة بوجبة السحور.
السفر خلال شهر رمضان المبارك إلى تركيا، منخفض التكاليف، ويمكن بسعر لا يتعدى 500 دولار، الإقامة لأكثر من 10 أيام، والاستمتاع بالأجواء الخاصة بالتقاليد والثقافة التركية.
فخامة المغرب
يمكن أن يكون قضاء شهر رمضان في المغرب تجربة ثقافية وفريدة من نوعها. تنبض العديد من المدن في المغرب بالحياة ليلاً خلال شهر رمضان، حيث يبيع الباعة الجائلون الأطعمة التقليدية، وتتجمع العائلات لتناول الإفطار معاً.
في هذا الإطار، تعرف مراكش بثقافتها الرمضانية، فخلال هذا الوقت من العام، تتحول ساحة جامع الفنا الرئيسية في المدينة إلى سوق واسعة في الهواء الطلق، حيث يمكن للسكان المحليين والسياح الاستمتاع بالأطعمة التقليدية والترفيه.
أما في الدار البيضاء، أكبر مدينة في المغرب، فيحتفل الناس بالشهر الفضيل بطرق عدة. فمن الأسواق الليلية التقليدية إلى تزيين المباني، تتميز المدينة بمطاعمها الرائعة التي تقدم مزيجاً فريداً من الأطعمة التقليدية، كالكسكسي وغيره من الأطباق الشعبية التراثية.
كما تعتبر فاس من أكثر المدن التقليدية في المغرب، وهي تنبض بالحيوية بشكل خاص خلال شهر رمضان. وتمتلئ الشوارع بالباعة الذين يبيعون الأطعمة التقليدية، كما تقام العديد من الفعاليات والأنشطة على مدار الشهر.
أما تكاليف زيارة المغرب فمنخفضة أيضاً، وتحديداً في هذا التوقيت من العام. وبمعدل 20 دولاراً في اليوم، يمكن للسائح اختبار الثقافة الجديدة، والأماكن التراثية التاريخية.
لؤلؤة الخليج
يعد شهر رمضان في قطر وقتاً ساحراً، حيث تكثر فيه الأوسمة الخاصة في جميع أنحاء البلاد، والاحتفالات التي تبدأ حتى قبل بدء الصيام. فقبل أسبوعين من بدايته، يحتفل القطريون بشعبان (اليوم الرابع عشر من التقويم الهجري) بالنفلة.
وتُعد العائلات أطباقاً تقليدية وتقاسمها مع الجيران والفقراء. كما تُقام الكثير من الفعاليات في جميع أنحاء البلاد، حيث تنضم الفنادق والمطاعم أيضاً إلى الاحتفالات بعروض مذهلة.
ويمكن خلال الشهر الكريم، زيارة الميناء القديم، والاستمتاع برحلة عبر الذاكرة من خلال "مهرجان العودة للطعام". ويقام هذا الحدث في الفترة ما بين 11 مارس/آذار و10 إبريل/نيسان، وهي المدة المتوقعة لشهر رمضان، ليوفر للزوار تجربة طهي تضم أطباقاً وحلويات تقليدية متنوعة.
وإضافة إلى خيارات الطعام، سيحصل الزوار على فرصة الاستمتاع بالمناظر الخلابة لأفق قطر النابض بالحياة من منطقة الميناء القديم.
ويقدم فندق سوق الوكرة مجموعة واسعة من الأنشطة والفعاليات للاستمتاع بها مع معرض رمضان.
كما يُعد بازار اللؤلؤة الرمضاني واحداً من أجمل الأماكن التي لا بد من زيارتها، وهو يبدأ من 11 مارس وينتهي في 13 إبريل.
وهذا العام، سيكون ما لا يقل عن 28 كشكاً تقدم الحلويات العربية والملابس التقليدية والعطور والإكسسوارات وغيرها.
أضف إلى ذلك، تُعد قطر مكاناً مناسباً للتعرف إلى ثقافات مختلفة، بسبب التنوع السكاني، حيث تضم العشرات من الجنسيات المختلفة، لتتيح للزائر فرصة فريدة للتعرف إلى الكثير من العادات والتقاليد.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
